ترامب لأردوغان: "لا تكن أحمق"!

المدن - عرب وعالمالخميس 2019/10/17
GettyImages-1175240440.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة عن التوغل التركي في سوريا، قائلاً: "لا تكن متصلبا. لا تكن أحمق".

ونشر البيت الأبيض الرسالة التي تعود إلى 9 تشرين الأول/اكتوبر، وسط محاولات ترامب لاحتواء الخسائر السياسية التي أعقبت قراره بسحب قواته من شمال سوريا.

وكانت الرسالة محاولة لإقناع أردوغان بالتراجع عن العملية العسكرية في الشمال السوري، التي كان قد أبلغه بها في مكالمة هاتفية في 6 تشرين الأول.

ويقول ترامب في الرسالة: "فلنتوصل إلى اتفاق جيد!... أنت لا تريد أن تكون مسؤولا عن ذبح آلاف الأشخاص وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي، وسأفعل ذلك".

وقرر ترامب نشر الرسالة لدعم موقفه وتأكيد أنه لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لغزو سوريا، بعد تصويت في مجلس النواب يدين قراره.

ويضيف ترامب في الرسالة: "عملت جاهدا على حل بعض مشاكلك. لا تخذل العالم. يمكنك إبرام اتفاق عظيم".

وكتب الرئيس أن قائد "قوات سوريا الديموقراطية" مظلوم كوباني عبدي، مستعد للتفاوض وتقديم بعض التنازلات. وذكر ترامب أنه أرفق مع رسالته لأردوغان نسخة من رسالة بعث بها مظلوم إليه.

وقال: "سينظر إليك التاريخ باستحسان إذا قمت بذلك بالطريقة الصحيحة والإنسانية. وسينظر إليك إلى الأبد على أنك شيطان إذا لم تحدث أمور جيدة. لا تكن متصلبا. لا تكن أحمق!".

من جانبه، قال مظلوم كوباني، إن ترامب لم يعترض على اتفاق أبرمته "قسد" مع الحكومة السورية لحماية سوريا من الهجوم التركي. وأضاف كوباني أن روسيا ستضمن ذلك الاتفاق الذي سيمهد الطريق أمام حل سياسي يمكن أن يضمن حقوق الأكراد في سوريا.

وتابع كوباني، الذي قال إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب، أن الاتفاق يلزم القوات الحكومية السورية بالانتشار في أنحاء منطقة الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا وأن التقارير التي تحدثت عن تسليم "قسد" السيطرة على مناطقهم للقوات الحكومية غير صحيحة.

وسبق أن اعتبر ترامب حزب "العمال الكردستاني" أسوأ من تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى أن قرار أردوغان شن هجوم في سوريا لم يفاجئه. وأوضح ترامب أن حزب "العمال" يشكل، على الأرجح، تهديدا إرهابيا أكثر من تهديد تنظيم "الدولة". وأضاف أنه طلب من الأكراد عدم إطلاق سراح سجناء تنظيم الدولة، "لكنهم أطلقوا سراح بعضهم لإحراجنا".

وردا على الاتهام الموجه له، من قبل حلفائه الأجانب، "بالتخلي" عن الأكراد، قال ترامب: "أساسا هم ليسوا ملائكة". وأضاف أن "الأكراد في أمان أكثر حاليا.. الأكراد يعرفون كيف يقاتلون.. لقد قاتلوا معنا، لقد دفعنا الكثير من المال لكي يقاتلوا معنا، وهذا جيد".

وكان مجلس النواب الأميركي، قد أيد بأغلبية ساحقة، الأربعاء، مشروع قرار يندد بقرار ترامب سحب القوات من شمال شرق سوريا. وصوت 354 نائباً لصالح مشروع القرار وعارضه 60 بعدما انضم العشرات من رفاق ترامب الجمهوريين إلى الأغلبية الديموقراطية المؤيدة للمشروع.

ويسلط التصويت الضوء على الاستياء الشديد في الكونجرس من تحرك ترامب، الذي يعتبره كثيرون من المشرعين تخليا عن المقاتلين الأكراد. ونددوا كذلك بفرار مقاتلين من الدولة الإسلامية من سجن في سوريا بعد بدء الهجوم التركي قبل أسبوع.

وقال الرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إليوت إنجيل، الذي رعى مشروع القرار: "كان ذلك خيانة لشركائنا. كان هدية لروسيا وإيران ولتنظيم الدولة الإسلامية والأسد".

وذكرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن اجتماع الزعماء الديموقراطيين مع ترامب في البيت الأبيض، جرى اختصاره بعدما "انفجر ترامب غضباً" جراء تصويت المجلس بأغلبية ساحقة لصالح قرار يندد بانسحابه من سوريا. وأضافت: "ولهذا لم نتمكن من مواصلة الاجتماع لأنه انفصل عن واقعه".

واتهمت بيلوسي ترامب بفعل يسهل النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وأضافت أن ترامب قال إنه وعد بإعادة الجنود إلى الوطن، متسائلة "هل الوطن هو السعودية؟".

وقالت بيلوسي إنه لطالما أرادت روسيا موطئ قدم في الشرق الأوسط وقد سمح لها الرئيس ترامب بذلك، وجعل المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا محل شك وتساؤل وهذا يخدم فلاديمير بوتين.

وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون، الخميس، إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية مقررة سلفاً في شمال سوريا الأربعاء لتدمير مستودع للذخيرة ومعدات عسكرية تم التخلي عنها في الوقت الذي يستعد فيه عسكريون أميركيون لانسحاب من شمال سوريا.

وقال المتحدث باسم "التحالف الدولي" إن الضربة شاركت فيها مقاتلتان من طراز "إف-15 إي" قصفتا مصنع لافارج للأسمنت بعدما غادرته كل قوات التحالف.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث