الديموقراطيون في مناظرتهم الرابعة:عزل ترامب..والانسحاب من سوريا

شهدت المناظرة الرابعة للمرشحين الطامحين للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020 هجوماً عنيفاً ضد مرشح الحزب الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.

ودعا المرشحون الذين يسعون لكسب المزيد من التأييد للجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية المزمع أن تبدأ في شباط/فبراير في ولاية أيوا إلى ضرورة عزل ترامب، على خلفية اتهامه بالضغط على الرئيس الأوكراني لتقليل حظوظ منافسه الديموقراطي الأوفر حظاً جو بايدن.

وبخصوص اتهامات ترامب لابن بايدن هانتر بالفساد، قال بايدن إن نجله "لم يفعل شيئاً خاطئاً" ودعا إلى "التركيز" على إزاحة ترامب من منصبه.

وقالت السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن إنها كانت قد دعت إلى عزل ترامب بعد التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية السابقة.

وكان الديموقراطيون في مجلس النواب أطلقوا تحقيقاً لمساءلة ترامب في موضوع طلب مساعدة دولة خارجية ضد منافس له. لكن رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي أعلنت بعد لقائها كبار الديموقراطيين في المجلس ليل الثلاثاء الأربعاء، أنه لن يكون هناك تصويت على المساءلة على الأقل في الفترة الحالية.

وتابعت بيلوسي: "نحن هنا من أجل كشف الحقيقة، لحماية الدستور الأميركي. هذه ليست لعبة، الأمر جدي بشكل حاسم". ورغم أن التحقيق حول أوكرانيا، قالت بيلوسي: "كل الطرقات تقود إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

من جهته، دافع هانتر بايدن عن أعماله في الخارج، وذلك في أول لقاء تلفزيوني يُجرى معه بعد شهور من تعرض والده لهجوم سياسي. وأبدى هانتر أسفه لاستخدام أعماله للإساءة لأبيه.

وقال هانتر بايدن في مقابلة مع شبكة "إيه.بي.سي" الأميركية إنه "لم يرتكب أي مخالفات على الإطلاق" لكنه أقر بأنه ربما يكون قدم فرصة للهجوم على والده. وأضاف "بالنظر إلى الوراء، أعتقد إنه كان سوء تقدير مني... أعطيت الفرصة لأناس يفتقرون للأخلاق ليعملوا بشكل غير قانوني على الإضرار بوالدي. هذا هو خطأي".

وتطرق المتناظرون إلى قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، ما تبعه من قيام تركيا بشن هجوم في شمال شرق البلاد.

بايدن وصف القرار بأنه يمثل "خيانة" للأكراد و"أكثر شيء مخزٍ قام به أي رئيس في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالسياسة الخارجية". ورأى أنه "سيقذف بسوريا إلى الفوضى ويشجع مقاتلي تنظيم داعش".

واتهمت عضو مجلس النواب تولسي غابارد ترامب بالمسؤولية عن الخسائر البشرية في صفوف الأكراد، وقالت إن الخسائر التي تحدث في سوريا منذ عام 2011 سببها "حرب تغيير النظام" هناك متهمة أطراف سياسية من الحزبين الجمهوري والديموقراطي ووسائل إعلام بدعم هذه الحرب.

بيت بوتيجيدج، عمدة مدينة ساوث بيند بولاية إنديانا، قال إن سفك الدماء في سوريا سببه "الانسحاب" الأميركي "وخيانة الرئيس لحلفاء الولايات المتحدة والقيم الأميركية".

بدوره وصف وزير الإسكان السابق جوليان كاسترو قرار ترامب بأنه "كارثة كاملة وخطأ ضخم".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مساعدين بالكونغرس إن ترامب سيجتمع مع‭‭‭ ‬‬‬الرؤساء الجمهوريين والديموقراطيين لمجلسي النواب والشيوخ بالإضافة إلى لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بالمجلسين في البيت الأبيض الأربعاء لبحث الوضع في سوريا.

وذكرت المصادر أن من بين المدعوين ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ونانسي بيلوسي التي دعت إلى التصويت على قرار لوقف سحب القوات الأميركية من سوريا. إضافة إلى رئيس وكبار أعضاء كل من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب ولجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب.

وشهدت المناظرة أيضا تلاسنا حول قضايا الرعاية الصحية والضرائب، وشن عدد من المتناظرين هجوما على وارن التي تتبنى مواقف يسارية من القضايا الاجتماعية، خاصة بعد تقدمها في استطلاعات الرأي الأخيرة على حساب بايدن.

وتطرقت المناظرة أيضا إلى ملف العنف المسلح. بيت بوتيجيدج أعلن رفضه مقترح منافسه بيتو أوروركي شراء الحكومة للأسلحة الهجومية من المواطنين.

وكان لافتاً حضور ساندرز الذي بدا بحالة صحية جيدة بعد إصابته بمشكلة في القلب في الآونة الأخيرة، ما أثار تساؤلات حينها حول قدرته على تحمل مسؤولية منصب الرئيس لو فاز في الانتخابات.

صحيفة واشنطن بوست قالت إن أداء بايدن تراجع في المناظرة الأخيرة، "ولم يعد المرشح الذي يخشاه منافسوه"، مشيرة إلى أنه "لم يقدم أرقاماً دقيقة وتلعثم أحياناً".