newsأسرار المدن

"نبع السلام"لم تتجاوز الخط الاحمر الاميركي..وترامب وسيطاً؟

المدن - عرب وعالمالجمعة 2019/10/11
GettyImages-1174969920.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في "تويتر": "لدينا واحد من ثلاثة خيارات: إرسال آلاف القوّات وتحقيق نصر عسكري، توجيه ضربة ماليّة شديدة لتركيا وعبرَ عقوبات، أو التوسّط لإيجاد اتّفاق بين تركيا والأكراد!".

وقد كلّف ترامب دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي كبير، أشار إلى أنّ العمليّة العسكريّة التركيّة في شمال سوريا لم تتخطّ في هذه المرحلة الخطّ الأحمر الذي وضعه ترامب.

وقال المسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة إنّ ترامب "كلَّفَنا أن نُحاول البحث عن قواسم مشتركة بين الجانبين، وعمّا إذا كان ممكناً التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، وهذا هو ما نفعله".

وردّاً على سؤال حول تعريف هذا الخطّ الأحمر، قال إنّه يشمل "التطهير العرقي" وكذلك "القصف الجوّي أو البرّي العشوائي ضدّ المدنيّين". وأضاف: "ليست لدينا أمثلة بارزة على تصرّفٍ كهذا في هذه المرحلة، ولكنّها ليست سوى بداية" العمليّة العسكريّة التركيّة.

وردّاً على سؤال حول هذا الموضوع، رفضَ وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو، في مقابلة عبر برنامج "فول كورت برس" تبثّ الأحد، أن "يصف بشكل محدّد" هذا الخط الأحمر. وقال بومبيو بحسب مقتطفات من مقابلته نشرتها وسائل إعلام "لكنّني أستطيع أن أؤكّد لكم أنّ القادة الأتراك يُدركون الأمر بشكل جيّد جدّاً". وأضاف "نُدرك أنّ لتركيا مصالح أمنيّة مشروعة" في مواجهة "منظّمات صنّفتها إرهابيّة" وبالتالي فإنّ "لها الحقّ في الدّفاع عن نفسها" ولكن "نحن لن نتخلّى عن الأكراد".

وأردف بومبيو "إذا ارتُكبت مذبحة بحقّ الأكراد، أو إذا ما كان هناك تصرّف لا يتوافق مع ما وَعد به إردوغان الرئيس ترامب"، فإنّ الرئيس الاميركي "سيلجأ إلى العقوبات الاقتصاديّة وإلى كلّ الوسائل الدبلوماسيّة الأميركيّة من أجل محاولة إقناع الأكراد بأنّ عليهم أن يتوقّفوا".

وطالب الأعضاء الخمسة الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي في بيان، ليل الخميس/الجمعة، "تركيا بوقف عملها العسكري الأحادي"، اثر اجتماع طارئ ومغلق في نيويورك، في حين طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ للتحالف الدولي، في ظل تخوّف أوروبي من أن ينعش الهجوم التنظيم المتطرف.

إلا أن الولايات المتحدة وروسيا، رفضتا مقترحاً في مجلس الأمن الدولي لإدانة العملية العسكرية التركية، وفيما أدانت ألمانيا العملية "بشدة"، لم توافق الولايات المتحدة وروسيا على المقترح، ولم يستخدم كلا البلدين عبارة "إدانة" في تصريحهما بمجلس الأمن الدولي. وحذرت السفيرة الأميركية للولايات المتحدة في نيويورك، تركيا من عواقب عملياتها العسكرية إن لم تتمكن من حماية المدنيين والتأكد من عدم عودة تنظيم "داعش" واستعادته لنفوذه في المنطقة.

وقالت "كما أوضح الرئيس الأميركي فإن الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر لقرار الحكومة التركية ببدء عملية عسكرية في شمال شرق سوريا. الرئيس ترامب أكد أن الحكومة التركية تتحمل المسؤولية الكاملة لحماية الأكراد والأقليات الدينية والحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية".

وأشارت السفيرة الأمركية إلى أنه "تقع على عاتق تركيا المسؤولية لإبقاء جميع محتجزي تنظيم داعش داخل السجون والتأكد من عدم استعادة التنظيم لنفوذه".

وأنهى مجلس الأمن اجتماعه من دون أن يصدر عنه أي بيان رسمي. وأصدرت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن والتي دعت لعقد الاجتماع، ألمانيا وبريطانيا وبولندا وبلجيكا وفرنسا، بياناً مشتركاً أكدت فيه على قلقها من تطورات الوضع على الأرض.

وجاء في البيان الذي قرأه نائب السفير الألماني، يورغين شولتس باسم الدول الخمس، "إننا نعبر عن قلقنا من العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا. ونناشد تركيا بأن توقف عملياتها العسكرية أحادية الجانب لأن ذلك لن يعالج القلق الأمني التركي".

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن 70 ألف شخص نزحوا مؤخرا جراء تصاعد العنف في البلدات السورية الحدودية باتجاه مدن الحسكة والرقة ومحيطهما. وحذرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك من حدوث أزمة إنسانية جديدة في شمال شرق سوريا. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف، معتبراً أن "ما علينا القيام به في الوقت الراهن هو التأكد من نزع فتيل التصعيد".

وفي السياق، أعلن 29 من الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، ليل الخميس/الجمعة، أنهم سيطرحون قرارا لفرض عقوبات على تركيا، بعد يوم من إعلان جمهوريين وديموقراطيين عن تشريع مماثل في مجلس الشيوخ.

المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن الأكراد جزء لا يتجزء من المنطقة، رداً على ادّعاء السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أن عملية "نبع السلام" تستهدف "الأكراد الحلفاء الأكثر ثقة للولايات المتحدة". وقال قالن "الأكراد جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة، وليسوا بلا وطن لتمثلونهم". وأضاف أن "اهتمام واشنطن بالأكراد هو فقط لتنفيذ اجندتها الامبريالية والتوسعية"، لافتاً إلى أن "أصدقاء واشنطن هم تنظيم بي كا كا الإرهابي وليس الأكراد".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها