إسلاميو المعارضة:"نبع السلام"معركة بين مرتدين وملاحدة؟

المدن - عرب وعالمالخميس 2019/10/10
GettyImages-1174963932.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
يسود الجدل بين الفصائل المعارضة والإسلامية والتنظيمات الجهادية، حول مشروعية المشاركة في العملية العسكرية التركية "نبع السلام"، ويبرر كل طرف موقفه من العملية بذكر الأهداف والمصالح المفترض تحقيقها، والمفاسد المترتبة عليها، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ويواصل قادة "الجيش الوطني" تطمين الأهالي شرقي الفرات، ويتحدثون عن مشاركة كبيرة للفصائل في العمليات البرية ضد مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية.

فصائل "الجيش الوطني" تقول إن مشاركتها في المعركة خيار استراتيجي، وهي مشروعة وتحقق لها وللثورة السورية الكثير من الأهداف، أهمها، "القضاء على الكيان الانفصالي وقطع الطريق على مشروع التقسيم الأكثر خطورة على وحدة سوريا"، والقضاء على "وحدات الحماية" وإبعاد قيادات "العمال الكردستاني" من سوريا، والاستفادة من الثروات الطبيعية شرقي الفرات لصالح المعارضة، وإنقاذ أهالي شرقي الفرات من الظلم وممارسات أجهزة "الأسايش" الأمنية، وتؤمن العملية عودة آلاف اللاجئين والنازحين إلى مدنهم وبلداتهم، وتعيد للمعارضة مساحة كبيرة من الأراضي التي خسرتها لصالح "الوحدات".

الشرعي في "فيلق الشام" عمر حذيفة، اعتبر المشاركة في المعركة واجباً شرعياً، وقال في "تلغرام": "إن كان في المعركة مصلحة تركية لضمان أمنها القومي فهذا حقها، ولكنها مصلحة سورية لنا كسوريين، فإن تقاطعت المصالح بيننا فبها ونعمت، فقتال قسد لا يقل أهمية عن قتال الروس ومليشيات النظام".

مشايخ آخرون في الفصائل الإسلامية قالوا، إن معركة "نبع السلام" ضرورية لأنها "تستهدف تنظيماً ينشر الإلحاد كثقافة، ويحيي ديانات وثنية قديمة، ويدعم حملات التنصير بين الكرد، وينشر الانحلال الأخلاقي ويعمل على تفكيك المجتمع وسلخه عن ثقافته وعاداته، ويسحق ويقتل المعارضين ويهدم القرى المعارضة، ويتبع سياسة التهجير ضد الشباب الكردي الرافض لسلطتهم، ويفرض قوانين مصادمة للشرع والفطرة، ويخطف الأطفال والفتيات لتجنيدهم، ويسهل تعاطي المخدرات والاتجار بها، ويهدم العملية التعليمية والتربوية، ويمنع المسلمين من القيام بالشعائر".

ويبدو أن "هيئة تحرير الشام" تؤيد العملية العسكرية "نبع السلام"، وقال أنصارها، إن "وحدات الحماية" استغلت الظروف لتحقق طموحاتها التوسعية معتمدة على الحليف الأميركي، وهي لا تقل خطراً عن مليشيات النظام التي كانت تنسق معها ميدانياً ضد المعارضة في حلب قبل نهاية العام 2016. موقف "تحرير الشام" الحالي، يتطابق مع تصريحات سابقة لقائدها، أبو محمد الجولاني، قالها في كانون الثاني 2019:" نحن مع توجه تركيا للسيطرة على شرق الفرات، ونرى ضرورة في إزالة حزب العمال الكردستاني، ولن نعيق العملية".

مشايخ السلفية المستقلين، قالوا، إن "قتال وحدات الحماية، واجب، وبأي وسيلة متاحة وفيه مصالح عظيمة ودفع لمفاسد كبيرة، وسواء حصل مع الجيش التركي أو بدونه". الشيخ عبد الرزاق المهدي، قال في "تلغرام": "القتال مع الجيش التركي يدخل في باب أخف المفسدتين وأقل الضررين، وإذا قيل بأن الجيش التركي علماني فكيف نقاتل معه، سيكون الجواب، إنه علماني لكنه يسمح بالشعائر الإسلامية، وهو خير من شيوعي يمنع ذلك ويسخر من الشعائر ومن الإسلام المسلمين، والأدلة على جواز القتال إلى جانب الجيش التركي كثيرة في القرآن والسنة".

التنظيمات الجهادية التابعة لـ"القاعدة"، قالت إن العملية العسكرية "نبع الفرات"، هي بين "المرتدين والملاحدة (بين الجيشين الوطني والتركي من جهة، ووحدات الحماية من جهة ثانية)، ومن الأفضل أن تتحول المعركة لمقتلة لكليهما". ويشبه موقف "حزب التحرير"، موقف التنظيمات الجهادية من المعركة، ويتهم أنصار الحزب المشاركين من الفصائل بـ"المرتزقة للمشروع التركي".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث