قام الجيشان التركي والأميركي، الجمعة، بتسيير الدورية البرية المشتركة الثالثة، شرق الفرات في سوريا، في إطار فعاليات المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة.
وأشار بيان وزارة الدفاع التركية، إلى أنّ الدورية المشتركة جرت بواسطة المركبات المدرعة، وبرفقة طائرات بدون طيار. ولفتت إلى أنّ الدورية جرت شرق مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة.
جاء ذلك في أعقاب تصريحات أطلقها وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، قال فيها، إن تركيا لا تعتقد أن جهودها مع الولايات المتحدة لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا تحقق النتائج المرجوة وهي مستعدة لشن عملية عسكرية.
وقال جاوش أوغلو، إن بلاده "لم تر جدية من جانب الولايات المتحدة". وأضاف "نحن نعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك".
وأكد جاوش أوغلو مجددا تحذير تركيا من أنها مستعدة لشن هجوم. وقال "يتعين علينا اتخاذ خطوات لطرد المنظمات الإرهابية من حدودنا وإعادة النازحين إلى هناك".
وأرسل الجيش التركي، الخميس، تعزيزات عسكرية جديدة، إلى وحداته المنتشرة على الحدود السورية، في إطار تحضيرات للقيام بعملية عسكرية لإقامة "المنطقة الآمنة".
في غضون ذلك، استهدف قصف مدفعي مركزاً طبياً في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا ما أدى إلى توقفه عن العمل وإصابة سبعة أشخاص بجروح، بحسب منظمة بريطانية غير حكومية.
وذكرت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أن نيرانا مدفعية استهدفت الجناح الجنوبي لمرفق صحي تُقدّم له الدعم في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وقالت إن بين الجرحى طبيبا، من دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن القصف.
من جهته أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الخميس، إلى أنّ قوات النظام السوري شنت قصفا مدفعيا على معرة النعمان، من دون أن يُسفر ذلك عن أضرار.
وأوضحت "سيف ذي تشيلدرن" في بيان أن "المركز الصحي في معرة النعمان كان يؤمن خدمات لـ300 ألف شخص يعيشون في المنطقة، مع نحو 200 زائر يوميا، ويقدّم مساعدة يحتاج إليها بشدة مئات الأطفال وعائلاتهم".
وأشار البيان إلى أنّ البنية التحتية باتت خارج الخدمة حاليا، في وقت لم يتضح بعد حجم الأضرار. وقال المتحدث باسم المنظمة أمجد يمين "مرة أخرى يدفع المدنيون ثمن نزاع طويل ومميت".
وتابع يمين "كانت المنطقة هادئة نسبيا منذ إعلان وقف إطلاق النار، وكان السكان المهجرون قد بدأوا بالعودة. لكنّ هذا (القصف) يُمكن أن يجعلهم الآن يغادرون مرة أخرى".
وإثر عملية عسكرية بدأتها في نهاية نيسان/أبريل، سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي الشهر الماضي على بلدات وقرى في شمال حماة وريف إدلب الجنوبي. وبعد أسابيع من قصف عنيف سقط ضحيته مئات المدنيين، يسري في إدلب منذ نهاية آب/أغسطس اتفاق هدنة لا يخلو من الانتهاكات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها