الثلاثاء 2019/01/08

آخر تحديث: 11:20 (بيروت)

إدلب:"تحرير الشام" تحشد لقتال "الأحرار" و"الصقور"

الثلاثاء 2019/01/08
إدلب:"تحرير الشام" تحشد لقتال "الأحرار" و"الصقور"
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
شهدت مناطق من ريف ادلب الجنوبي، ليل الاثنين/الثلاثاء، استنفاراً لفصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، وقطعاً للطرق الرئيسية والفرعية التي تربط مدن وبلدات المنطقة. وأكد قادة عسكريون في "الجبهة الوطنية"، أن الإجراءات الأمنية والتحصينات الدفاعية، ورفع جاهزية المقاتلين في المنطقة، قد تم اتخاذها للرد على تهديدات "هيئة تحرير الشام"، التي أرسلت الآلاف من عناصرها لاجتياح المنطقة والسيطرة عليها.

وتركز انتشار الحشود العسكرية التابعة لـ"الهيئة" حول مدينة معرة النعمان وفي ريفها القريب، وعلى أطراف مدينة أريحا، شمالاً. وانتشرت تعزيزات مماثلة في محيط جبل الزاوية في المنطقة الفاصلة بين المعرة وأريحا. ونشرت "الهيئة" حواجزها العسكرية في المنطقة، وأقامت تحصينات دفاعية على الطرق المؤدية إلى المدن والبلدات التي تحاصرها. وتعتبر هذه المناطق تابعة لنفوذ "أحرار الشام" و"صقور الشام"، وبشكل أقل لـ"جيش الأحرار".

حشود "الهيئة" التي تُحاصر المنطقة، تتبع لتشكيلات "جيش جبل الزاوية" و"جيش النخبة" و"جيش البادية" و"جماعة العصائب الحمراء". ويقود الحملة العسكرية الملازم أول إبراهيم الرحمون الملقب بـ"أبو عبيدة كنصفرة"، وهو من أبناء جبل الزاوية. وكانت المعارضة قد تمكنت من أسر الرحمون، منتصف العام 2012، بعد اشتباك مع مليشيات النظام على الطريق الدولي حلب–دمشق. وأجبر "صقور الشام" الرحمون على الانشقاق، في فيديو مسجل، ليلتحق في ما بعد بـ"جبهة النصرة"، ويصبح من أكثر قادتها تشدداً. تعيين "أبو عبيدة" قائداً للحملة العسكرية بدا مقصوداً، وفق السياسة التي اتبعتها "الهيئة" مؤخراً في عملياتها العسكرية في ريف حلب الغربي ضد "حركة الزنكي"، بإشراك القادة العسكريين والعناصر المحلييين في العمليات، لأنهم على دراية بجغرافية المنطقة، ويمتلكون شبكة واسعة من العلاقات فيها.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن "الهيئة" أشاعت خلال اليومين الماضيين، أنباء عن انتهاء المعارك في ريف حلب الغربي بعد سيطرتها الكاملة على المنطقة. وتحدث منظروها عن توجه الأرتال إلى جبهات القتال مع مليشيات النظام، وهي خدعة لم يصدقها أحد. فالأرتال انتشرت في ريف ادلب الجنوبي، وهناك تعزيزات أخرى قادمة من جبل التركمان وسيتم إشراكها في الهجوم المفترض على مناطق معرة النعمان، وأريحا، وجبل الزاوية. المعاقل الأهم التي ما تزال بقبضة "الجبهة الوطنية"، وفي حال خسرتها ستكون السيطرة شبه كاملة لـ"الهيئة" في ادلب.

وأوضح المصدر بأن جزءاً من المناطق التي تحاصرها "الهيئة" كانت قد شهدت معارك عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، شنها "أحرار الشام" و"صقور الشام" و"جيش الأحرار"، ضد "الهيئة"، للتخفيف عن "الزنكي" في ريف حلب الغربي. وقد وسعت الفصائل المهاجمة سيطرتها في المنطقة بعدما تمكنت من طرد "الهيئة" من قرى وبلدات في ريفي المعرة وأريحا.

غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين"، التي يقودها تنظيم "حراس الدين"، دعت الاثنين، إلى مبادرة لحل النزاع وإنهاء الخلاف بين الطرفين في ريف ادلب، " عبر محكمة شرعية متوافق عليها بين جميع الفصائل تختص بفض النزاعات وتقضي بينهم بما أنزل الله".

الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية" ناجي مصطفى، علّق على المبادرات الداعية إلى تحكيم الشرع في الخلاف مع "الهيئة"، بالقول: "نؤكد موقفنا الثابت دوماً والذي لم يتغير منذ فجر الثورة وهو التسليم التام لشرع الله، كما نذكر بموقف خصومنا الثابت أيضاً منذ بداية الثورة وهو الاستنكاف والاستكبار عن حكم الله ووضع الحجج والأباطيل للإعراض عنه"، وأضاف: "نرفض أي طرح لحل مكوناتنا أو تهديدها أو ابتزازها مدركين أن شعبنا لديه من الوعي التام ما يميز به بين الباغي والمبغي عليه، وبين من يسير بالساحة إلى الدمار وشلال دماء ممن هو حريص كل الحرص على تجنب ذلك".

أنصار "الهيئة" رفضوا مبادرة التهدئة، وهاجموها في شبكات التواصل الاجتماعي، ودعوا قادتها للصمت. علا الشريف، المقربة من "الهيئة"، قالت: "مبادرة غرفة عمليات وحرض المؤمنين غير موفقة للأسف، لأن الذي يجري الآن هو توحيد قسري للساحة، وليس هناك قضية خلافية تقتتل عليها الفصائل، ويضيع فيها الحق والباطل، ويطالب فيها بمحكمة شرعية".

وتطالب "الهيئة" لفك حصارها عن جنوبي ادلب، بحل الفصائل وانسحابها، وقبول التبعية العسكرية لـ"الهيئة"، وإدارة "حكومة الإنقاذ" للمنطقة في مختلف القطاعات الخدمية والأمنية. وذلك كما جرى في بلدة حزانو بريف ادلب، الإثنين، بعدما عقدت "الهيئة" اتفاقاً مع وجهاء وممثلي البلدة. وجاء في نص الاتفاق: "تتبع بلدة حزانو لحكومة الإنقاذ في الإدارة المدنية والعسكرية، وتلتزم جميع الفصائل الأخرى غير التابعة لهيئة تحرير الشام بالتنسيق مع مجلس الوجهاء والأعيان في البلدة والوقوف على الحياد وعدم حمل السلاح إلا في حال رغبتها متابعة الرباط، وتتعهد الهيئة بجميع احتياجات الفصائل إذا رغبت في متابعة رباطها ضد النظام".

ومع كل تلك الحشود والتهديدات، يبدو "صقور الشام" و"أحرار الشام" و"جيش الأحرار" مصرين على التمسك بمناطقهم. ويؤكد مقاتلوهم وقادتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أنهم مستعدون للمواجهة، ولن يستسلموا للاتفاقات المذلة التي تُمكّن خصومهم من حكم مناطقهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها