السبت 2019/01/05

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

أميركا تنسحب.. لا تنسحب من سوريا

السبت 2019/01/05
أميركا تنسحب.. لا تنسحب من سوريا
(Getty)
increase حجم الخط decrease
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لسحب قواتها من سوريا لكنها لا تخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى، في رسالة مفادها أن القوات الأميركية قد تبقى إلى أن تنتهي المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، إن "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، ما زالت تستعيد أراضي من تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بعد قرابة أسبوعين من إعلان واشنطن أنها ستسحب قواتها البالغ قوامها نحو 2000 جندي من سوريا. وقال ترامب في ذلك الحين إن القوات نجحت في مهمتها ولم تعد هناك حاجة لوجودها هناك.

وفاجأ قرار الإدارة الأميركية المسؤولين في واشنطن والحلفاء، وكان سببا في قرار وزير الدفاع جيم ماتيس، الاستقالة.

وسعى المسؤول بوزارة الخارجية، في حديث للصحافيين قبل زيارة الوزير مايك بومبيو، إلى المنطقة الأسبوع المقبل، إلى تبديد تلك المخاوف على ما يبدو. وقال المسؤول: "ليس لدينا جدول زمني لسحب قواتنا من سوريا".

وأضاف "سيتم بطريقة نواصل فيها نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية في كل مكان ولا نترك أي فراغ للإرهابيين". وأبلغ مسؤولون أميركيون، وكالة "رويترز" أن الانسحاب قد يستغرق شهوراً، ما يمنح القوات المدعومة من الولايات المتحدة الوقت لتوجيه ضربات نهائية للتنظيم المتشدد.

وقال مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية إن "الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط". وأضاف "برغم التقارير عن الروايات المتناقضة والخاطئة المحيطة بالقرار بشأن سوريا، فإننا لن نذهب إلى أي مكان".

لكن مسؤولا كبيرا بالإدارة يرافق مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، في جولته إلى الشرق الأوسط، قال إن ترامب تلقى تأكيدات من قادته العسكريين تفيد بأن مهمتهم "يمكن إنجازها في غضون أسابيع".

وقال المتحدث باسم "مجلس الأمن القومي" جاريت ماركيز، "سيسافر بولتون إلى إسرائيل وتركيا لبحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وكيف ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها للحيلولة دون عودة تنظيم الدولة الإسلامية للظهور، والوقوف إلى جانب الذين حاربوا معنا ضد التنظيم، والتصدي للسلوك الإيراني الخبيث في المنطقة".

وأضاف ماركيز أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد، ومبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا جيمس جيفري، سينضمان إلى بولتون في تركيا.

وقالت الخارجية الأميركية إن جيفري سيتولى دوراً إضافياً وهو المبعوث الخاص للتحالف ضد "الدولة الإسلامية". وسيشارك جيفري في المفاوضات بشأن العملية السياسية وسيتولى أيضا الدور الديبلوماسي للتنسيق مع الحلفاء والشركاء.

وكان المبعوث الخاص السابق لـ"التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية" بريت ماكغورك، قد استقال من منصبه بسبب قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.

وفي بيان منفصل، الجمعة، قال "التحالف الدولي" إنه نفذ 469 ضربة في سوريا في الفترة بين 16 و29 كانون الأول، دمرت قرابة 300 موقعاً قتالياً وأكثر من 150 منطقة لتحضير الهجمات وعدداً من طرق الإمداد ومنشآت لتخزين زيوت التشحيم ومعدات.

وقال المتحدث باسم البنتاجون إن قوات "التحالف"، الذي تنسق واشنطن عملياته، تواصل مساعدة "قسد" بالدعم الجوي ونيران المدفعية في وسط وادي نهر الفرات. وأضاف: "سنواصل العمل مع التحالف والشركاء الإقليميين من أجل إلحاق هزيمة تامة بتنظيم الدولة الإسلامية".

من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن مؤتمراً روتينياً تستضيفه الولايات المتحدة للدول التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية تحول إلى محاولة للحد من الأضرار الناجمة عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.

ويهدف المؤتمر، وهو مقرر سلفا في 7 شباط في واشنطن، إلى جمع وزراء من 79 دولة في "التحالف الدولي لهزيمة الدولة الإسلامية". لكن قرار ترامب بالانسحاب والإشارات المتباينة التي أرسلتها واشنطن بشأن موعد سحب القوات الأميركية قد جعل حلفاء وشركاء الولايات المتحدة يعيدون النظر في التزاماتهم.

وقال مستشار في وزارة الدفاع إن المؤتمر يأتي في إطار جهود "السيطرة على الأضرار" التي استلزمها قرار ترامب المفاجئ وإنه يستهدف التوضيح لأعضاء التحالف "أن شيئاً لم يحدث" في ما يتعلق بالانسحاب.

وقال المستشار: "كان هذا (إعلان ترامب الانسحاب) قرارا فرديا متسرعاً، أثار غضب وإحباط القادة العسكريين الأميركيين وأعضاء التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال شخص مطلع على المناقشات إن أحد المقترحات التي يجري دراستها الانسحاب في مدة تستغرق 120 يوما. وتوقع مصدران على دراية بالمناقشات أن الأمر سيستغرق على الأقل حتى نهاية عام 2019 لإكمال الانسحاب. وقال مستشار البنتاغون، الذي طلب عدم نشر إسمه: "حتى لو أرادوا ذلك، لا يمكن أن ينسحبوا في غضون أربعة أشهر".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها