"السترات الصفر": النقاش الوطني الكبير خدعة!

احتشد محتجو "السترات الصفر" في العاصمة الفرنسية باريس، السبت، في عاشر أسبوع على التوالي، للتظاهر ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون. واحتشدوا في جادة الشانزليزيه، وقرب مجلس النواب وبرج إيفل.

وهتف آلاف المتظاهرين بعيد ظهر السبت وسط باريس بهدوء "ماكرون ارحل" رافعين لافتة تصدرت التظاهرة كتب عليها "النقاش الكبير خدعة".

وحتى ظهر السبت لم تسجل إلا 12 حالة توقيف، بحسب مديرية الشرطة، وهو رقم أقل بكثير من توقيفات أيام السبت الفائتة التي شهدت بعض اعمال العنف. وكما حدث السبت الماضي، تم نشر نحو 80 الف شرطي ودركي في فرنسا بينهم خمسة آلاف في العاصمة.

وتبقى اعداد المتظاهرين كبيرة، السبت، مع تشكيك العديد من "السترات الصفر" بانه تم الاستماع اليهم في "النقاش الكبير". وتم اطلاق دعوات للتظاهر في باريس والعديد من المدن. وكانت الشرطة قد أعلنت أنها ستنشر "الكثير من رجال الشرطة في الشوارع".

ويدور جدل حول تراكم اصابات خطيرة في صفوف المتظاهرين جراء إطلاق الشرطة كرات معدنية. ودافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، الجمعة، عن استخدام سلاح اطلاق الكرات الوامضة، الذي قال إنه من دونه لا يعود هناك خيار لقوات الأمن إلا "الالتحام الجسدي" مع المحتجين.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد واصل الجمعة، في الجنوب الغربي "النقاش الكبير" مع رؤساء بلديات يطالبونه بخطوات ملموسة، محذرين من أن الكلمات وحدها لن تكون كافية لتهدئة غضب "السترات الصفر" عشية الاحتجاجات العاشرة لهذه الحركة.

وبعد مناظرة ماراثونية استمرت سبع ساعات مع المئات من رؤساء البلديات، ما أطلق رسميا "النقاش الوطني الكبير"، الثلاثاء، في شمال غربي البلاد، يواصل الرئيس جولة تتضمن عشرات المحطات حتى 15 اذار/مارس، للقاء رؤساء البلديات والمواطنين.

وتساءل رئيس اتحاد بلديات الارياف في دائرة اللوت كريستيان فيرنييه، عما اذا كان هذا "النقاش الكبير عملية تواصل أم حفلة تنكرية، أم للتعمية"؟ وهاجم "قوانين منفصلة عن الواقع تماما".

وفي مواجهة رئيس دولة يقوم بتدوين الملاحظات وهو جالس في الصف الأول، نقل مسؤولون منتخبون آخرون مظالم مواطنيهم. وفي طليعة اهتماماتهم ضعف الخدمات العامة وعدم وجود شبكة إنترنت سريعة في الارياف التي تشعر بالحرمان.

واعرب ماكرون عن أمله بأن تكون مهمة هذه المشاورات الوطنية "التوصل من خلال المداولات الى ذلك الجزء من الإجماع الذي نحتاجه".

ويقول 94% من الفرنسيين انهم سمعوا بـ"النقاش الكبير" لكن 64% ما زالوا مشككين بفائدته، كما ينوي أقل من الثلث المشاركة.

وبموازاة جولة ماكرون على رؤساء البلديات، يتم تنظيم "النقاش الكبير" تدريجياً بين المواطنين أنفسهم. وتم الجمعة تشكيل لجنة من خمس شخصيات مسؤولة عن "ضمان الاستقلالية" وعقدت أول مناظرة مساء الخميس في بريتاني.