ترامب يعطي الديموقراطيين دليل إدانته..وربما عزله

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2019/09/25
trump.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر

أنكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، ممارسته لأي ضغط على نظيره الأوكراني، في أعقاب انتشار مكالمة هاتفية بين الرئيسين كانت قد جرت قبل شهرين، طالب فيها ترامب أوكرانيا بالتحقيق بشأن نجل جو بايدن أحد خصومه السياسيين، مما جعل الديمقراطيين في واشنطن يبدأون إجراءات رسمية لعزل ترامب.

وقال ترامب للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "لم يحصل أي ضغط مطلقاً" مضيفاً "لقد كانت رسالة وديّة، ولم يكن هناك أي ضغط"، مستهجناً ما وصفه ب"أكبر حملة مطاردة في تاريخ أميركا (...) هذا عار".

وأظهر مضمون المكالمة الهاتفية الذي نشره البيت الأبيض الأربعاء أن الرئيس الأميركي طلب فعلاً من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن نجل جو بايدن، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في 2020.

وأطلق الديمقراطيون إجراءات رسمية لعزل ترامب، تهدف إلى التأكد من صحة ممارسته ضغوطاً على حكومة أجنبية وابتزازها عبر المساعدات الأميركية لتحقيق مآرب سياسية خاصة.

وبحسب مقاطع من المكالمة الهاتفية نشرها البيت الابيض الاربعاء فقد طلب ترامب فعلاً من الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي التحقيق بشأن خصمه جو بايدن.

وقال ترامب لزيلينسكي في المكالمة التي جرت في 25 تموز/يوليو "ثمة حديث كثير عن نجل بايدن وعن أن بايدن اوقف التحقيق، ويريد أناس كثيرون أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع، لذلك فإن أي شيء ممكن أن تفعلوه مع النائب العام سيكون رائعاً".

وعندما كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي باراك اوباما، مارس مع عدد من القادة الغربيين ضغطاً على كييف للتخلّص من النائب العام الأوكراني فيكتور شوكين باعتبار أنّه لم يكن شديداً بما يكفي ضدّ الفساد.

وتم نشر مضمون المكالمة المؤلّف من خمس صفحات - وهو عبارة عن ملخص للمكالمة وليس نصّاً كلمة بكلمة - فيما يستعدّ ترامب للقاء زيلينسكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

من جهته، علّق الرئيس الأوكراني في نيويورك على مضمون المكالمة الهاتفية بينه وبين ترامب بنبرة مازحة قال فيها إنّ الشخص الوحيد الذي يمكن أن يضغط عليه هو طفله البالغ ستّ سنوات، مشدّداً على أنّ "لا أحد يمكنه الضغط عليّ لأنني رئيس بلد مستقل".

ويسعى الديمقراطيون الذين أعلنوا فتح تحقيق رسمي عبر رئيس مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بهدف عزل ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية لإيذاء خصمه الديموقراطي جو بايدن.

والأربعاء علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف على محضر المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي بالقول إنّه يظهر أنّ الرئيس الأميركي مارس على نظيره الأوكراني "ابتزازاً على طريقة المافيا".

وقال النائب الديموقراطي للصحافيين ان نص المكالمة "أكثر سوءاً ممّا تخيّلت أو ممّا تخيّله كثيرون آخرون"، مضيفاً أنّ ما قاله ترامب "يجسّد ابتزازاً مافيوياً تقليدياً".

وكانت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي أعلنت مساء الثلاثاء فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلة إن ترامب نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشّح بايدن.

والإجراءات التي تعدّ أول خطوة في عملية معقّدة لا تتمتع بفرص كبيرة في إخراج ترامب من البيت الأبيض، فتحت فصلاً جديداً في السياسة الأميركية محفوفاً بالمخاطر، قبل 14 شهراً فقط من انتخابات الرئاسة والكونغرس.

وانفجرت الفضيحة في أعقاب شكوى من عنصر في الاستخبارات الأميركية بشأن محادثة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي في 25 تموز/يوليو.

ولكن إذا كان مجلس النواب هو الذي يوجّه الاتّهام للرئيس بهدف عزله فإنّ مجلس الشيوخ هو الذي "يحاكمه"، ولا بدّ لأي تصويت على عزل الرئيس من أن يحصل على غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ كي يتم بالفعل عزل الرئيس وهو أمر لم يسبق حصوله في تاريخ الولايات المتحدة.

ونظراً إلى أنّ الديموقراطيين ليسوا سوى أقليّة في مجلس الشيوخ فإن احتمال تصويت غالبية الثلثين لصالح عزل ترامب أمر مستبعد حتى الآن.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث