حجم الخط
مشاركة عبر
دارت اشتباكات متقطعة بين مليشيات النظام الروسية وفصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي، ليل الاثنين/الثلاثاء، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة على محور كبانة في جبال اللاذقية. فيما تواصل المليشيات عمليات التعزيز وإعادة الانتشار على مختلف محاور التماس، وسط فشل رهانها على المعابر الإنسانية، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.
وتمكنت فصائل المعارضة من صدّ محاولة تقدم لمليشيات النظام الروسية على تل جعفر شمال شرقي مدينة خان شيخون، جنوبي إدلب. وانطلق الهجوم من منطقة الجوبة الزراعية جنوبي التل، وقُتِلَ 5 عناصر للمليشيات، جراء هذه المحاولة، التي يُمكن أن تتكرر بحسب مصادر "المدن" العسكرية.
ولهذه المنطقة أهمية استراتيجية للمليشيات، إذ تبعد التلة مسافة كيلومترين تقريباً إلى الشرق من الاتوستراد الدولي دمشق-حلب، وتكشف أكثر من 10 كيلومترات منه. وبالسيطرة عليها، يتم تأمين القاعدة النارية في منطقة النمر، على مدخل مدينة خان شيخون الشمالي، بالإضافة إلى أنها تحكم مناطق موقه وجبالا وكفرمزدة والعامرية وحيش، ما سيُقيد حركة المعارضة في المنطقة.
وتشهد المنطقة اشتباكات متقطعة بين الفترة والأخرى، تتخللها عمليات تمشيط متبادلة. والتلة بحد ذاتها خالية من الطرفين، بعد تحولها لخط تماس نتيجة سيطرة المليشيات على التمانعة وحتى مدينة خان شيخون. وكل ذلك، على الرغم من التهدئة غير المعلنة بحسب ما تروّج له صفحات موالية.
وتواصل المليشيات إعادة انتشارها على طول خطوط التماس مع المعارضة. مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن المليشيات استقدمت تعزيزات عسكرية، ومدافع ميدان جديدة إلى قواعدها في محيط خان شيخون، كما نقلت مدافع من معسكر بريديج شمالي حماة الى قواعدها في كفرنبودة التي أصبحت مقراً للعمليات. فيما استقدمت القوات الروسية معدات عسكرية الى خان شيخون.
وتنقل المليشيات قواتها الهجومية وعتادها وبالأخص "الفرقة 25 مهام خاصة"، مليشيا "النمر" سابقاً، باتجاه ريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي، مع الحديث عن نيتها فتح محاور هجومية جديدة في المنطقتين، حيث يكثف طيران الاستطلاع تحليقه في ظل قصف مدفعي وصاروخي.
في الوقت ذاته، تناوبت أربع طائرات مروحية أقلعت من مطار بسطامو في الساحل، على قصف محور كبانة بالبراميل المتفجرة. واستهدفت تلة الزويقات ومحيطها وتلة 1125 وتلة السيرياتل ومحيط قرية كبانة، وأعقب ذلك قصف مدفعي استهدف المنطقة، بالإضافة إلى تلة التفاحية.
وتشهد المنطقة عمليات قصف متبادلة بقذائف الهاون وعمليات التمشيط الناري المستمرة، ولم ترقَ بعد إلى حد العمليات الهجومية، على الرغم من استقدام المعارضة لتعزيزات عسكرية وتدعيم نقاط رباطها. وتتفوق قوات النظام من ناحية القوة النارية واستمراريتها.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي مستمر على ريف إدلب الجنوبي، استهدف بلدات معرة حرمة وكفر عويد ومحيط مدينة معرة النعمان وبلدات كفرسجنة والركايا والشيخ مصطفى، مع تحليق متواصل لطيران الاستطلاع. ومصدر القصف قواعد المليشيات العسكرية في الكريم وبريديج و النمر وكفرعين.
عضو المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير" محمد رشيد، قال لـ"المدن"، إن المليشيات من خلال قصفها المتواصل تريد أن يكون ريف إدلب الجنوبي خالياً من السكان، فالتهجير هو الهدف الأول للمليشيات للضغط على فصائل المعارضة.
ولليوم 12 على التوالي لم يُسجّل دخول أي مدني باتجاه مناطق النظام عبر معبر أبو ضهور شرقي إدلب. وتخصص قناة الإخبارية السورية بثاً مباشراً يومياً، بالقرب من المعبر، وتروج لمنع المعارضة للمدنيين من الخروج من إدلب عبر "الممر الإنساني".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها