حجم الخط
مشاركة عبر
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسؤولين في البنتاغون قدموا الاثنين توصيات بشأن تدخل واشنطن للرد على الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية السبت الماضي.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي البنتاغون قدموا توصيات برد محدود على الهجمات الأخيرة في السعودية بحجة التكلفة الباهظة للمواجهة مع إيران. وأشارت إلى أن المسؤولين العسكريين يبحثون في الخفاء -وبحذر- السعي لنزع فتيل التوترات التي من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة إلى صراع دموي محتمل مع إيران.
وبحسب المسؤولين المطلعين على المداولات الداخلية للبنتاغون فإن عدم استهداف أفراد أو منشآت أميركية في هجمات السبت في السعودية لا يستحق من وجهة نظرهم رداً عسكرياً أميركياً مباشراً على إيران.
وشدد المسؤولون على أنه في حال كان الرد على طهران ضرورياً، فستحتاج الإدارة الأميركية إلى إيجاد أساس قانوني صحيح لمثل هذا التحرك. كما حذر المسؤولون في البنتاغون من تداعيات خروج التوترات مع إيران عن نطاق السيطرة، على نحو سبعين ألف جندي أميركي منضوين تحت القيادة المركزية الأميركية.
من جهتها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مسؤولين أميركيين شاركوا الرياض تقارير استخباراتية بشأن الهجوم على أرامكو، مشيرة إلى أن تقييم المسؤولين الأميركيين أن إيران أطلقت أكثر من 20 طائرة مسيرة وصواريخ على منشآت الشركة السعودية.
وقالت الصحيفة الأميركية إن المسؤولين السعوديين قالوا إن واشنطن لم تقدم أدلة كافية تفيد أن الهجوم مصدره إيران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رجّح الاثنين، أن إيران ربما كانت مسؤولة عن الهجمات على المنشآت النفطية في السعودية، لكنه أكد أنه "لا يريد خوض حرب". وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة السعودية مقابل المال ولكن عليها أن تدافع عن نفسها.
وأضاف ترامب: "أعتقد أن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا للسعودية فإنه يقع على عاتقها أيضاً أن تدفع قدراً كبيراً من المال، أعتقد أيضا أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيداً".
وقال ترامب للصحافيين: "يبدو أن إيران مسؤولة عن الهجمات" على أرامكو في السعودية. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تبحث في خيارات انتقامية حتى يكون لديها "دليل قاطع" على أن إيران مسؤولة.
ومع ذلك، أخبر ترامب المراسلين في المكتب البيضاوي أن الولايات المتحدة "مستعدة" إذا كانت الهجمات تستدعي الرد. وأردف: "لا نريد حرباً مع إيران رغم أن لدينا أفضل الأسلحة في العالم". وتابع: "واشنطن تريد أن تعرف بشكل مؤكد من يقف وراء الهجوم.. وسنكشف قريباً مصدر الهجوم على المنشآت النفطية السعودية".
وأشار إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولين آخرين سيزورون السعودية قريباً لبحث الملف الإيراني، دون الإشارة إلى موعد محدد.
من جهة ثانية، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي الثلاثاء، أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة على أي مستوى كان في ظل انسحابها من الاتفاق النووي.
وقال خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا"، إن "ممارسة واشنطن سياسة الضغط الأقصى على إيران لا قيمة لها". وأضاف أن هدف الأميركيين من الدعوة مجدداً إلى المفاوضات "هو لفرض إرادتهم على إيران وإثبات تأثير سياسة الضغط".
وأكد المرشد الإيراني أن جميع المسؤولين في إيران على اعتقاد بأنه لن تكون هناك مفاوضات مع الولايات المتحدة على أي مستوى كان، لا في نيويورك ولا غيرها. وتابع: "اللهم إلا إذا تابت الولايات المتحدة وعادت إلى الاتفاق النووي الذي انتهكته، فيمكنها حينها التحدث مع إيران".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها