اسرائيل لم تستهدف مطار المزة!

مصادر "المدن" قالت إن قصفاً صاروخياً مركزاً، استهدف مبنى مدرسة التمريض وقسماً من المشفى الوطني في مدينة داريا، وهما بناءان قريبان من بعضهما، تتخذهما مليشيا "حزب الله السوري" مقراً عسكرياً لها. ويقع هذا المقر العسكري في القطاع الشمالي لمدينة داريا، ولا يسمح لأحد بالوصول إليه إلا لبعض عناصر مليشيات النظام التي تعمل تحت أمرة وبخدمة "الحزب".

"حزب الله السوري" اتخذ مواقع عديدة في ريف دمشق الغربي كمواقع عسكرية ومستودعات اسلحة، ولكن مدرسة التمريض والمشفى الوطني في داريا تعتبران المقرين الأهم للمليشيا، بسبب قربهما من البوابة الغربية الجديدة لمطار المزة العسكري، والأقرب لمدرجاته. وتؤمن هذه البوابة، التي لا تبعد أكثر من كيلومترين عن المقرات المستهدفة، وصولاً مباشراً للمقاتلين والأسلحة، من دون المرور على حواجز "الفرقة الرابعة" أو بالقرب من مقراتها التي تشرف على الطريق المباشر إلى بوابة المطار الرئيسية.

وقد أفادت مصادر "المدن" أن ميلشيا الحزب عملت على تحصين هذه المباني بتجهيزات خرسانية في الاشهر القليلة الماضية، إذ تعمل شركة إيرانية على ذلك تحت غطاء عملية "إعادة تأهيل" مراكز الخدمات في داريا وإعادة إعمارها، بغرض تسهيل عودة الأهالي. ولم يتمكن أصحاب المساكن القريبة من مدرسة التمريض من الحصول على "ترخيص" للعودة لزيارة منازلهم، منذ أعلن النظام إعادة سيطرته على مدينة داريا وتهجير الثوار وعائلاتهم من المدينة،   قبل عامين. في حين سُمِحَ لبعض سكان داريا في المناطق البعيدة عن هذا المربع الأمني الإيراني يزيارة منازلهم المهدمة والإطلاع على حالها.

لم يُستهدف مطار المزة العسكري بشكل مباشر، في الغارة الإسرائيلية الأخيرة، ولم يخرج من الخدمة.

قائد المطار هو رئيس "المخابرات الجوية" اللواء جميل الحسن، الذي يُعدُّ من أهم شخوص النظام على الإطلاق، وأول المطلوبين للمحاكم الأوروبية. وفي مطار المزة تحتجز "الجوية" عدداً كبيراً من المعتقلين السوريين، كدروع بشرية. ويحظى الحسن بحماية روسية، ويُعدُّ من أهم حلقات الوصل في سوريا بين القوات الروسية والإيرانية، وقد عمل على وضع العميد سهيل الحسن، قائداً لفرقة المقاتلين الطائفيين في سوريا، والتي تحظى بالأولوية في الدعم الناري واللوجستي من قبل القوات الروسية وقوات النظام، وكذلك بالمؤازرة الميدانية من قبل المليشيات الإيرانية والمقاتلين الشيعة في ذات الوقت. والعميد سهيل الحسن من مرتبات "المخابرات الجوية".

مصادر "المدن" قالت إن الأيام القليلة السابقة على القصف، شهدت هبوط طائرات نقل عسكرية في المطار، وتفريغها لحمولة مجهولة. المصادر أكدت أن رواية النظام الرسمية عن انفجار مخازن أسلحة سبق وصودرت من مجموعات "إرهابية"، بسبب ماس كهربائي، عارية عن الصحة تماماً.

وقد تم إستهداف شحنات محددة، لمرات عديدة في الأعوام الماضية، في مطار المزة، من قبل الطيران الإسرائيلي، وأحياناً عبر صواريخ أرض-أرض. ما يعني أن اسرائيل تملك معلومات دقيقة عن الحركة، تحصل عليها من قبل بعض أجنحة النظام، التي تشتري سلامتها باللعب على جميع الحبال. ولا تستهدف اسرئيل إلا ما ترى فيه خطراً حقيقياً على أمنها، ولا تقصف جميع القوات الإيرانية في سوريا، على الرغم من قدرتها على ذلك، وحتى وجود من يدفع لها التكاليف.

صحيح أن اسرائيل اغتالت سابقاً 6 أعضاء من "حزب الله" من بينهم القيادي وابن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية، قرب مرتفعات الجولان، وقتلت القيادي سمير قنطار، ولكنها لم تستهدف مئات المقاتلين الإيرانيين ومقاتلي "حزب الله" اللبناني الذين شاركوا في معارك درعا بالقرب من حدودها. استراتيجية واضحة، حتى لو تكررت تصريحات الحكومة الإسرائيلية، بإصرارها على منع إيران ووكلائها من التمركز عسكرياً في سوريا.

قد تتغير العلاقة بين القوات الإيرانية والروسية في سوريا يوماً ما، ولكنها الآن في أحسن أحوالها. ويخطط الطرفان لمعركة حاسمة في إدلب؛ فلا تفيد الطائرات المُباركة من القساوسة الروس، إذا لم تتكامل مع دعوات الأئمة الإيرانيين للجهاد، في المعارك ضد السوريين.