الأربعاء 2018/09/19

آخر تحديث: 14:15 (بيروت)

ديرالزور: "دحر الإرهاب" تراوح مكانها

الأربعاء 2018/09/19
ديرالزور: "دحر الإرهاب" تراوح مكانها
اشتباكات عنيفة على محور هجين (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد مضي أسبوع على بدء معركة "دحر الإرهاب"، التي أطلقتها "قوات سوريا الديموقراطية" ضد آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في ديرالزور، تبدو النتائج غير متوقعة ومخيبة للآمال، بحسب مراسل "المدن" نورس العرفي.

المعركة التي بدأت من ثلاثة محاور؛ هجين والسوسة والباغوز، اصطدمت بمقاومة شرسة من تنظيم "الدولة الإسلامية" نتيجة اعتماده على العربات الملغمة وتفخيخ المنازل، وزراعة الطرقات والأراضي الزراعية بالألغام. الأمر الذي كان عقبة بوجه "قسد" رغم القصف الكثيف الذي انتهجه "التحالف الدولي"، عبر المدفعية الفرنسية والعراقية، اللتين استهدفتا الباغوز والسوسة، والمدفعية الأميركية التي استهدفت هجين. هذا عدا عن الغارات الجوية المكثفة من الطيران الحربي والمسيّر.

في جبهة هجين التي دارت فيها اشتباكات عنيفة في الأيام الأولى من المعركة، حاولت "قسد" السيطرة على المدينة المهمة، أهم معاقل التنظيم الذي يسيطر على "حقل الكشمة" النفطي فيها، ولكن وجود الكثير من الأبنية التي تحصن بها التنظيم، والمفخخات التي استخدمها، حالت دون إحراز أي تقدم يذكر. وفي جبهة السوسة دارت اشتباكات متقطعة بهدف تشتيت قوة التنظيم ومنعه من التركيز على جبهتي الباغوز والسوسة. الجبهة التي استطاعت "قسد" التقدم فيها هي الباغوز، حيث تمكنت مؤخراً من السيطرة على نصف القرية، بحسب تصريحات "قسد" في معرفاتها الرسمية. ووصلت "قسد" إلى حويجة الخنافرة والرحبيين وجسر الباغوز، ومنها إلى مدرسة السواقة الواقعة بعد جسر الخشب. ولا تزال المعارك مستمرة هناك مع توقف شبه كامل للاشتباكات على جبهة هجين واستمرار للقصف المدفعي والصاروخي، وللغارات الجوية.

وجاء تقدم "قسد" في قرية الباغوز بعد إيقاف جبهة هجين بشكل كامل ونقل قواتها لجبهة الباغوز؛ الأمر الذي رفضه المقاتلون العرب من أبناء هجين، وأصروا على البقاء لتحرير مدينتهم، ما دفع الشرطة العسكرية التابعة لـ"قسد" إلى إعتقال العناصر الرافضين بتهمة مخالفة الأوامر. ما استدعى تدخل أحد قادة "قسد"، من أبناء هجين، لإطلاق سراح المقاتلين بعد تعهده بإلتحاقهم بجبهة الباغوز. وهذا ما حصل، لتتمكن "قسد" بعد ذلك من إحراز تقدمها الأخير في الباغوز. وما زالت الخلافات قائمة، إذ يطالب المقاتلون العرب بفتح جبهة هجين وتحريرها، لتخوفهم من محاصرة التنظيم فيها ما قد يؤخر تحريرها لشهور إذا توقفت المعركة.

وقد مني التنظيم بخسائر كبيرة، بحسب "قسد"، ووصل مجموع قتلاه إلى أكثر من 120 عنصراً، سقطوا في الاشتباكات والقصف الجوي والمدفعي. واعترفت "قسد" بمقتل 12 عنصراً منها، وإصابة 22 أخرين. "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم، لم تذكر أعداداً محددة للقتلى، واكتفت بعرض صور لبعض جثث عناصر "قسد"، قالت إنهم قتلوا على جبهة الباغوز. ولكن الأهالي ممن خرجوا من مناطق التنظيم، قالوا إن التنظيم سيقوم بحرق عناصر أحياء من "قسد" تم أسرهم خلال المعارك. كما قام التنظيم منذ أيام بتعليق 14 جثة لمقاتلين من "قسد" في بلدة السوسة.

منذ بداية المعركة حيّد "التحالف الدولي" بلدة الشعفة، عن المعارك، وفتح منها طريقاً للمدنيين الذين يريدون مغادرة مناطق التنظيم. وبالفعل، فقد خرجت من الممر عشرات العائلات لتنقلهم "قسد" إلى مخيم تم إنشاؤه بين هجين والبحرة. وبحسب ما قاله الأهالي لـ"المدن"، فالمخيم خالٍ من مقومات الحياة، وهو أشبه بمعتقل كبير محاط بحراسة من "قسد" التي تمنع قاطنيه من المغادرة، إلا بعد دفع مبالغ مالية كرشاوى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها