الثلاثاء 2018/09/18

آخر تحديث: 10:58 (بيروت)

دوما: عاد المخبرون

الثلاثاء 2018/09/18
دوما: عاد المخبرون
عودة كتابة التقارير بحق المدنيين (انترنت)
increase حجم الخط decrease
نظّم العشرات من أهالي مدينة دوما مظاهرات موالية للنظام بالتزامن مع فعاليات انتخابات مجالس الإدارة المحلية، في ما يعدّ إعلاناً رسمياً لبداية مرحلة جديدة من حكم نظام الأسد، بحسب مراسل "المدن" ابراهيم الحسين.

وفي يوم الانتخابات المحلية في دوما انسحبت "قائمة الوفاء" لصالح "قائمة الوحدة الوطنية" التي تضم المرشحين المحسوبين على "حزب البعث". القائمة المنسحبة ضمّت مستقلين. ومعظم المرشحين هم ممن فقدوا أقارب لهم، من الدرجة الأولى والثانية، على يد قوات النظام خلال قصف الغوطة الشرقية.

وخصص النظام 7 مراكز انتخابية، إلا أن إقبال الناخبين ظلّ ضعيفاً، وكان الخوف من الملاحقات الأمنية، أو التقرب من النظام، من أهم حجج الناخبين.

وشهدت الغوطة الشرقية خلال الشهور الستة الماضية تحولاً كبيراً في حياة المدنيين وتصرفاتهم، بما يتناسب مع سياسات النظام التي غابت لسبع سنوات من سيطرة المعارضة. ومنذ سيطرة النظام على الغوطة الشرقية، واصل اعتقال المدنيين، خارقاً كل التطمينات التي قطعها مع حليفه الروسي بالالتزام ببنود "التسوية" وعدم ملاحقة المدنيين ضمن شهور مهلة "التسوية". وطالت الاعتقالات شخصيات حصلت على ضمانات شخصية من النظام، بحسب مصدر محلي لـ"المدن".

وأضاف المصدر لـ"المدن" أن "النظام أوقف لأيام، ناشطين في قطاع المجتمع المدني خلال سنوات الحصار لغرض التحقيق، ولكنه عاد واعتقلهم، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن". وأشار المصدر بأن بعض المعتقلين مضى على احتجازهم شهرين رغم حصولهم على تطمينات من شخصيات رفيعة المستوى بعدم ملاحقتهم حال بقائهم في الغوطة، ولكن النظام لم يلتزم بذلك.

وطال الاعتقال خلال "مهلة التسوية" شباناً مطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وعدداً من الصرافين بتهمة التعامل المالي مع مناطق المعارضة السورية، ومدنيين بتهم المشاركة في العمل العام خلال سنوات حكم المعارضة على الغوطة.

وفي سياق تقرّبهم من النظام، ساهم مدنيون في ملاحقة النظام لمدنيين آخرين، بتهم تتعلق بالمشاركة في أعمال عامة خلال حكم المعارضة، أو تهم كيدية. مصدر قال لـ"المدن": "عاد النظام إلى الغوطة الشرقية وعاد معه المخبرون"، مؤكداً نشاط حركة "المخبرين" في المدينة، وعودة كتابة التقارير بحق المدنيين.

وأضاف المصدر: "بالغ البعض في اتقاء شرّ نظام الأسد وقواته الأمنية فأقاموا حفلات غنائية وسهرات مؤيدة، ورفعوا فيها صوراً لبشار الأسد وعلم النظام"، أحياها أشخاص محسوبون على النظام، أمثال المطرب الشعبي محروس الشغري، الذي كان داعماً لمليشيا "جيش الوفاء"، وهي ميليشيا من أهالي الغوطة الشرقية شاركت إلى جانب قوات النظام في حربها على الغوطة الشرقية.

وشارفت "مهلة التسوية" في الغوطة الشرقية على الانتهاء، وسط توقعات بالمزيد من التصعيد الأمني للنظام، وتكثيف حملات الاعتقال بحق المدنيين، خاصة أن مئات طلبات "التسوية" قد رُفضت، والآلاف لا تزال قيد الدراسة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها