الأربعاء 2018/09/12

آخر تحديث: 10:14 (بيروت)

ديرالزور:"قسد"تطلق "دحر الإرهاب"..وتفاوض "داعش"

الأربعاء 2018/09/12
ديرالزور:"قسد"تطلق "دحر الإرهاب"..وتفاوض "داعش"
(Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية"، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، انطلاق المرحلة الأخيرة من معركة "عاصفة الجزيرة" تحت مسمى "معركة دحر الإرهاب"، بهدف السيطرة على أخر جيوب تنظيم "الدولة الإسلامية" المتبقية شمال شرقي نهر الفرات في ريف ديرالزور الشرقي.

إعلان "قسد" عن المرحلة الأخيرة من المعركة، جاء بعد هدوء شهدته جبهاتها مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف ديرالزور الشرقي، منذ قرابة الشهرين. هدوء كان عبارة عن هدنة شبه معلنة بين "قسد" و"داعش"، تبادلا فيها الأسرى، وافتتحا ممرات تجارية بين مناطقهما.

يشارك في معركة "دحر الإرهاب" قرابة 6 آلاف مقاتل من "قسد" و"مجلس ديرالزور العسكري"، بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي" وكتائب المدفعية الفرنسية، بالإضافة الى قوات من الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" التي أوكلت لها مهمة تشديد المراقبة على الحدود السورية-العراقية، لمنع انتقال مقاتلي التنظيم بين الجانبين، والمشاركة في عمليات القصف الجوي والبري على مواقع التنظيم.

هجوم "قسد" و"مدع" على مواقع تنظيم "الدولة" انطلق من ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول من جهة الأطراف الغربية لمدينة هجين، والثاني من جهة البادية الشمالية لقرى السوسة والباغوز وأبو الحسن، والثالث من جهة الحدود السورية-العراقية.

وتمكنت "قسد" و"مدع" خلال الساعات الأولى للهجوم من السيطرة على مفرق موزان في بلدة الباغوز، ما تسبب بقطع الطريق الواصل بين البلدة وقرية السوسة، قبل أن يتمكن التنظيم عبر هجوم مضاد من استعادة المفرق وفتح الطريق بين المنطقتين. وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في الأطراف الشمالية لبلدة الباغوز والجهة الغربية لمدينة هجين.

ويحاول تنظيم "الدولة" التصدي للهجوم عبر استخدام السيارات المفخخة واستهداف القوات المُهاجمة بصواريخ مضادة للمدرعات، بهدف أعاقة تقدمها. وقام التنظيم بإشعال إطارات وبراميل معبأة بالنفط الخام في مناطق سيطرته، لتشويش الرؤية على طائرات "التحالف الدولي" التي تمهد من خلال عمليات القصف الجوي لتقدم القوى البرية.

وخسرت "قسد" و"مدع" أكثر من 23 عنصراً بين قتيل وجريح، بينهم 13 عنصراً تمكن التنظيم من سحب جثثهم، وبلغت خسائر التنظيم 14 قتيلاً سقط معظمهم نتيجة القصف الجوي.

طائرات "التحالف الدولي" شّنت غارات جوية على مواقع سيطرة التنظيم في مدينة هجين وبلدة الباغوز وقرية السوسة، بالإضافة الى قصف مكثف شهدته هذه المناطق من المدفعية الفرنسية، ولم ترد أي أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وتتبع "قسد" تكتيكاً عسكرياً يقوم على تقسيم مناطق سيطرة "داعش" إلى ثلاثة قطاعات، ومحاولة السيطرة على كل قطاع بشكل منفرد. ويضم القطاع الأول بلدة الباغوز، والقطاع الثاني قرى السوسة وأبو الحسن، أما القطاع الثالث فيضم مدينة هجين.

وتهدف "قسد" من خلال تحركاتها العسكرية، إلى محاولة السيطرة على مفرق موزان والطريق العام الواصل بين هجين والسوسة وأبو الحسن غرباً وبلدة الباغوز شرقاً، لقطع خطوط الأمداد عن مقاتلي التنظيم في البلدة والسيطرة عليها كمرحلة أولى، وتليها محاولة التقدم لقطاع قرى السوسة وأبو الحسن كمرحلة ثانية ثم قطاع هجين كمرحلة أخيرة من العملية.

معركة "دحر الإرهاب" لن تكون معركة سهلة المنال لـ"قسد" وحلفائها، إذا ما أصروا على الحل العسكري لإنهاء وجود جيوب التنظيم شمال شرقي الفرات في ريف ديرالزور، خاصة أن مقاتلي التنظيم، يُقدّر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل بالإضافة لعوائلهم، لا يملكون أي خيار سوى القتال حتى النهاية.

مصادر خاصة، قالت لـ"المدن"، إن هناك مفاوضات جارية بين "قسد" و"داعش" حول مناطق سيطرة الأخير. وبحسب المصادر: "التنظيم عرض على قسد الانسحاب من مدينة هجين، مقابل أن تقوم قسد بإنشاء مخيم خاص لعوائل مقاتليه وتأمين حمايتهم، لكن المفاوضات لم تثمر عن أي اتفاق حتى اللحظة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها