الإثنين 2018/09/10

آخر تحديث: 11:02 (بيروت)

إدلب: التمهيد الناري يستهدف المدنيين.. والمعركة مؤجلة!

الإثنين 2018/09/10
إدلب: التمهيد الناري يستهدف المدنيين.. والمعركة مؤجلة!
(المدن)
increase حجم الخط decrease
تبدو الغارات الجوية الأخيرة التي نفذتها طائرات النظام وروسيا أكثر تركيزاً على الجبهات جنوبي إدلب، ما أجبر من تبقى من أهالي المنطقة إلى النزوح شمالاً. وركزت غارات المقاتلات الحربية والمروحيات على استهداف المرافق الخدمية العامة؛ الصحية والتعليمية والبلدية، في التجمعات السكانية الكبيرة.

وتواصل قصف مليشيات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، ليل الأحد/الاثنين، على خطوط الجبهات ذاتها، وردت "الجبهة الوطنية للتحرير" واستهدفت بصواريخ غراد متوسطة المدى معاقل المليشيات في مدرسة المجنزرات شمال شرقي حماة، ومعسكرات المليشيات قرب سلحب شمالاً، ومناطق غربي قلعة المضيق في سهل الغاب.

وشارك "جيش العزة" في الرد على قصف المليشيات باستهداف معاقلها وحواجزها العسكرية القريبة من خطوط التماس شمالي حلفايا، وأكد بأنه قتل وجرح عدداً من عناصر المليشيات في المنطقة.

ورغم كثافة النيران البرية والجوية، فلا يمكن اعتبارها مؤشراً على اقتراب اقتحام بري مفترض للمنطقة من قبل المليشيات. المعارضة متحصنة بشكل جيد، ولم تخسر شيئاً من قدراتها العسكرية. وتقول المعارضة إن نزوح الأهالي من المنطقة المستهدفة أفضل من بقائهم فيها، في حال اندلعت المواجهات البرية في وقت قريب، لتجنيبهم المخاطر والمجازر.

الناطق الرسمي باسم "جيش العزة" النقيب مصطفى معراتي، أكد لـ"المدن"، بأن أمام مليشيات النظام وروسيا وقتاً طويلاً لتحقيق أهدافها من القصف الجوي والبري، تمهيداً لمعركة برية قد تبدأ من المحاور الجنوبية. وهذا على الأقل ما بدا من خلال تركيز القصف في المنطقة الجنوبية في الساعات الماضية. وأضاف معراتي: "تعوّل مليشيات النظام وروسيا على عامل الصدمة، وتدمير البنى الخدمية في المنطقة، وإجبار سكانها على النزوح. لقد حضرنا أنفسنا جيداً للقصف، فالسيناريو الوحشي ضدنا متوقع، وهو أمر تكرر باستمرار قبل بدء أي معركة تشنها المليشيات كان لا بد من اتباعها سياسة الأرض المحروقة. لقد اتخذنا كل الاحتياطات للتقليل من آثر التمهيد العنيف، وجاهزون للمواجهة في أي وقت".

تبدو المعارضة المسلحة واثقة من قدراتها الحالية، ومتفائلة بالمساعدة المتوقعة من تركيا لمواجهة أي هجوم بري محدود، أو واسع. وعلى الأغلب، فقد حصلت فصائل المعارضة في إدلب على شحنة أولية من الذخائر من تركيا، وصلت إلى مستودعاتها قرب الحدود السورية–التركية خلال الساعات الماضية، وتزامن ذلك مع تدفق المزيد من التعزيزات العسكرية التركية الثقيلة، ومئات الجنود. جزء من التعزيزات التركية دخل، الأحد، من معبر كفر لوسين شمالي إدلب نحو نقاط المراقبة في الداخل.

القائد العسكري في "الجبهة الوطنية" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن"، أن المعارضة المسلحة ليست بحاجة للذخائر والأسلحة، ولديها ما يكفيها الآن لخوض معركة طويلة، ولن يضعف قصف المليشيات وتمهيدها الجوي والبري دفاعات المعارضة، والمليشيات مجبرة على المواجهة في الأرض وجهاً لوجه مع المعارضة في حال قررت الهجوم فعلاً، هناك عوامل قوة كثيرة بيد المعارضة سوف تظهر تباعاً بشكل يتوافق مع حجم التصعيد المقابل.


(LM)

ولم تستهدف حملة القصف الجوي والبري بشكل فعلي مقار ومستودعات المعارضة القريبة من خطوط التماس في محاور جنوبي ادلب في الساعات الماضية، وقد نشهد استهدافاً من هذا النوع خلال أيام، وهو تمهيد لا بد منه في حال قررت المليشيات خوض معركة برية.

وبالنظر إلى توزع القصف الجوي والمدفعي للمليشيات في الجبهات الجنوبية، وعمليات إعادة الانتشار التي قامت بها المليشيات مؤخراً، يظهر بأنها تُحضّرُ لعملية عسكرية من ثلاثة محاور؛ المحور الأول انطلاقاً من سهل الغاب باتجاه قلعة المضيق وجبل شحشبو، وهو محور استكملت فيه مليشيا "الفيلق الخامس" عمليات انتشارها، وثبتت فيه قواعد المدفعية والصواريخ بشكل كثيف. وقد يكون المحور من منطقة سنجار جنوب شرقي ادلب باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في الغرب. وقد وصل، الأحد، رتل عسكري لمليشيات النظام إلى منطقة سنجار، يحوي دبابات، وقواعد مدفعية وراجمات صواريخ. والمحور الثالث قد ينطلق من معسكر جورين في سهل الغاب ليلتقي مع رأس الحربة المتقدم من سنجار شرقاً.

السيناريو المفترض سيفصل جنوبي ادلب الذي يضم ريفي حماة الشمالي والغربي وسهل الغاب وجنوبي ادلب، عن إدلب العليا. وأي تقدم في هذه المحاور سيقطع أوصال المنطقة، وسيضغط على المعارضة لإجبارها على الانسحاب في حال لم تصمد وتحافظ على سوية واحدة من المقاومة في المحاور جميعها.

تركيا ركزت تعزيزاتها العسكرية على نقاط المراقبة في المنطقة الجنوبية؛ في مورك وميدان غزال شمالي قلعة المضيق، في محاولة لقطع الطريق على المليشيات. وبرغم ذلك، فبإمكان المليشيات التقدم بمحاور ضيقة من دون الاقتراب من نقاط المراقبة التركية، وفصل مناطق سيطرة المعارضة إلى أجزاء، ومن ثم الضغط عليها لتنسحب نحو الشمال.

حملة القصف ستطول على الأغلب، حتى وإن لم تكن تمهيداً للهجوم البري المفترض، فستستمر كضغط على المعارضة المسلحة وتركيا، وستتزامن مع قدوم المزيد من التعزيزات العسكرية البرية إلى الجبهات الجنوبية. المليشيات المدعومة من إيران بدأت إرسال تعزيزاتها إلى الجبهات، وقد وصل رتل عسكري، الأحد، من مليشيات كانت تتمركز في قاعدة جبل عزان جنوبي حلب، إلى منطقة الحاضر وانتشرت في جبهات شمال وجنوب البلدة. قسم من التعزيزات القادمة من جبل عزان توجه إلى منطقة أبو ضهور ومحاورها الجنوبية حتى سنجار.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها