السبت 2018/08/04

آخر تحديث: 11:31 (بيروت)

"حماس" ل"المدن":مصر ستتولى مشاريع غزة..إذا رفضت السلطة

السبت 2018/08/04
"حماس" ل"المدن":مصر ستتولى مشاريع غزة..إذا رفضت السلطة
فلسطينيون في معبر رفح (Getty - أرشيف)
increase حجم الخط decrease
لا أحد من الأطراف السياسية ذات العلاقة، ينكر أن أفكاراً مصرية واقليمية ودولية جديدة تطرح، بشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، ما يعطي انطباعاً بحصول تقدم كبير على هذا الصعيد خاصة، وأنها نوقشت مع وفد "حماس" في القاهرة قبل أيام قبل أن يعود إلى القطاع، مساء الخميس.

لكن هذه الأطراف تعود وتقول إنه بالرغم من التقدم بهذا المجال، إلا أن مسألة تفجر الافكار واردة لأي سبب كان، ما يعني أنها تتعامل بحذر مع كل شيء حتى اللحظة.

القيادي في "حماس" حماد الرقب قال، لـ"المدن"، إن وفد الحركة الذي ترأسه نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري ناقش مع المسؤولين المصريين في القاهرة خلال الأيام الماضية أربعة ملفات رئيسية: صفقة تبادل الأسرى بشكل منفصل، تهدئة مع إسرائيل لفترة زمنية معينة، المصالحة، وحل أزمات غزة الانسانية.

ويوضح الرقب أن الملفات الأربعة سالفة الذكر كانت على طاولة النقاش وطرحتها القاهرة بصورة رئيسية، مؤكداً حصول تقدم- إلى حد ما- غير أنه يشدد على أن هذا لا يعني ترجمة ذلك في اليوم التالي، فالأمور تحتاج وقتاً.

وقال الرقب، إنه حصل شيء يوحي بأن حلحلة سيشهدها ملف تبادل الأسرى، لكنه ضرب مثلاً يتعلق بصفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي أخذت سنوات حتى رأت النور عام 2011، فبينما "كُنا نقول قد وصلنا، كانت تنفجر الأمور في اليوم التالي ونعود لنقطة الصفر ثانية".

وأكد الرقب حقيقة الأنباء التي تحدثت عن إبلاغ المصريين لوفد "حماس" بأن التوجه الدولي يقضي بتخفيف الحصار عن غزة، سواء بالمصالحة أو من دونها، بحضور ومشاركة السلطة الفلسطينية او من دونها.

وكشف الرقب أن المصريين قالوا إنه في حال لم تتقدم المصالحة الفلسطينية ولم تشارك السلطة بتنفيذ مشاريع غزة الإنسانية، فإن مصر وشركاتها ستشرف على مشاريع تخفيف الأزمات الانسانية، بما في ذلك فتح الجانب المصري لمعبر رفح أمام حركة المسافرين والبضائع لأوقات اطول مما هو عليه الآن. ويعني هذا أن أي تمويل دولي لإقامة مشاريع بغزة سيكون للشركات المصرية دور بارز فيه.

وحول ما إذا كانت خطة المبعوث الدولي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف بشأن غزة، قد اقتربت من التنفيذ، أجاب الرقب: "الشكل الواضح اننا اقتربنا.. ولكن السياسة لا تحتمل العيش على الأماني".

وعبر الرقب عن خشيته في الوقت ذاته من كثرة التسريبات التي تعطي تطمينات بشأن غزة، فيما لم يحصل شيئ على ارض الواقع حتى الآن، رغم جدية الحراك الحاصل، وكثرة الأوراق التي قدمت سواء من المبعوث الأممي ميلادينوف أو مصر، أو قطر.

وبيّن الرقب أن ميلادينوف عندما يأتي إلى غزة أو مصر يتحدث من منطلق دعم دول كبرى وازنة وثقيلة لخطة غزة، مشيراً إلى أن "حماس" مع حل كل المشاكل. وستُبقي كل مفاعيل الإزعاج لاسرائيل حتى الوصول إلى هذا الأمر. ويؤكد أنه "ليكن معلوماً للجميع، لن نقدم ثمناً سياسياً مقابل ذلك. نحن مع حل المشاكل من دون ثمن سياسي من قبلنا".

مصدر سياسي مطلع أكد لـ"المدن"، أن المصريين يقترحون شيئاً جديداً لـ"حماس" في سياق خطة متكاملة، فيما تبحث "حماس" في هذه الاثناء تفاصيلها في إطار مكتبها السياسي. ولعل أهم نقطة في الخطة المصرية هي أفكار المصالحة التي طرحتها القاهرة على "حماس" و"فتح".

ووفق معلومات "المدن"، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبدى 14 تحفظاً على الأفكار المصرية الخاصة بتذليل العقبات أمام المصالحة.

وفي حال رفضت السلطة الفلسطينية المبادرة المصرية حول المصالحة، فستذهب القاهرة إلى اتفاق ثنائي مع "حماس" بشأن تخفيف ازمات غزة، مروراً باستئناف التعاون الأمني المتبادل بينهما، لاسيما وان هذا التعاون قد توقف منذ فترة.

وبحسب الخطة أيضاً، فإن الأمور ستبدأ بتهدئة على حدود غزة بحيث تتوقف مسيرات "العودة" ومعها إطلاق الطائرات الحارقة باتجاه الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ومن ثم يلي ذلك البدء بتنفيذ المشاريع الإنسانية في غزة، وفتح معبر رفح البري لفترات طويلة. وبعد ذلك يتم التفاوض على هدنة طويلة الأمد بين غزة واسرائيل، إذ يجري البحث في الشروط ومدتها الزمنية، وكامل التفاصيل المتعلقة بذلك. ويترافق مع ذلك استنئاف التعاون الأمني بين "حماس" ومصر في ما يتعلق بسيناء، نظراً لتوقفه منذ اشهر.

وتبدو حركة "فتح" خارج التفاصيل، فهي لا تزال تشترط تمكيناً كاملاً لحكومة التوافق في غزة بعيداً عن فكرة "التدرج" التي تطرحها مصر، ومن دون أن تلتزم هذه الحكومة بصرف رواتب موظفي "حماس" الأمنيين، مع إصرار "فتح" على أن يوضع سلاح كتائب "القسام" في المخازن.

وأضاف المسؤول لـ"المدن"، أن ميلادينوف عندما يتحدث عن معالجة الوضع الاغاثي والانساني في غزة، يصر على ان يكون كل ذلك تحت مظلة السلطة الفلسطينية والتنسيق مع قيادتها. واعتبر المصدر ان الكرة في ملعب "حماس" الآن بخصوص المبادرة المصرية، سواء على صعيد المصالحة او التهدئة أو صفقة التبادل، ولهذا سهلت مصر دخول اعضاء المكتب السياسي للحركة المقيمين في الخارج إلى غزة، لحسم قرار الحركة بشأن كل ذلك.

في غضون ذلك، يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، الاحد، لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة. وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، فإن الاجتماع سيكون "لمناقشة جهود التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة".

في المقابل، شكك مسؤول مقرب من الرئاسة الفلسطينية بالانباء التي تتحدث عن اشراف مصري على تنفيذ مشاريع غزة في حال غابت السلطة، معتبراً أن ما يقال هو محاولة من قبل أطراف وصفها بـ"المشبوهة" لفصل غزة عن الضفة الغربية وضرب المشروع الوطني الفلسطيني.



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها