إدلب: المعارضة تحصن جبهاتها

يتواصل التصعيد بين قوات النظام والمعارضة، في محيط إدلب، وسط استقدام تعزيزات للطرفين، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وأعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير"،  الجمعة، مقتل 5 عناصر من مليشيات النظام في منطقة البحوث العلمية غربي حلب، بقصف مدفعي من قبلها استهدف مواقع المليشيات. وأكدت "الجبهة" أن القصف كان رداً على قصف المليشيات المدفعي والصاروخي لمناطق سيطرة المعارضة غربي حلب، والذي شهد تصاعداً غير مسبوق خلال الساعات الـ24 الماضية.

مليشيات النظام استهدفت بالمدفعية والصواريخ أكثر من 20 موقعاً وبلدة تتبع للمعارضة غربي حلب، ما تسبب بوقوع إصابات بين المدنيين ومقاتلي المعارضة في جمعية الكهرباء وخان العسل وريف المهندسين والراشدين. وجرت اشتباكات متقطعة في أكثر من محور في الجبهات الغربية وجبهات الضواحي الشمالية للمدينة.

وفي ريف حماة الغربي، شنّ تنظيم "حراس الدين" هجوماً مباغتاً ضد مواقع مليشيات النظام انطلاقاً من محور عمليات بلدة السرمانية في سهل الغاب، وتمكن من قتل أكثر من 12 عنصراً، واغتنم أسلحة خفيفة ومتوسطة، قبل الانسحاب. وتلت العملية اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تركزت في المحور ذاته قرب منطقة المباقر جنوبي السرمانية، وتوسعت لتشمل محاور جبل الكتف وجبل الزويقات والكم والكباني وجبل برزة وديرونية. وشهدت المحاور ذاتها قصفاً متبادلاً بالهاون والمدفعية. ووسعت المليشيات من قصفها لريفي حماة الغربي والشمالي، وقصفت الزيارة وقسطون والمشيك والقرقور والسرمانية وكفرزيتا وتل عثمان، وقرية البانة.

وفي السياق، تشهد جبهات المعارضة المسلحة في المناطق المحيطة بإدلب، حملة لبناء تحصينات هندسية جديدة، وإنشاء دشم، وخطوط دفاعية متعددة من سواتر ترابية، وحفر فردية، وخنادق. ونالت جبهات ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب وريف حماة الشمالي، الحصة الأكبر من عمليات التحصين التي تقوم بها فصائل "الجبهة الوطنية" و"جيش العزة".

مصدر عسكري من "الجبهة الوطنية للتحرير"، أكد لـ"المدن"، أن "الجبهة" بدأت فعلياً بإنشاء خطوط دفاعية متقدمة في جبهات ريف حماة الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وهذه خطوة ضرورية في ظل تصاعد التهديدات التي تطلقها المليشيات باجتياح المنطقة. وتبدأ التحصينات من تل نوارة في أقصى الشمال الغربي من مناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي وحتى قلعة المضيق جنوبي سهل الغاب مروراً بقرى وبلدات سندران والسودة، وشحرورة وقلابا، وكلز والتفاحية، وعين الحور، ومزغلة، والحدادة وديرونية، وكباني والكم، ومنطقة الزيارة.

وبحسب المصدر فإن حملة بناء الدفاعات والتحصينات في جبهات القتال ستتوسع لتشمل كافة خطوط التماس مع مليشيات النظام في مختلف المناطق المحيطة في ادلب بعدما انتشرت "الجبهة الوطنية" على 70 بالمئة من جبهات القتال. وتمتلك "الجبهة الوطنية" معدات وآليات ثقيلة خاصة ببناء التحصينات والدفاعات العسكرية.

وفي ريف حماة الشمالي تولى "جيش العزة" وبعض فصائل "الجبهة الوطنية" تعزيز الجبهات بالدفاعات والتحصينات. وفي جبهات ريف ادلب الشرقي وريف حلب الجنوبي تولت "هيئة تحرير الشام" تعزيز وزيادة  التحصينات والدفاعات التي أنشأتها في وقت سابق أثناء المعارك مع مليشيات النظام أوائل العام 2018.