الإثنين 2018/08/20

آخر تحديث: 12:55 (بيروت)

عباس قد يفرض عقوبات جديدة على غزة

الإثنين 2018/08/20
عباس قد يفرض عقوبات جديدة على غزة
عباس يريد أن تمر المساعدات إلى غزة عبر السلطة الفلسطينية (Getty)
increase حجم الخط decrease
نقلت صحيفة "معاريف" الإثنين، عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، أن تقديرات أمنيّة إسرائيليّة تشير إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيفرض عقوبات جديدة على قطاع غزّة، عبر اقتطاع أموال إضافية من الميزانية المخصصة للقطاع.

وقالت المصادر إن فشل مباحثات المصالحة بين الفصائل الفلسطينيّة سيؤثر "بشكل مباشر" على الأوضاع الأمنية في غزة وجنوبي البلاد وعلى احتمال التوصل إلى تهدئة بين حركة "حماس" وبين الاحتلال الإسرائيلي، "رغم التقدّم الحاصل منذ أسبوعين".

وقرر الاحتلال الإسرائيلي، نهاية الأسبوع الماضي، إغلاق معبر إيريز حتى إشعار آخر، بسبب استمرار مسيرات العودة على حدود القطاع، وإطلاق البالونات الحارقة تجاه بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزّة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال "يتعمّد عدم التصعيد في قطاع غزّة، وأن يبقى معبر كرم أبو سالم مفتوحًا رغم البالونات الحارقة"، ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن انخفاضاً كبيراً حدث على عدد "الأحداث الأمنية" على حدود قطاع غزّة، وإنه يجب الانتظار لأيام حتى تتضّح الصورة أكثر وحتى تسيطر "حماس" على الأوضاع بشكل كامل.

وفي حال استمرّت "الأحداث" في الأيام المقبلة، فإن الاحتلال سيدرس تصعيد خطواته في قطاع غزّة، لكنّ هنالك تفضيلاً أمنياً لمنح فرصة للاستقرار الأمني والتوصل للتسوية.

وكان عباس شدد السبت، على أنّ أية أموال ومساعدات تأتي لغزة يجب أن تأتي من خلال الحكومة الفلسطينية الشرعية، وهي التي ترسلها إلى قطاع غزّة. وأضاف "ما علاقة التهدئة بالمصالحة؟ المصالحة بالنسبة لنا لا تعني هدنة أو تهدئة وغيرها، ولا تعني مساعدات إنسانية، المصالحة أن تعود الوحدة كما كانت، فلا يوجد دولة في غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية، وهذا لن نقبل به، ولن نقبل أن تكون غزة منفصلة إطلاقاً".

من جهة ثانية، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الجنرال عاموس يادلين إن "كل ما يجري الحديث بشأنه في القاهرة من مباحثات يمكن أن نصفها أنها تهدئة أو ترتيبات سياسية، بغض النظر عن الدور المتوقع للسلطة الفلسطينية مما يحدث، فضلاً عن المخاوف من إمكانية إعادة احتلال قطاع غزة، لكن إسرائيل محظور عليها أن تقع في أي أوهام، لأن المعركة القادمة العنيفة في غزة ستقع: عاجلا أم آجلا".

وأضاف في مقال لصحيفة يديعوت أحرونوت الإثنين، أن "الغموض والضبابية التي أدارت بموجبها الحكومة الإسرائيلية الوضع القائم في قطاع غزة، جعل الجمهور الإسرائيلي يعيش حالة من البلبلة والتذبذب". وأوضح أن "زيادة التقارير في الأيام الأخيرة حول ترتيبات التهدئة في القاهرة، أضافت المزيد من علامات الاستفهام حول طبيعة الحوار الحاصل بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية".

وتابع: "بتنا في الآونة الأخيرة أمام وضعين وحالتين: الأولى الحديث عن تهدئة طويلة المدى، تشمل فتح معابر غزة، وترميمها اقتصاديا، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وتبادل أسرى، ومنع تعاظم الذراع العسكري لحماس، ونزع غزة سلاحها". وقال إن "مثل هذه الصيغة ليس من المتوقع أن تعمر طويلا، بسبب ثلاثة عوائق أساسية: أولها أن حماس لن تتنازل عن ذراعها العسكري، وثانيها أن السلطة الفلسطينية ترفض أن تكون طرفاً في هذا الاتفاق، وثالثها أن الطلب من حماس إعادة الجنود والقتلى الإسرائيليين إجابته ليست متوقعة".

ولفت إلى أن المستوى الثاني يتمثل في الذهاب لخيار العملية العسكرية الواسعة وصولاً إلى الحرب. ورأى أن "هذه الحرب ستشغل إسرائيل فيها سلاحها الجوي لضرب مئات الأهداف لحماس، وتعود للاغتيالات الموجهة، والعمليات العسكرية البرية، وأخرى لم تشهدها الحرب الأخيرة، الجرف الصامد 2014".

وقال إن "التجربة السابقة، تشير إلى أن حماس وإسرائيل لا تريدان وصول المواجهة الشاملة، فحماس تفهم موازين القوى في غير صالحها، والبيئة السياسية هي الأفضل لإسرائيل بدءاً بواشنطن مرورا بالقاهرة وصولا إلى الرياض، فضلا عن الكارثة الإنسانية في غزة". أما إسرائيل، يقول يادلين إنها "تفضل البقاء في مواجهة إيران وحزب الله في الشمال، والانتظار حتى الانتهاء من الجدار الحدودي الشرقي مع القطاع، فضلا عن عدم رغبتها باحتلال غزة بسبب كل الأثمان الباهظة التي تنتظرها".

واستنتج قائلاً إنه "في ظل عدم الرغبة القائمة لكليهما، حماس وإسرائيل، بالذهاب لمواجهة عسكرة مفتوحة، فإننا سنكون أمام مناورة سياسية بين المستويات الثلاثة: وقف لإطلاق النار، جولات متقطعة من المواجهة، ترتيبات جزئية".

من جهة ثانية، نشرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ليل الأحد، مقاطع من محادثة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك الأردني عبد الله الثاني في واشنطن، في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو. ويتّضح من المقاطع المنشورة أن الملك عبد الله حاول ثني ترامب عن إعلان خطّته لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم "صفقة القرن".

وحذّر الملك عبد الله ترامب من أن شباب الجيل الفلسطيني الصّاعد لا يريدون حلّ الدولتين، إنما دولة واحدة مع مساواة كاملة، وهذا يعني أن إسرائيل ستفقد طابعها اليهوديّ. فردّ عليه ترامب، ساخرًا: "هنالك منطق في ما تقوله. إن أصبحت هنالك دولة واحدة، هذا معناه أنّ اسم رئيس الحكومة الإسرائيلي بعد عدّة سنوات سيكون محمّد".

وأبلغ الملك عبد الله، ترامب بأنه إذا أراد أن تكون خطّته للسلام مقبولة، فعليه أن يستعرضها سلفًا مع الدول المركزيّة في أوروبا والعالم العربي، وأن يأخذ منها ملاحظات، وهو الأمر الذي أسف الملك لعدم حدوثه. وطلب منه التروي في طرح "صفقة القرن"، مبرراً ذلك بأن هنالك "صعاباً كثيرةً" تواجه إعلانها الآن، في حين أصرّ ترامب على المضى في "صفقة القرن"، متذرّعاً أنّه في حال لم تنجح إدارته في ذلك، فإن أي إدارة أخرى لن تنجح.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها