الخميس 2018/07/05

آخر تحديث: 09:21 (بيروت)

روسيا لوفد درعا: لدينا 40 طائرة جاهزة لقصفكم

الخميس 2018/07/05
روسيا لوفد درعا: لدينا 40 طائرة جاهزة لقصفكم
روسيا باتت جزءاً من المعركة (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد إعلان فشل جولة المفاوضات الرابعة في بصرى الشام بين فصائل المعارضة والجانب الروسي، ليل الأربعاء/الخميس، عادت مليشيات النظام لتصعيد عمليتها العسكرية على محافظة درعا، بمساندة الطيران الروسي ومروحيات البراميل، والاستخدام المكثف للقصف المدفعي والصاروخي.

المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعدما تمسك الجانب الروسي بشرط تسليم فصائل المعارضة لكامل سلاحها الثقيل، قبل البدء بأي إجراءات تنفيذية للنقاط التي تم توصل لاتفاق حولها. بينما اشترطت الفصائل أن يتم التسليم تدريجياً، بشكل متزامن مع تنفيذ البنود. ودفع ذلك الجانب الروسي للتهديد باستخدام القوة العنيفة في المعارك، بالقول حرفياً: "لدينا 40 طائرة جاهزة لقصف فصائلكم"، ما دفع فصائل المعارضة للتشدد أكثر، متهمة الجانب الروسي بالتهديد وعدم الجدية في التفاوض، بحسب ما قاله لـ"المدن" مصدر معارض شارك في المفاوضات.

بدورها، أوضحت "غرفة العمليات المركزية" التابعة للمعارضة موقفها الرافض لاستخدام روسيا لسياسة التهديد في خطابها، وقالت في بيان لها: "نسعى لتفاوض يضمن حقوق أهلنا وخاصّة الثّوار وكرامتهم فثورتنا كانت لأجل الحرّيّة والكرامة ونحن نسعى لاتفاق شامل وخريطة طريق تضمن حلّا للوضع الراهن الى حين إيجاد حل شامل على مستوى سوريا، ولا يمكن أن يتمّ التّفاوض بلغة الحرب والتهديد أبداً"، مطالبة في ختام بيانها برعاية دولية لمفاوضات الجنوب.

التعقيدات التي تشهدها مفاوضات ملف الجنوب السوري لا تقتصر على نقاط الخلاف بين الفصائل وروسيا، بل يشهد معسكر الفصائل انقسامات عديدة وتبادلاً للاتهامات. وكان قائد "قوات شباب السنّة" أحمد العودة، في مدينة بصرى الشام، محور ذلك الخلاف بعد اتهامه من قادة فصائل بخوض مفاوضات منفردة مع الجانب الروسي والتوصل إلى اتفاق منفرد يضمن دخول مدينة بصرى الشام والبلدات المحيطة بها في عملية "تسوية"، يتبعها تشكيل فصيل عسكري يتبع للقوات الروسية، يكون أحمد العودة قائداً له. ودافع العودة عن نفسه بالقول إن الاتفاق كان برضى جميع الفصائل المشاركة في المفاوضات، وإن الآليات التي تم تسليمها بهدف إيقاف أي قصف على مدينة بصرى الشام لإتاحة المجال أمام عودة النازحين إليها، مؤكداً أن هذا الأمر تم بوجود قادة الفصائل من وفد المعارضة.

وطاولت الاتهامات القيادي في "جيش الثورة" وعضو لجنة التفاوض بشار الزعبي، بتقديم تنازلات عديدة في معرض التنازع مع العودة على منصب قيادة القوة الروسية الجديدة في الجنوب. ودعم ذلك تسجيل صوتي لعضو "مجلس محافظة درعا الحرة" فيصل أبازيد، الذي شرح أن ما تشهده جبهة المعارضة حالياً هو صراع على المكتسبات المستقبلية من العملية السياسية، بين أحمد العودة وبشار الزعبي، مضيفاً أن العودة يحظى بدعم روسيا ودول إقليمية. جلسة المفاوضات الأخيرة التي انتهت بالفشل، شهدت غياباً لبشار الزعبي، رغم اعتباره مكوناً رئيسياً في لجنة التفاوض.

مصدر معارض شارك في المفاوضات قال لـ"المدن" إن "قرار رفض تسليم السلاح الثقيل دفعة واحدة، تم اتخاذه قبل الاجتماع الأخير، وسط قناعة كاملة من المعارضة أن تمسكها بهذا الشرط سيعني الفشل الحتمي للمفاوضات".

وكشفت المفاوضات أن ما يجري في المنطقة الجنوبية، هو اتفاق روسي-أميركي، وجزء من اتفاقية "خفض التصعيد" التي أُبرمت في تموز/يوليو 2017، بحسب ما أوضحه وفد التفاوض المعارض. الجانب الروسي أشار لهم في الجلسة الرابعة إلى أن هذه الاتفاقية أعطت روسيا تفويضاً لإنهاء "النزاع المسلح" في جنوب سوريا خلال عام، وأن هذا التفويض تم تجديده في اجتماع آخر عقد بعد شهور من الاجتماع الأول بين روسيا وأميركا والأردن وإسرائيل، وأضاف أن الحل السياسي في سوريا سيبدأ بعد ثلاثة أشهر من إنهاء "النزاع المسلح" جنوبي سوريا.

انتهاء المفاوضات بالفشل، وما أعقبها من تصعيد عسكري كبير في المنطقة الجنوبية، ينذر بأن مرحلة جديدة من المعركة قد بدأت، وأن روسيا التي قادت المفاوضات وفشلت أمام تحدٍ واضح من فصائل المعارضة، باتت تعتبر نفسها جزءاً من المعركة. ويعني ذلك أن المواجهات العسكرية المقبلة قد تكون أعنف وأقسى من سابقتها، وإن كان باب العودة للمفاوضات ما زال مفتوحاً، إلا أنها لن تنطلق قبل أن يثبت كل طرف قدرته العسكرية على الأرض ويفرض شروطه في المفاوضات.

وتركز قوات النظام في هجماتها على الوصول إلى معبر نصيب، بينما تستميت فصائل المعارضة في الدفاع عن مواقعها في درعا البلد وبلدة طفس في ريف درعا الغربي، مع احتمال أن تبادر قوات النظام لفتح محاور قتال جديدة، ربما تكون منطقة "مثلث الموت" أبرزها. وأي خسارة عسكرية لأي طرف حالياً ستعني خسارة نقاط في المفاوضات المستقبلية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها