الإثنين 2018/07/30

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

العاهل السعودي يسحب ملف "صفقة القرن" من نجله

الإثنين 2018/07/30
العاهل السعودي يسحب ملف "صفقة القرن" من نجله
الملك سلمان قدم ضمانات للرئيس الفلسطيني (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت وكالة "رويترز"، إن السعودية طمأنت حلفاءها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة مما أدى إلى تهدئة مخاوف من احتمال أن تؤيد المملكة اتفاقاً أميركياً ينحاز لإسرائيل في هذين الأمرين.

ونقلت عن دبلوماسيين ومحللين أن الضمانات الخاصة التي قدمها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة ساعد في تغيير تصورات بأن السعودية غيرت موقفها تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال دبلوماسي عربي بارز في الرياض: "في السعودية الملك هو من يتخذ القرارات بشأن هذه القضية الآن وليس ولي العهد". وأضاف أن "خطأ الولايات المتحدة أنها اعتقدت أن بإمكان دولة واحدة الضغط على بقية الدول للتسليم، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. لا يملك زعيم عربي التخلي عن القدس أو الفلسطينيين".

وكانت تسريبات إعلامية تحدثت في وقت سابق عن أن بن سلمان ضغط على عباس لتأييد الخطة الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن"، رغم مخاوف من أنها لا تعطي الفلسطينيين سوى حكم ذاتي محدود داخل مناطق غير مترابطة دون الحق في عودة اللاجئين.

ونفى مسؤولون سعوديون للوكالة، وجود أي خلاف بين الملك سلمان الذي أعلن تأييده للمبادرة وولي عهده الذي غيّر سياسات راسخة بشأن قضايا كثيرة وقال لمجلة أميركية في نيسان/أبريل إن من حق الإسرائيليين العيش في سلام على أراضيهم.

وقال السفير الفلسطيني لدي الرياض باسم الأغا لـ"رويترز"، إن الملك سلمان أبدى تأييده للفلسطينيين في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع عباس قائلاً إنه لن يتخلى عن الفلسطينيين وسيقبل ما يقبلون به ويرفض ما يرفضونه. وأضاف أن إطلاق الملك سلمان اسم "قمة القدس" على مؤتمر جامعة الدول العربية لعام 2018 وإعلانه مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للفلسطينيين يمثلان إشارات إلى أن قضيتي القدس واللاجئين عادتا إلى مائدة المفاوضات.

وقال دبلوماسيون في المنطقة إن الموقف الحالي لواشنطن، الذي نقله مسؤولون كبار بالبيت الأبيض خلال جولة الشهر الماضي، لا يتضمن اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو حق العودة للفلسطينيين، أو تجميد الاستيطان الإسرائيلي على أراض يطالب الفلسطينيون بالسيادة عليها. كما لم يقدم مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر تفاصيل ملموسة عن الاستراتيجية الأميركية بعد مرور أكثر من 18 شهراً على تكليفه بالتوصل إلى سلام.

وقال دبلوماسي في الرياض أطلع على تفاصيل أحدث زيارة لكوشنر للمملكة، إن الملك سلمان وولي العهد التقيا به معاً وأضاف أن بن سلمان "كان هو من يدير الحديث والملك في الخلفية".

وقال المحلل السياسي نيل باتريك إنه يبدو أن الملك سلمان قام بتحجيم "الأسلوب المتهور سياسياً" لولي العهد بسبب أهمية القدس للمسلمين. وأضاف أنه "لذلك فإن الأمير محمد بن سلمان لن يعارض اتفاق كوشنر ولكنه لن يبذل أيضا جهدا بعد الآن لتشجيع تفاصيله السياسية أحادية الجانب".

وفي الدوحة، قال دبلوماسيون لـ"رويترز"، إن كوشنر طلب من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الضغط على حركة "حماس" من أجل التخلي عن سيطرتها على غزة في مقابل مساعدات تنمية، ولم بوضح ما إذا كان الأمير تميم وافق أو لم يوافق.

وقال الدبلوماسي البارز في الرياض أن "المشكلة هي عدم وجود خطة متماسكة مقدمة لجميع الدول ... لا أحد يعرف ما يجري عرضه على الآخرين". وأضاف أنه "ليس هناك دفعة جيدة. لم يقدم كوشنر شيئا مقبولاً لأي دولة عربية". وتابع: "إنه يتصور أنه جني يحمل عصا سحرية سيأتي بحل جديد للمشكلة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها