الأحد 2018/07/29

آخر تحديث: 15:49 (بيروت)

"خطة ملادينوف" بشأن غزة: هل اقترب التنفيذ؟

الأحد 2018/07/29
"خطة ملادينوف" بشأن غزة: هل اقترب التنفيذ؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease

أكد مصدر دولي لـ"المدن"، أنه بناء على الجولة المكوكية التي أجراها مسؤول الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف في إسرائيل وغزة ومصر خلال الأيام الأخيرة، فإن مساعيه أثمرت عن تقارب في وجهات النظر بين الأطراف ذات العلاقة إزاء مبادرة تحسين الأوضاع الإنسانية والإقتصادية في غزة.

وأضاف المصدر أن ميلادنوف بعد تمكنه من توفير المال من الجهات المانحة ووضع الخطة الكاملة بشأن غزة، فإنه يحاول وضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ الخطة بشرط أن لا تتفاقم الأوضاع الميدانية وأن لا تقوم جهات أخرى بعرقلة هذه المساعي الرامية إلى تقديم مساعدات كبيرة لسكان غزة على صعيد المياه والمجاري وتوليد الكهرباء. ويضيف إن مساعي ميلادنوف الحثيثة تأتي في ظل مساعدة مصرية وقطرية وكذلك أميركية.

ويكشف المصدر عن موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأيام الأخيرة على مبادرة ميلادنوف بشأن غزة وأن تشارك السلطة في تنفيذها، لكنه يشير الى شروط تضعها حركة "حماس" تتعلق برفع كامل للحصار عن القطاع ومنح مزيد من التسهيلات.

وكشف المصدر عن خلافات في وجهات النظر بين مصر من جهة، والإمارات والسعودية من جهة ثانية، بخصوص "علاقة القاهرة بحماس والتعاون معها رغم مواصلة الحركة علاقتها مع إيران، لأن ذلك وفق اعتبار هاتين الدولتين الخليجتين يأتي على حساب الخليج العربي".

من جهة ثانية، أكد مسؤول سياسي مُطلع لـ"المدن"، حدوث تقدم كبير في ما يخص مبادرة تحسين اوضاع غزة، مشيراً إلى أن الخطة جزئياً هي لميلادنوف، لكنها بالدرجة الاولى هي أفكار أميركية تنفذها جزئياً الأمم المتحدة ومصر واسرائيل.

ويضيف المسؤول أن الولايات المتحدة عاقدة العزم على العمل في غزة، ولولا أميركا لما كان يمكن أن يحصل أي تقدم في جهود تحسين الأمور في القطاع، واصفاً واشنطن بـ"المفتاح" فيما ادوات التنفيذ هي مصر واسرائيل والمسؤول الأممي نيكولاي ميلادينوف، بالترافق مع دعوات للسلطة الفلسطينية للمشاركة في تنفيذ المشاريع.

وحول إمكانية مشاركة السلطة الفلسطينية في هذه المشاريع، يقول المسؤول السياسي إنها ربما تشارك جزئياً وإدارياً لكن ليس بشكل كامل، خاصة وان المصالحة التي تعتبر بوابة لذلك لن تتحقق لأبعد مدى. فالسلطة في نهاية المطاف ستقبل بحضور "تكتيكي" في غزة يضمن الا تُستثنى مما يجري أو يتم فصل غزة عن الضفة، او ان يتأثر تمويل موازنتها التي تعاني من وضع معقد.

وبهذا، يعتقد المسؤول أن الخطة الأميركية ستُنفذ في غزة سواء تقدمت المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" أم لم تتقدم، كاشفاً عن أن الشركات المصرية ستنفذ الجزء الأكبر من الخطة على صعيد المشاريع المتعلقة بالكهرباء واعادة الإعمار، بينما سيقوم ميلادنوف بالمشاريع الانسانية.

وكشف أن الإمارات دفعت لصالح المشاريع المذكورة قبل أيام نحو 50 مليون دولار، فضلاً عن 30 مليون دولار من دولة قطر ستنفذها الأخيرة لوحدها وتحت إشرافها، كما وعدت الكويت بدفع مبلغ مالي لصالح ذلك. غير أن المسؤول يشدد على أن المبلغ المالي الذي سيتم تجميعه لتنفيذ خطة إنعاش غزة لن يصل إلى مليار دولار كما قال المبعوث الاميركي لعملية السلام جيسون غرينبلانت في وقت سابق.

ومع ذلك، ستتمكن الجهات المعنية من تجميع مال لبناء مستودع جديد في شركة كهرباء غزة، بغية ضخ كميات أكبر من الوقود، علاوة على توريد كميات أكبر من الكهرباء من مصر واسرائيل لصالح القطاع، بالتوازي مع إقامة مشاريع تشغيلية لصالح العاطلين عن العمل.

وبخصوص "حماس"، يقول المسؤول إن الحركة تقول لميلادنوف والجهات الدولية "اعملوا ماشئتم.. ولكن لا تضعوا شروطاً عليّ ولا تطلبوا أن أوقع على شيء". وبهذا المعنى، فإن "حماس" لا مانع لديها من تنفيذ المشاريع الدولية طالما كان هناك دعم دولي لأن غزة بحاجة إليها ولا يوجد بديل، لكن بشرط أن لا تلتزم بشروط محددة أو ان توقع على شيء يجعلها جزءاً من "صفقة القرن". والحركة تظن أن التغيير في غزة سيعزز مكانتها سواء داخل القطاع، أو على مستوى علاقتها مع مصر، لأن الأخيرة ستنفذ المشاريع بالتنسيق معها، وهناك تعاون أمني كبير بينهما بخصوص سيناء.

في المقابل، قال قيادي من حماس لـ"المدن"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن الضبابية لا تزال تحوم حول اليات تنفيذ خطة ميلادنوف، فهل ستطبق بوجود السلطة أم عبر مصر في حال رفضت الأولى؟

لكن هذا القيادي يُقرّ أن ما تسمى "خطة ميلادنوف" تسير بضوء أخضر أميركي، وبدور إقليمي لافت، ولعل مسؤول المخابرات المصرية اللواء عباس كامل يُعتبر اللاعب الرئيسي في المسألة. ويبين أن الأطراف الدولية غير معنية كثيراً بتفاصيل اتفاق المصالحة المتعلقة بإعادة صياغة منظمة "التحرير الفلسطينية" والتهيئة لإنتخابات عامة، بل تريد فقط من المصالحة أن تحقق الجانب الاداري والمالي وحل مشاكل غزة.

وعبر القيادي من "حماس" عن خشيته من رفض السلطة الفلسطينية المشاركة في تنفيذ مشاريع غزة وأن تستنكف، ما سيؤدي إلى ضغط أكبر على حماس، في ظل رغبة من مصر لأن يكون للقاهرة دور احتكاري في غزة، وبالتالي تذهب الاطراف الفاعلة لتنفيذ "خطة غزة" من جانب واحد وتتولى مصر الشق المتعلق بتنفيذ المشاريع. لكن بجميع الأحوال فإن هذا يعني أنهم سيضطرون بالمحصلة للتعامل مع "حماس" كجهة تدير غزة في حال غابت السلطة الفلسطينية.

ويستدرك القيادي "السلطة تخشى ان تفقد دورها الكامل وتفقد مقاصة غزة والتمويل. ولهذا فإن قلق السلطة قد يدفعها للاستجابة للمطالب الإقليمية والدولية في ما يتعلق بالمشاركة في تنفيذ مشاريع غزة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها