الجمعة 2018/07/27

آخر تحديث: 09:14 (بيروت)

الجزيرة:"قسد" تُضيق الخناق على "داعش"..وتتفاهم مع النظام

الجمعة 2018/07/27
الجزيرة:"قسد" تُضيق الخناق على "داعش"..وتتفاهم مع النظام
طرد التنظيم من الشريط الحدودي مع العراق (Getty)
increase حجم الخط decrease
تواصل "قوات سوريا الديموقراطية" و"مجلس ديرالزور العسكري" عملياتهما العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي وريف الحسكة الجنوبي، شمال شرقي نهر الفرات، وحققا تقدماً سريعاً خلال الأيام الماضية على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتمكنت "قسد" و"مدع"، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على أجزاء من منطقة الروضة في بادية ديرالزور الشمالية الشرقية، وعلى عدد من آبار النفط العائدة لحقل التنك، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة" استمرت لأيام. وسبق ذلك بأيام سيطرتهما على بلدة الدشيشة وقرية عفرة، أخر معاقل التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي. وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في الجزء الشرقي من منطقة الروضة والآبار القريبة من الحدود السورية العراقية.

هجوم "قسد" و"مدع" انطلق من ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول من الشمال والشمال الشرقي انطلاقاً من بلدة الدشيشة وتتولاه "وحدات الحماية الكردية"، أما المحور الثاني من جهة الغرب  انطلاقاً من حقلي العمر والتنك النفطيين تتولاه عناصر من "قسد" و"مدع"، أما المحور الثالث من جهة الحدود العراقية تقوده عناصر "قسد" بالاشتراك مع القوات العراقية.

تنظيم "الدولة" حاول التصدي للهجوم عبر استخدام السيارات المفخخة لأعاقة تقدم القوى المهاجمة، لكن "قسد" تمكنت من تفجير ثلاث سيارات باستخدام الصواريخ المضادة للدروع، وألقت القبض على أربعة انتحاريين مع سيارتهم، بعدما حاولوا التسلل إلى مناطق تمركزها بهيئة تجار نفط.

وخسر "داعش" أكثر من 30 عنصراً بين قتيل وجريح، بالأضافة لخمسة أسرى، في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر قوات "قسد" 9 قتلى و12 جريحاً معظمهم سقط في المعارك الدائرة في منطقة بادية الروضة.

وتهدف "قسد" من تحركاتها العسكرية إلى طرد تنظيم "الدولة" من بادية ديرالزور والشريط الحدودي مع العراق، وتضييق الخناق على جيوبه المتبقية في مدينة هجين وقرى الشعفة والسوسة وابو الحسن في الريف الشرقي.

تقدم "قسد" و"مدع" جاء بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي" الذي شّن عشرات الغارات على المواقع  المستهدفة، ما تسبب بتشتيت دفاعات التنظيم وتدمير جزء كبير منها. وتسبب قصف "التحالف الدولي" خلال الأيام الماضية بمقتل 5 مدنيين في ريفيي ديرالزور الشرقي وريف الحسكة الجنوبي، وسبق ذلك حوادث مماثلة في قريتي الشعفة والسوسة.

ويقابل تقدم قوات "قسد" تحركات مكثفة للتنظيم في محاولة لاستعادة النقاط التي خسرها، عبر السعي للشّن هجمات ليلية وتنفيذ عمليات إلتفاف على الخطوط الخلفية للقوات المهاجمة خاصة في منطقة بادية ديرالزور. مساعي التنظيم لم تحقق أي نتائج تذكر بسبب دفاعات "قسد" والحماية التي يوفرها طيران "التحالف الدولي" لمناطق تقدمها على مدار الساعة.

وشهدت الأيام الماضية سماح تنظيم "الدولة" للمدنيين من أهالي مدينة هجين وقرى السوسة والشعفة بالخروج من مناطق سيطرته، ووصلت عشرات العائلات إلى مناطق سيطرة "قسد" معظمها من النساء والأطفال، وكان في استقبالهم فرق طبية قدمت العلاج وبعض الأطعمة والمواد الغذائية.

ولسيطرة "قسد" على ريف الحسكة الجنوبي وقسم كبير من بادية ديرالزور أثرين الأول سلبي على تنظيم "الدولة" الذي فقد منطقة الروضة والدشيشة التي كانت تعتبر أهم معبر يستخدمه لنقل مقاتليه بين سوريا والعراق شمالي نهر الفرات، أما الأثر الثاني إيجابي لصالح "قسد" إذ ستخفف تلك السيطرة من عمليات الاستهداف التي تطال قواتها من قبل عناصر التنظيم الذين كانوا يتسللون إلى مناطقها عبر تلك البلدات.

سعي "قسد" للقضاء على بقايا جيوب التنظيم وتأمين مناطق سيطرتها شمال الفرات يأتي بالتزامن مع الحديث عن زيارات لوفود تابعة للنظام السوري إلى مناطق سيطرتها في ديرالزور، من أجل التوصل لتفاهمات حول العديد من الملفات أبرزها النفط. وتشير المعلومات إلى أن الطرفين أتفقا على إصلاح المنشآت النفطية وخطوط النقل من قبل النظام، وضخ الانتاج إلى مناطق سيطرته، مقابل إعطاء "قسد" مبالغ مالية ومواد نفطية مكررة. كما يجري الحديث عن محاولة النظام إقناع "قسد" بالسماح له بإعادة عمل بعض مؤسسات الدولة إلى هذه المناطق، كخطوة في سبيل تعزيز العلاقات بين الطرفين.

التفاهمات بين الطرفين في ديرالزور تأتي ضمن توجه كردي عام إلى عقد تفاهمات مع النظام السوري، تخوفاً من أن يجد الأكراد أنفسهم مرة أخرى وجهاً لوجه أمام الجيش التركي، الساعي إلى القضاء على أي محاولة لتشكيل إقليم ذي صبغة كردية في الشمال السوري. فيما لا يزال الغموض يلف الموقف الأميركي حيال هذا التقارب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها