الإثنين 2018/07/23

آخر تحديث: 09:08 (بيروت)

قافلة القنيطرة تصل إدلب..ومهجرو الفوعة وكفريا يعانون

الإثنين 2018/07/23
قافلة القنيطرة تصل إدلب..ومهجرو الفوعة وكفريا يعانون
طوقوا القافلة وحاصروها (انترنت)
increase حجم الخط decrease
انتهت أزمة احتجاز مليشيات موالية لإيران قافلة مُهجّرين من القنيطرة ودرعا في ريف حمص، إلا أن أزمة مُهجّري الفوعة وكفريا في مركز إيواء جبرين ما زالت متواصلة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ووصلت قافلة مُهجّري القنيطرة ودرعا، المكونة من 75 حافلة تقل قرابة 3500 مُهجّر، إلى مناطق سيطرة المعارضة عند معبر مورك بريف حماة الشمالي، ليل الأحد/الإثنين، بعد احتجازها لسبع ساعات في منطقة المحلق في محيط مدينة حمص، من قبل عناصر مليشيا "لواء الرضا" المحلية الموالية لإيران.

وأشهر المهاجمون أسلحتهم في وجه القافلة، وقاموا بتطويقها، وطلبوا من السائقين إيقاف المحركات تحت التهديد بالقتل، متخذين من مُهجّري القنيطرة ودرعا، رهائن، ومشترطين للإفراج عنهم، "الكشف عن مصير نحو 90 مفقود من الفوعة وكفريا، كانوا قد اختفوا بعد هجوم انتحاري سابق للمعارضة في العام الماضي"، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وحمل المسلحون على أكتافهم شارات مليشيا "لواء أبو الفضل العباس" في حين ظهرت بالقرب من المكان سيارة عليها شعار مليشيا "حزب الله". وانتهت الأزمة بعد ضغط روسي على المليشيات.

وكان مسلحون من "هيئة تحرير الشام" قد احتجزوا قبل يومين عدداً من الحافلات تقل مُهجّري الفوعة وكفريا، كرهائن، للمطالبة ببدائل عن معتقلين أطلق النظام سراحهم وتبيّن أن بعضهم من عناصر مليشيات النظام وأختار جزء كبير منهم البقاء في مناطق النظام. وأفرجت "هيئة تحرير الشام" عن الحافلات، من دون أن تتحقق مطالبها.

من جهة أخرى، تعاكس الأوضاع الإنسانية لمُهجّري الفوعة وكفريا الوعود التي أطلقتها مليشيات النظام ومجلس محافظة حلب، ما دفع المُهجّرين للتظاهر في مركز الإيواء. واشتكى المُهجّرون من التمييز الممارس بحقهم؛ مثل نقل عائلات المسلّحين من البلدتين إلى الساحل أو السيدة زينب قرب دمشق، والإبقاء على بقية العائلات الفقيرة في مركز جبرين حيث تنعدم الكهرباء والمياه في ظل الأجواء الحارة.

ويقول المُهجّرون إنه قبل خروجهم بيوم واحد صرح مسؤول في حلب بأنهم على استعداد كامل لاستقبالهم، وعندما وصلوا وجدوا أن إعلام النظام غاب كلياً عن معاناتهم، وركز بشكل خاص على بعض الشخصيات المحسوبة على "حزب الله" اللبناني و"تجار الأزمة" الذين كانوا يتحكمون بالأهالي في الفوعة وكفريا أثناء الحصار. ويتحدث الأهالي عن "تجار الأزمة" الذين خرجوا معهم من الحصار، ومعهم ملايين الدولارات، ممن ينافسونهم على الحصص الإغاثية الموزعة في مركز الإيواء على قلتها. ويقابل "تجار الأزمة " من جهة المعارضة المسلحة مجموعات تهريب كانت تدير عمليات تهريب البضائع المختلفة إلى البلدتين المُحاصرتين.

محافظة حلب قالت إنها تعمل بكافة مؤسساتها بالتنسيق مع فرع الهلال الأحمر والجمعيات الأهلية على تأمين كافة احتياجات مهجري الفوعة وكفريا، وقد تم قبل وصولهم الى مركز الاستضافة المؤقتة في جبرين تجهيز 1900 غرفة في المركز وفرشها بالفرش والأغطية والأرضيات البلاستيكية، وتوزيع سلل معلبات وأدوات مطبخية وصحية، وتجهيز وتنظيف وتعقيم 30 خزاناً سعة كل منها 5000 ليتر وتعبئتها على مدار الساعة وتجهيز 90 حماماً وصيانة شبكة الكهرباء في الغرف الشوارع في المركز.

وقالت المحافظة إنها وضعت كوادرها في استنفار من لحظة وصول الأهالي إلى المركز، وعملت مديرية الصحة على تواجد فريق صحي متكامل وست سيارات إسعاف وثلاث فرق لقاح جوالة وعيادات متنقلة، بالإضافة الى تواجد أكثر من 50 عامل نظافة وفرق فنية للصيانة مع تواجد أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة والمدينة ومديري المؤسسات الخدمية. كما يتم توفير 12 الف وجبة طعام يومياً، ورفد المركز بالمزيد من احتياجات الأهالي وبما يزيد عن الحاجة الفعلية.

المهجرون كذّبوا ادعاءات محافظة حلب حول الكثير من تلك الخدمات، وقالوا إنها غير موجودة أصلاً، وأكدوا أن من قدّم لهم مساعدات فور وصولهم إلى مركز الإيواء هي مليشيات نبل والزهراء، وهي تبرعات شخصية من قادة وعناصر المليشيات، عبارة عن خضار ووجبات طعام، تبعتها حملة إغاثية للهلال الأحمر قامت مليشيات "لواء الباقر" و"لواء القدس الفلسطيني" بسرقة القسم الأكبر منها.

وفي السياق، أعيد افتتاح الطريق الدولي إدلب–باب الهوى، مروراً ببلدتي كفريا والفوعة، بعد سنوات من إغلاقه، كما أعيد افتتاح الكثير من الطرق الفرعية التي تصل مدن وبلدات ريف ادلب التي تقع في محيط بلدتي الفوعة وكفريا.

وستختصر إعادة افتتاح الطريق الدولي المسافة بين مدن وبلدات ادلب، ونفذتها فرق الدفاع المدني في ادلب، التي عملت على إزالة السواتر الترابية والحواجز، في حين تولت فرق الهندسة إزالة الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات، تمهيداً لاستئناف الحركة المرورية بشكل كامل خلال عشرة أيام تقريباً، بحسب مسؤولين من الدفاع المدني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها