الإثنين 2018/07/23

آخر تحديث: 10:02 (بيروت)

ديرالزور:خلايا "داعش" تعود للعمل في مناطق "قسد"

الإثنين 2018/07/23
ديرالزور:خلايا "داعش" تعود للعمل في مناطق "قسد"
التنظيم يريد تشتيت جهود "قسد" وحلفائها (Getty)
increase حجم الخط decrease
عاودت خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" نشاطها بشكل ملحوظ في محافظة ديرالزور، عبر شّن هجمات وعمليات استهداف ممنهجة ضد "قوات سوريا الديموقراطية" والقوات الأجنبية المساندة لها، ما دفع تلك القوات إلى وضع خطط استباقية جديدة، بحسب مراسل "المدن" محمد حسان.

وتركزت عمليات خلايا تنظيم "الدولة" في مناطق سيطرة "قسد" في ريف ديرالزور الشرقي، خاصة مدينة البصيرة وبلدتي ذيبان والحوايج والقرى المحيطة بمدينة الصور، وأخذت تلك العمليات أشكالاً متعددة من الاغتيالات والهجمات المحدودة على بعض الحواجز والنقاط العسكرية، أضافة لتفجير دراجات وسيارات مفخخة في مواقع عسكرية ذات أهمية كبيرة.

أساليب التنظيم في استهداف الأطراف المعادية له لم تختلف من حيث الشكل والتنفيذ، ولا يزال يتبع طرقاً تقليدية عبر الاغتيالات أو التفجيرات. وما اختلف هذه المرة هو الأهداف، إذ يحاول التنظيم تركيز عملياته على القوات الأجنبية المشتركة في عملية "عاصفة الجزيرة"، خاصة القوات الأميركية والفرنسية، أضافة للشخصيات القيادية في "قسد" العسكرية والأمنية.

مدير "شبكة ديرالزور 24 الإعلامية" فارس، قال لـ"المدن"، إن عمليات التنظيم خلال تموز/يوليو وحزيران/يونيو 19 عملية، في البصيرة وقرى الحوايج وذيبان وأبو النيتل والبادية الشمالية الشرقية لديرالزور، من بينها عملية نوعية للتنظيم استهدفت قاعدة مشتركة لقوات أميركية-كردية في محطة مياه البصيرة. وأضاف أن عمليات التنظيم الأخيرة أسفرت عن مقتل أربع جنود أميركيين وجرح آخرين، أضافة لمقتل أكثر من 13 عنصراً من "قسد" بينهم قياديان عسكريان من حزب "الاتحاد الديموقراطي". وتسببت تلك العمليات بتدمير عربة همر أميركية و5 سيارات دفع رباعي بعضها مزود بأسلحة رشاشة.

ويهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" من تحريك خلاياه النائمة في المناطق التي خسرها لحساب "قسد" إلى توجيه رسائل عسكرية ومعنوية. فالتنظيم يريد تشتيت جهود "قسد" وحلفائها، التي تحاول القضاء على أخر جيوبه شرقي نهر الفرات. كما يريد استعادة الأضواء بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها، عبر تسخير اهتمام الإعلام والرأي العام بعملياته التي تستهدف القوات الأجنبية، أضافة إلى القول إن شوكته ما تزال قوية حتى في المناطق التي خسرها.

وتنقسم خلايا "داعش" في مناطق سيطرة "قسد" إلى قسمين؛ الأول خلايا مُشكّلة من عناصر التنظيم السابقين، ممن عادوا إلى قراهم بعد سيطرة "قسد" عليها من دون إثارة أي مشاكل أمنية مع الطرف المُسيطر، والقسم الثاني هي وحدات تابعة للتنظيم تتحرك بين مناطق سيطرته في البادية الشمالية لديرالزور ومناطق سيطرة "قسد" وهدفها تنفيذ عمليات محددة بناءً على المعلومات التي تقدم لها من القسم الأول، وبالاشتراك معه في التنفيذ.

وساهمت عوامل كثيرة في تصاعد عمل خلايا التنظيم؛ وأهمها، ترك قوات "قسد" عناصر التنظيم العائدين إلى مناطقهم من دون أي محاسبة أو رقابة أمنية، بل انضم الكثير منهم إلى صفوف "قسد" وبعضهم عمل في قسم الاستخبارات، ما أتاح للتنظيم معرفة تحركات "قسد" العسكرية وأهم أماكن تواجد القوات الأجنبية، وسهل من عمليات استهدافها.

قلة الخبرة الأمنية، ووجود أطراف مناوئة لـ"قسد" كقوات النظام التي تتبع أسلوباً أمنياً يعتمد على الخلايا النائمة، وكذلك بعض المجموعات المحلية الرافضة لوجود "قسد"، باتت عوامل تتسبب بالتخبط ضمن صفوف "قسد"، وسط عدم قدرتها على تحديد الأطراف خلف العمليات الأمنية والعسكرية المضادة لها، ولا الأولوية بطرق التعامل معها.

واتخذت "قسد" الكثير من الإجراءات للقضاء على تلك الخلايا، والحد من عملياتها، في الفترة الأخيرة. ونفّذت "قسد" حملة اعتقالات طالت الكثير من عناصر تنظيم "الدولة" المقيمين في مناطق سيطرتها، وفرضت حظراً للتجوال الليلي في بعض المناطق، ونشرت المزيد من الحواجز والدوريات العسكرية، كما شددت على إجراءات دخول النازحين الهاربين من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطقها، تخوفاً من وجود عناصر للتنظيم هدفهم تنفيذ عمليات أمنية أو عسكرية ضد قواتها.

ويمكن أن تساهم خطوات "قسد" الاحترازية بالتخفيف من الهجمات المضادة، ولكنها لن تتمكن من إيقافها بشكل كامل. ويعتبر القضاء على التنظيم عسكرياً في الجيوب المتبقية له كفيلاً بإيقاف تلك الهجمات، إلا أن إعادة التأهيل "الفكري" لعناصر التنظيم السابقين، ممن يحتمل أن يكونوا مصدر تهديد لـ"قسد" قد تبدو مهمة أكثر صعوبة وتعقيداً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها