الإثنين 2018/07/23

آخر تحديث: 09:26 (بيروت)

"حزب الله"يرفض اخلاء "مثلث الموت"..ويشارك بمعارك حوض اليرموك

الإثنين 2018/07/23
"حزب الله"يرفض اخلاء "مثلث الموت"..ويشارك بمعارك حوض اليرموك
يتوقع أن تبدأ تلك المليشيات تجنيد أبناء المنطقة في صفوفها (Getty)
increase حجم الخط decrease
تمكن النظام، وحليفه الروسي، من إنهاء ملف الجنوب بشكل شبه تام، بعدما أبرما إتفاقات متشابهة مع المعارضة، يمكن اختصار شروطها بقبول "التسوية" والخدمة في قوات النظام، أو التهجير إلى الشمال السوري. وتبقى المشكلة في الوجود اﻹيراني في الجنوب، والذي يعتبر إحدى أكبر القضايا العالقة، مستحيلة الحل، بحسب مراسل "المدن" خالد الزعبي.

وتعتبر منطقة "مثلث الموت" التي تربط أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، اﻷكثر أهمية ﻹيران ومليشياتها في الجنوب السوري، لقربها من الجولان المحتل. وبدت سياسة المليشيات الموالية لإيران أكثر وضوحاً بعدما رفضت الخروج من "مثلث الموت" الذي تسيطر عليه مليشيا "حزب الله". وعلى الرغم من توقيع فصائل المعارضة في "مثلث الموت" على اتفاق "تسوية" وتسليم جزء من سلاحها الثقيل، أصرت المليشيات الموالية لطهران على البقاء في المنطقة.

مصادر معارضة، قالت لـ"المدن"، إن "حزب الله" يرفض اﻹنسحاب من قرى وبلدات ديرالعدس والهبارية وديرماكر والدناجي وحمريت، وكذلك من تلال مرعي وفاطمة وتلة أيوبا المحيطة بتلك البلدات والقريبة من الجولان. وأشارت المصادر إلى أن ممثلي المعارضة كانوا قد حضروا اجتماعات في بلدة جبا في ريف القنيطرة الأوسط، مع عرابة "المصالحات" كنانة حويجة، وضابط روسي، وقائد "اللواء 90" ورئيس فرع "اﻷمن العسكري" في سعسع، بهدف إيجاد آلية لعودة اﻷهالي إلى القرى والبلدات التي يسيطر عليها الحزب بعد انسحابه منها.

واستمرت اﻹجتماعات ليومين، من دون التوصل إلى اتفاق، في الوقت الذي قال فيه الضابط الروسي إن التواصل لإخراج "حزب الله" من المنطقة، سيكون مع الرئيس بشار اﻷسد، ورئيس "الأمن القومي" اللواء علي مملوك، خلال اﻷيام القليلة المقبلة.

ولا يبدو إخراج المليشيات الموالية لطهران من "مثلث الموت" مهمة سهلة بالنسبة لروسيا والنظام، خاصة بعدما بدأت تلك المليشيات انتشارها في ريف درعا الشرقي، ومحاولاتها الحثيثة اﻹجتماع مع قيادات معارضة هناك.

مصادر معارضة شرقي درعا، قالت لـ"المدن"، إن قيادات من "حزب الله" دخلت إلى المنطقة، وطلبت التواصل واﻹجتماع مع قيادات من المعارضة في بلدة صيدا شرقي درعا، ولم يعرف الهدف من تلك الدعوة. وحاول بعض العناصر من أبناء مدينة بصرى الشام، من العاملين ضمن صفوف "حزب الله"، دخول صيدا، لكن القوات الروسية منعتهم. وتزامن ذلك مع إرسال مجموعات من الحزب إلى ريف درعا الغربي للمشاركة في المعارك التي تخوضها مليشيا "قوات النمر" ضد "جيش خالد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في منطقة حوض اليرموك.

دخول "حزب الله" المعركة في حوض اليرموك يعني أن هدفه التمدد في المنطقة، والانتشار بشكل أوسع بالقرب من المثلث الحدودي مع الجولان واﻷردن، ما يزيد من المخاوف اﻷردنية من استبدال "داعش" هناك بمليشيات إيرانية لا تقل خطراً عن وجود التنظيم على الأمن الأردني.

ويعتبر دخول تلك المليشيات المعركة في حوض اليرموك، بعد فشل "قوات النمر" في تحقيق أي تقدم يذكر ضد "جيش خالد"، وتكبدها خسائر تجاوزت الـ100 بين قتيل وجريح، سبباً في إحراج روسيا، التي سبق وتعهدت إبعاد تلك المليشيات عن الحدود مع اﻷردن والجولان.

ومن المتوقع أن تبدأ تلك المليشيات العمل في المستقبل القريب على تجنيد أبناء المنطقة ضمن قوات محلية تعمل لصالحها، خاصة أن بعض قيادات النظام التي شاركت في الحملة اﻷخيرة على الجنوب، من الموالين ﻹيران، ويذكر هنا العميد صالح العبدالله، والرائد دريد العوض، ما يسهل على إيران ومليشياتها عملية التجنيد المرتقبة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها