الأحد 2018/07/22

آخر تحديث: 21:06 (بيروت)

هآرتس:ليطمئن الأسد.. فلا خطر عليه من إسرائيل

الأحد 2018/07/22
هآرتس:ليطمئن الأسد.. فلا خطر عليه من إسرائيل
خط الفصل قُسم إلى 3 قطاعات يسيطر النظام على 2 منها (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأحد، إن إنقاذ إسرائيل لحوالي 800 عنصر من الدفاع المدني السوري المعروفين باسم "الخوذ البيضاء"، أتى في وقته، مع الأخذ بالاعتبار أنه كانوا سيتعرضون لمجزرة من قبل قوات النظام السوري.

وقالت في مقال للصحافي زفي بارئيل، إن العملية كانت عبارة عن تعاون بين الجيش الإسرائيلي والأردن والولايات المتحدة ودول أخرى، إضافةً إلى "فرسان الجولان" كميليشيا مدعومة من قبل إسرائيل. وأضافت أنه بعد إخلاء المقاتلين، وعودة المدنيين الذين كانوا نازحين على حدود إسرائيل إثر سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري، كان القلق على حياة عناصر "الخوذ البيضاء"، بحسب الكاتب، "مسوغاً".

ورأى الكاتب أن دور إسرائيل في عملية إنقاذ العناصر الثمانمئة يشكل "إيماءة مهمة جداً"، لكنها ليست كافية. فحياة آلاف المدنيين الذي أصبحوا تحت سيطرة النظام السوري في الأيام الماضية، لا تزال بخطر. هؤلاء لا يستطيعون اللجوء إلى الأردن الذي أغلق حدوده ويطالب بعودة النازحين على حدوده إلى منازلهم بعد سيطرة النظام السوري على معظم المنطقة الحدودية معه.

وتابع أن الخطوة المقبلة ستكون نشر القوات السورية على طول الخط الفاصل في هضبة الجولان السورية، وعودة مراقبي الأمم المتحدة. ومن المقرر أن ينتشر اللواءان السوريان 961 و90 إضافة إلى الشرطة العسكرية الروسية حتى خط الفصل. وهذا سيحصل بعد أن تغادر المليشيات إلى إدلب، بينما يبقى كل من يقبل بتسليم سلاحه.

صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية قالت إن الخط الفاصل سينقسم إلى 3 قطاعات. الأول، قطاع قريب من إسرائيل، ومنزوع السلاح تحت سلطة الأمم المتحدة والشرطة العسكرية الروسية. القطاع الثاني يبدأ من مسافة 10 كيلومترات داخل الحدود السورية سيتواجد فيه 350 دبابة و3000 ألاف من قوات النظام مسلحين بأسلحة خفيفة. فيما ستكون قوات النظام قادرة على نشر 650 دبابة و4500 عنصر، إضافةً إلى مدفعية محدودة المدى، في القطاع الثالث.

وقال الكاتب إن الاتفاق بين روسيا وإسرائيل، يتضمن أيضاً السماح لقوات النظام السوري بالقيام بعمليات ضد تنظيم "داعش" المتواجد قرب نهر اليرموك، لكن سيكون على هذه القوات العودة إلى قواعدها عند انتهاء القتال. القوات الروسية ستسيطر على تل الحارة الذي يرتفع حوالي 1200 متر فوق سطح البحر، وهي أعلى نقطة في الجولان. من هذه النقطة ستكون قادرة على مراقبة تنفيذ اتفاق فصل القوات.

ميليشيا "فرسان الجولان" ستكون أيضاً قادرة على القيام بعمليات في منطقة الفصل. بحسب تقرير نشره موقع "انترسبت"، يتلقى "الفرسان" مساعدات وأسلحة وتدريب من قبل إسرائيل. وهذا يظهر في إحدى الصور المنشورة على صفحتهم على "فايسبوك" والتي تظهر شاحنة محملة بمساعدات تحمل شعار "إسرائيل". وبحسب الموقع، فإن الميليشا جرى إنشاؤها لتعمل في الجولان على غرار "جيش لبنان الجنوبي" الذي أنشأته إسرائيل، لمحاربة دخول حلفاء إيران إلى هذه المنطقة.

ونقل موقع "انترسبت" عن مصدر سوري، أن الميليشيا اعترضت في البداية على تدخل إسرائيل، "لكن الناس باتوا ينظرون بإيجابية إلى إسرائيل، التي تدفع لهم مرتبات شهرية، وتقدم لهم الغذاء والدواء والماء".

وقالت "هآرتس" إن الاتفاق الجديد في الجولان يسمح لـ"فرسان الجولان" بالعمل في المنطقة منزوعة السلاح، بشرط عدم الاشتباك مع قوات النظام السوري. اتفاق مشابه يسود في منطقة بيت جن، حيث الميليشيات التي تنسق مع إسرائيل تعمل تحت إمرة قائد يُعرف باسم "مورو".

وبحسب هذه التقارير، يبدو أن تدخل إسرائيل في سوريا هو أعمق بكثير وأوسع مما اصطلح على تسميته "مساعدات إنسانية". التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا والأردن، مشاركة إسرائيل بشكل مباشر بالنقاشات الروسية حول التخفيف من الأزمة السورية، وقدرة إسرائيل على التأثير على التحركات التكتيكية في الجولان يجعل منها شريكاً غير مباشر ولكن ذي أهمية بالنسبة لنظام الأسد، الذي يستطيع اليوم أن يرتاح متأكداً بأنه لا خطر عليه من إسرائيل، يختم الكاتب مقاله.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها