الأربعاء 2018/07/18

آخر تحديث: 08:29 (بيروت)

كفريا والفوعة: اتفاق الإخلاء النهائي

الأربعاء 2018/07/18
كفريا والفوعة: اتفاق الإخلاء النهائي
سيخرج عناصر المليشيات بأسلحتهم الخفيفة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
وصلت 100 حافلة على الأقل، فجر الأربعاء، إلى معبر العيس في ريف حلب الجنوبي الفاصل بين مناطق المعارضة والنظام، في طريقها إلى بلدتي كفريا والفوعة المُحاصرتين في ريف إدلب لنقل المسلحين والأهالي منهما، تطبيقاً للاتفاق الذي جرى بين المعارضة والنظام، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ومن المفترض أن يبدأ الطرفان بتطبيق بنود الاتفاق، الأربعاء، الذي يضمن خروجاً نهائياً لأهالي ومسلحي بلدتي الفوعة وكفريا، المقدر عددهم بـ6 آلاف، مقابل خروج 1500 معتقل من سجون النظام، بينهم مسلحون أسروا خلال معارك الزبداني ومضايا، والقسم الأكبر منهم مدنيون.

ويأتي الاتفاق الجديد حول بلدتي كفريا والفوعة بعد أيام قليلة من تهديد "هيئة تحرير الشام" وفصائل معارضة أخرى في ادلب باجتياح البلدتين، في حال لم تتم الموافقة على الخروج النهائي منهما. وفعلاً جرت اشتباكات متقطعة في محيطهما خلال اليومين الماضيين، وشهدت المناطق المحيطة بالفوعة وكفريا تحضيرات عسكرية للمعارضة، ونزح أهالي القرى القريبة تخوفاً من وقوع المعارك.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن "تحرير الشام" قادت مفاوضات الفوعة وكفريا (معها ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة في إدلب) مع ممثلين للنظام وايران، بوساطة تركية–روسية. وسيخرج عناصر المليشيات من البلدتين بأسلحتهم الخفيفة فقط. ومن بين المعتقلين الذين سيتم الافراج عنهم أكثر من 30 عنصراً من "تحرير الشام" أسروا في معارك مع المليشيات في وقت سابق في ريفي حلب ودمشق.

المصدر ذاته أكد أن بلدتي الفوعة وكفريا شهدتا، الثلاثاء، انفجارات متتالية تبعها تصاعد أعمدة الدخان، ناتجة عن تدمير المليشيات لمستودعات الأسلحة والذخيرة التي لا يمكن إخراجها.

اتفاق الفوعة كفريا النهائي، كان قد سبقه اتفاقات مقايضة بين النظام والمعارضة منذ أواخر العام 2016. الاتفاق الأول، تضمن خروج المعارضة من أحياء حلب الشرقية مقابل خروج أربعة آلاف شخص من الفوعة وكفريا باتجاه مدينة حلب، تم إسكان القسم الأكبر منهم في الأحياء الشرقية ومركز الإيواء في جبرين شرقي حلب. والاتفاق الثاني "اتفاق المدن الأربع" وتوسطت فيه قطر في نيسان/أبريل 2017، وتضمن حينها خروج مقاتلي المعارضة في مضايا والزبداني وعائلاتهم إلى إدلب، مقابل خروج جزء من مليشيات كفريا والفوعة وعائلاتهم إلى حلب، وإطلاق سراح نحو 750 معتقلاً من سجون النظام.

الاتفاق الثالث جرى مطلع أيار/مايو 2018، لإخراج 1500 شخص من الفوعة وكفريا، بينهم عناصر مليشيات، مقابل إخراج جميع المحاصرين من مخيم اليرموك مع عوائلهم، وإطلاق سراح نصف عدد أسرى قرية اشتبرق في ريف جسر الشغور. ورفض أهالي كفريا والفوعة الخروج الجزئي حينها، واحتجزوا حافلات النقل داخل البلدتين لساعات، قبل أن يتم تطبيق الاتفاق بشكل جزئي. وخرج حينها 21 شخصاً فقط من كفريا والفوعة، وهم في الغالب مصابون ومرافقوهم، مع الأسرى من اشتبرق وعددهم 42، مقابل 108 مقاتلين من المخيم إلى جانب 17 امرأة و16 طفلاً.

ولم يصدر حتى اللحظة عن "تحرير الشام" أو فصائل المعارضة المسلحة توضيحات بخصوص الاتفاق النهائي، كما أن المعلومات حول بنود الاتفاق في الأوساط الموالية شحيحة. ومن المرجح أن يتم توزيع أهالي الفوعة وكفريا، بعد إخلائهم، على مراكز إيواء أعدت خلال الأيام القليلة الماضية في حسيا والناصرية من ريف حمص.

وانقسمت الأوساط المعارضة بين مؤيد ومعارض للاتفاق النهائي؛ بين قائل إن قبول إيران والنظام بالاتفاق يعني عدم وجود نية لمهاجمة ادلب، بعدما كانت الفوعة وكفريا الشماعة الأبرز التي استخدمتها المليشيات في الترويج لاجتياح ادلب خلال الفترة الماضية، وبين قائل إن الاتفاق هو خسارة للورقة الأخيرة بيد المعارضة، ومن المحتمل أن يكون بداية خسارة إدلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها