الأربعاء 2018/07/18

آخر تحديث: 09:12 (بيروت)

احتجاجات في الباب على رئيس "هيئة التفاوض": "الحريري ضفدع"

الأربعاء 2018/07/18
احتجاجات في الباب على رئيس "هيئة التفاوض": "الحريري ضفدع"
(المدن)
increase حجم الخط decrease
شهدت مدينة الباب في منطقة "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي الشرقي، الثلاثاء، احتجاجات واسعة بسبب زيارة رئيس "هيئة التفاوض" نصر الحريري، والوفد المرافق له،  بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ورفع المحتجون لافتات طالبت بطرد الحريري من المنطقة، واتهموه بالتسويق لعمليات التفاوض مع المحتل الروسي كما جرى في درعا، وطالبوا بمحاسبة "فرقة الحمزة" التي أمنت الحماية للوفد، ومحاسبة رئيس مجلس مدينة الباب المحلي الذي سمح للوفد بالدخول إلى المنطقة.

وكانت "فرقة الحمزة" قد دعت، الاثنين، الناشطين والمهتمين في "درع الفرات" لحضور ندوة حوارية تناقش التطورات السياسية والعسكرية في الساحة السورية، والتي كان مفترضاً أن يتحدث خلالها الحريري عن تطورات المشهد السياسي بشكل عام، ويجيب على أسئلة الحاضرين المتعلقة بملف المفاوضات التي تجريها "الهيئة".

ووصل الحريري إلى الباب، بعد زيارة قصيرة إلى مدينة الراعي، وكان برفقته رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" عبد الرحمن مصطفى، ونائبه بدر جاموس، والأمين العام للائتلاف نذير الحكيم، ورئيس "الحكومة السورية المؤقتة" جواد أبو حطب. واجتمع الوفد في مقر المجلس المحلي للمدينة، مع ممثلين عن المجالس المحلية، وغرفة التجارة والصناعة في الباب، والشرطة، وعدد من قادة الفصائل.

وكان مقرراً أن تنعقد الندوة في مركز تعليمي بالقرب من مشفى الحكمة بعد انتهاء الاجتماع، لكن المحتجين منعوا الوفد من الوصول إلى الموقع، أو التجول بحرية بعد خروجه من المجلس المحلي، وتظاهروا أمام المبنى. وطارد المحتجون سيارات الوفد داخل مدينة الباب. وجرت صدامات بين المحتجين ومسلحين يتبعون لـ"فرقة الحمزة" كانوا يؤمنون الحماية للوفد، الذين أطلقوا الرصاص في الهواء.

وغادر الوفد مدينة الباب بعدما توسعت الاحتجاجات، وعاد عدد من المحتجين إلى مقر المجلس المحلي، وقاموا بتكسير زجاج النوافذ، وكتبوا عبارات ضد الوفد: "الحريري ضفدع" و"مجلس ضفادع عار على الثورة" و" الباب ليست مستنقعاً للضفادع".

الاحتجاجات خرجت عن سيطرة المنظمين لها خلال الساعات الأخيرة، بسبب دخول عدد من الأشخاص إلى صفوف المحتجين، بدا أنهم على عداء شخصي مع المجلس ورئيسه، ممن قاموا بتكسير زجاج نوافذ وأبواب المجلس، ما استدعى تدخل قوات الشرطة والأمن العام. وانسحب منظمو الاحتجاج من المكان، وبقيت مجموعة من المُحتجين أمام مبنى المجلس، لتتدخل القوات التركية لفض الاحتجاجات ونشرت عدداً من المدرعات لحماية الموقع.

عضو "تنسيقية مدينة الباب" باري عبداللطيف، أكد لـ"المدن"، أن "مجلس ثوار مدينة الباب" اجتمع، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مع مسؤولين أتراك، وناقشوا أسباب زيارة وفد الحريري إلى المدينة، والاحتجاجات ضدها. وقال عبداللطيف إن المسؤولين الأتراك أكدوا لأعضاء المجلس  أن المنطقة غير قابلة للمساومة مع أي طرف، وهي الحزام الآمن للشمال السوري وتركيا من المنظمات الارهابية، وأن هذه الزيارة تمت من دون تنسيق مسبق، وستتم محاسبة المسؤولين عن هذا التصرف غير المسؤول. وتم الاتفاق على تهدئة الشارع وعدم الانسياق وراء الفتن، وأن يمارس المجلس المحلي عمله لمصلحة المدينة عامة.

"الائتلاف الوطني" أكد أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقة والتواصل الدائم مع كافة المؤسسات العاملة في المناطق المحررة، وأكد أن ذلك سيساهم في رسم خطة موحدة لتحقيق أهداف الثورة السورية لنيل الحرية والكرامة وإسقاط النظام، وأكد أن الجولة تسبق خطوة سيقوم بها الائتلاف في المنطقة تتمثل في فتح مكاتب متعددة في المنطقة، وأول تلك المكاتب سيكون في مدينة الراعي.

وأوضح بيان المكتب الإعلامي للائتلاف أن الحريري قدم خلال اللقاء شرحاً حول مجريات العملية السياسية والنتائج الأخيرة، وأكد أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر تطبيق بيان جنيف والقرار 2254، كما أكد على ضرورة الاهتمام بالوضع الداخلي وعلى مستوى الثورة السورية بشكل خاص، لإعادة ترتيب الصفوف والتحضير بشكل جيد لمواجهة التحديات القادمة.

قائد "جيش الشمال" رشيد زعموط، قال لـ"المدن"، إن زيارة الحريري الى منطقة "درع الفرات" ليست امراً عبثياً، ولها مدلولاتها الخطيرة، وهي بمثابة جس نبض للشارع المعارض في المنطقة،  ومدى تقبله للمشروع الروسي، و"المصالحة" مع النظام مستقبلاً. وبحسب زعموط، تأتي الزيارة أيضاً بهدف استعادة الأضواء والمشروعية التي فقدتها "هيئة التفاوض" مؤخراً بعد خسارة حوران، والمواقف المهينة التي اتخذتها "الهيئة" التي تضم أعضاء غير مرغوب بهم. إذ تهدف الزيارة، بحسب زعموط، إلى مزاحمة الجانب التركي على ادارة المنطقة بدعم روسي والقفز الى الامام والاحتماء بالروس وقطع الطريق على تركيا بمباركة بعض الشخصيات أصحاب المصالح الخاصة والفئوية بالمنطقة وخاصة ممن يشعرون ان السياسة التركية لفظتهم أو ستلفظهم في المستقبل القريب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها