الثلاثاء 2018/07/17

آخر تحديث: 13:41 (بيروت)

"المدن": فتح وحماس سلمتا مصر أوراقاً للمصالحة

الثلاثاء 2018/07/17
"المدن": فتح وحماس سلمتا مصر أوراقاً للمصالحة
Getty ©
increase حجم الخط decrease

كشف مصدر سياسي مطلع، لـ"المدن"، عما دار في لقاءات وفدي حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة- كل على حدة- مع مسؤولي المخابرات المصرية في العاصمة القاهرة قبل أيام.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن حركة "فتح" قدمت للمصريين رؤية مكونة من أربع صفحات وتتضمن عشرة نقاط بغية التقدم في المصالحة، فيما قدم وفد "حماس" في اليوم التالي رؤية الحركة المكونة من ثلاث نقاط مركزية. وتحاول مصر الآن الجمع بين الرؤيتين ضمن مبادرة وسطية لتحريك المصالحة، لتسهيل تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط للسلام نيكولاي ميلادونوف بشأن حل أزمات غزة.

ويتمحور جوهر رؤية "فتح" التي قُدمت للقاهرة باسم منظمة "التحرير الفلسطينية" على ضرورة تنفيذ "حماس" اتفاقات المصالحة الموقعة سابقاً، فضلاً عن تمكين الحكومة في القطاع، في حين تركزت نقاط "حماس" الثلاثة على وقف اجراءات السلطة الفلسطينية العقابية ضد غزة، وثانياً؛ تشكيل حكومة وحدة وطنية مشكلة من الفصائل (ليست تكنوقراط)، وثالثاً؛ عقد الإطار القيادي المؤقت لـ"منظمة التحرير".

وبحسب المصدر، فإن مصر رحبت بالورقتين، وعبرت عن أن هناك افكاراً واقعية فيهما يمكن العمل عليها. لكن المصدر تساءل ما إذا كانت هذه الأوراق التي قدمتها فتح وحماس تهدف فعلاً للخروج من عنق الزجاجة؟.. أم أنها مجرد مناورة فلسطينية جديدة؟ فالسلطة ربما تريد العودة لغزة للإشراف على مشاريع غزة القادمة التي ستنفذها الأمم المتحدة، علاوة على الإلتفاف على الخطة الأمريكية الرامية إلى جعل غزة مركز الحل. بينما تناور "حماس"، وفق المصدر، لكسب الوقت ورفع الحصار، ما يعني أن الفجوة لا تزال كبيرة بين الحركتين.

وحول المبادرة المصرية، يقول المصدر إن المصريين لم ينهوا الخطوط العامة للمبادرة، فهم سمعوا من حركتي "فتح" و"حماس" لكنهم يواصلون اتصالاتهم وتحذيراتهم لكل من الحركتين.

ولا يبدو أن القاهرة ستغامر بإعلان مبادرتها الجديدة بشان المصالحة إلا إذا وجدت سوقاً لها، كما يعتقد المصدر السياسي، فإذا وجدت أرضية مشتركة ستعلن المبادرة وستدعو للقاءات جديدة في القاهرة.

وأما في حال لم تعلن المُبادرة المصرية، فيتوقع المصدر أن تلجأ القاهرة للأسلوب السابق وهو التدرج في المصالحة، رغم أنه فشل، ولكنها ستحاول استخدامه مرة اخرى. لذا، لا يستبعد عقد لقاءات جديدة بين الحركتين في الفترة القادمة لكسر الجمود.

وحول دوافع الجهد المصري الجديد في المصالحة الفلسطينية، يقول المصدر إن النظام المصري يخشى من اندلاع حرب رابعة في غزة ستؤدي إلى انفلات الأمور الأمنية وبشكل يضر الأمن القومي لمصر، كما أن الأخيرة مرتبكة من الخطة الأميركية التي تجعل الثقل والعبء على مصر وحدها في الحل المركزي بغزة، ما دفع الأخيرة لهذا الجهد في المصالحة.

ويتابع المصدر "سنرى كثيراً من الحراك في المصالحة وقليلاً من الحركة... لن نرى مصالحة.. ولكن سنشهد حراكا جديدا ولقاءات وربما يحدث تقدم في اطار التدرج".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها