الخميس 2018/07/12

آخر تحديث: 08:24 (بيروت)

"داعش" يدخل حيط...هل بدأت معركة حوض اليرموك؟

الخميس 2018/07/12
"داعش" يدخل حيط...هل بدأت معركة حوض اليرموك؟
ساحة للحرب بين دول وأطراف متعددة (محمد العجمي)
increase حجم الخط decrease
دخلت التطورات في الجنوب السوري فصلاً يبدو أكثر تعقيداً، بعد وصول الاشتباكات إلى منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي والتي يسيطر عليها "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وبعد أقل من شهر على بداية معركة الجنوب، في 19 حزيران/يونيو، نجحت قوات النظام بعقد اتفاقيات "مصالحة" مع فصائل المعارضة، جعلتها تصل إلى حوض اليرموك، وتبدأ الانتشار على خطوط التماس مع "جيش خالد". وسيطرت المليشيات على بلدات زيزون وتل شهاب والعجمي ومساكن جلين، بعد انسحاب فصائل المعارضة منها بموجب اتفاقات بين الطرفين. هذا الانتشار لم يكتمل بهدوء، بعدما استهدفت سيارة مفخخة تجمعاً لقوات النظام قرب "سرية زيزون". ونقل إعلام تنظيم "الدولة الإسلامية" بياناً باسم "ولاية حوران" يعلن المسؤولية عن العملية، في أول ظهور لهذا المسمى الجديد إعلامياً، والذي قد يضع نهاية لمسمى "جيش خالد بن الوليد".

وبعد ساعات قليلة من انتشار وسيطرة قوات النظام على نقاط التماس في حوض اليرموك، شنّ "جيش خالد" هجوماً واسعاً على بلدة حيط، آخر معاقل فصائل المعارضة داخل حوض اليرموك، واستطاع تحقيق تقدم واسع في داخلها. واستفاد التنظيم من انسحاب جميع فصائل المعارضة من البلدة في وقت سابق، وبقاء أعداد قليلة من المقاتلين من أبنائها خوفاً من حصارهم داخلها قبيل سيطرة قوات النظام على بلدة زيزون على الطرف المقابل للبلدة من وادي اليرموك.


(المصدر:LM)

وشاركت الطائرات الروسية ومروحيات البراميل في استهداف مواقع "جيش خالد" في بلدتي جلين وسحم الجولان، اللتين انطلق منهما باتجاه بلدة حيط. وألقت المروحيات أكثر من 50 برميلاً متفجراً على بلدة سحم الجولان وحدها، ما تسبب بمقتل امرأة وجرح أكثر من 25 مدنياً بينهم أطفال، ونزوح عشرات الآلاف عن البلدة إلى عمق حوض اليرموك، وبين السهول الزراعية.

"جيش خالد" الذي بحث طوال الأسابيع الماضية عن دور له في معركة الجنوب وصلته المعارك إلى معاقل سيطرته الأساسية، بعد اتفاقيات "المصالحة" الذي أجرتها فصائل المعارضة مع النظام، بوساطة روسية، والتي كان تسليم الفصائل لخطوط تماسها مع "جيش خالد" في حوض اليرموك إلى قوات النظام شرطاً رئيسياً. ومع ذلك، لا يبدو في المرحلة الحالية أن قوات النظام مستعدة لمعركة واسعة في المنطقة، على الرغم من تجهيزها المستمر لها.

وظهر التجهيز بشكل واضح في افتتاح الطريق الواصل بين مدينة درعا وبلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، بعد إغلاقه منذ أكثر من 3 سنوات. ويمنح افتتاح الطريق قوات النظام خط إمداد من مدينة درعا وصولاً إلى حوض اليرموك، مروراً ببلدتي اليادودة والمزيريب، عوضاً عن الطريق الذي كانت تسلكه في محاذاة الشريط الحدودي مع الأردن. ودفعت مليشيات النظام بعشرات الدبابات وعربات الشيلكا ونشرتها على أطراف وادي اليرموك من الجانب الشرقي، لتستهدف بها بلدتي جلين وسحم الجولان، وكذلك بلدة حيط في حال استطاع "جيش خالد" السيطرة عليها.

وما يؤجل معركة حوض اليرموك في الوقت الراهن، هو تعقيد الجبهات الأخرى التي ما زالت تربط بين "جيش خالد" وفصائل المعارضة. إذ تعتبر مدينة نوى وبلدة الشيخ سعد خط التماس الأهم بين الطرفين، وما زالتا خارج دائرة المفاوضات مع قوات النظام، ولا بوادر قريبة لتنازل فصائل المعارضة عنها. هذا بالإضافة إلى أن "جيش خالد" يملك خط تماس مع محافظة القنيطرة غربي مدينة نوى، حيث قوات النظام ما زالت بعيدة. لذا، فإن احتمال شن قوات النظام لعمل عسكري بهذا الحجم انطلاقاً من منطقة مساكن جلين فقط، هو خيار مستبعد في المرحلة الحالية، إلا إذا أفضت المفاوضات مع فصائل المعارضة إلى دور لها في المعركة إلى جانب قوات النظام.

تعقيد المرحلة الحالية من معركة الجنوب، يكمن بتواجد ثلاثة أطراف رئيسية تتداخل المواجهات العسكرية في ما بينها، قوات النظام والمليشيات الموالية، وفصائل المعارضة، و"جيش خالد". وفي حال تمددت المواجهات العسكرية إلى تل الجابية على أطراف مدينة نوى، سنكون أمام دخول "هيئة تحرير الشام" كطرف رابع في المعركة، إذ يعتبر التل الاستراتيجي معقلها الأبرز في الجنوب. وستقترب بذلك المعركة أكثر فأكثر من حدود الجولان المحتل، ما يجعل الجيش الإسرائيلي هو الطرف الخامس المحتمل فيها. وبدأت بوادر لعب الجانب الإسرائيلي دوراً في هذه المرحلة من المعركة بالظهور، بعدما أسقطت الدفاعات الإسرائيلية طائرة من دون طيار، اخترقت أجواء الجولان المحتل، الأربعاء، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس، أهدافاً قرب بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي.

منذ إعلان قوات النظام تجهيزها لعمل عسكري في جنوب سوريا، يترقب معظم المحللون الطبيعة التي ستكون عليها المعركة عند اقترابها من الجولان المحتل، بينما يترقب أهالي حوض اليرموك المصير الذي ينتظر منطقتهم، بعدما باتت الرقعة الجغرافية التي لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلومترات مربعة، ساحة للحرب بين دول وأطراف متعددة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها