الثلاثاء 2018/07/10

آخر تحديث: 09:23 (بيروت)

"داعش" يستهدف"جيش النخبة":من الفوضى إلى الاستنزاف

الثلاثاء 2018/07/10
"داعش" يستهدف"جيش النخبة":من الفوضى إلى الاستنزاف
إعدام من دون اشتباك (انترنت)
increase حجم الخط decrease
قُتِلَ 9 عناصر من "هيئة تحرير الشام" في هجوم مسلح تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، ليل الإثنين، استهدف مقراً لكتيبة تابعة لـ"جيش النخبة" في ريف حلب الجنوبي الغربي. واعتبرت العملية الأمنية التي نفذها التنظيم الأكثر إيلاماً لـ"تحرير الشام" منذ بدء حملة الاغتيالات في إدلب وحلب، إذ اتضح معها مدى الاختراق الذي تعاني منه "الهيئة"، وقدرة التنظيم في الالتفاف على الحملة الأمنية المُنفذة ضده بتغيير تكتيك عملياته.

ووقع الهجوم في جمعية ريف المهندسين السكنية بالقرب من منطقة ايكاردا القريبة من طريق حلب-دمشق الدولي. ومن بين قتلى الهجوم قائد الكتيبة "أبو بكر الحمصي"، وهو من المؤسسين الأوائل لـ"جيش النخبة" وله مشاركة كبيرة في معارك "جبهة النصرة" في مدينة حلب وريفي حلب الشمالي والجنوبي، وكان له دور كبير في إدارة عمليات الهجوم الذي شنته "تحرير الشام" ضد "جبهة تحرير سوريا" قبل مدة.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن إعدام عناصر كتيبة "جيش النخبة" رمياً بالرصاص، حصل من دون اشتباك، و نفذها عناصر من الكتيبة ذاتها يعملون لصالح خلايا التنظيم في إدلب، ممن اختاروا التوقيت المناسب لتنفيذ العملية والانسحاب. وأوضح المصدر أن "تحرير الشام" استقدمت تعزيزات كبيرة إلى ريف المهندسين، وقطعت أوصال المنطقة، ناصبة حواجز أمنية على المداخل والمخارج للقبض على الخلية المنفذة.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تعرض لضربة قاسية في ادلب، خلال الأسبوعين الماضيين، مع الحملة الأمنية التي شنتها "تحرير الشام" و"تحرير سوريا" و"الوطنية للتحرير" و"فيلق الشام"، ما دفع التنظيم إلى تغيير تكتيكاته المتبعة في عمليات الاغتيال وجعلها مُركزة ونوعية. وخسر التنظيم خلال الحملة الأخيرة معظم خلاياه المنظمة، في سرمين، وادلب المدينة، وريفي ادلب الجنوبي والشمالي، بينهم قادة مجموعات، وخلايا خطف وسرقة مهمتها جمع التمويل اللازم لعمليات الاغتيال، وصانعي متفجرات وأحزمة وعبوات ناسفة، وعناصر مدربة على القنص. إذ استهدفت الحملة الأمنية أكثر من 250 عنصر من التنظيم بعضهم قتل في اشتباكات واعتقل بعضهم الآخر، كما جرت تصفيات ميدانية لقادة وعناصر.

الحملة الأمنية الأكثر عنفاً ضد للتنظيم كانت في سرمين وريفها، أهم معاقل خلاياه وقادته الذين قادوا الفوضى الأمنية وحملة الاغتيالات في ادلب خلال الشهور القليلة الماضية انطلاقاً من المنطقة التي تعتبر خزاناً بشرياً لأنصاره. وفي سرمين سبق ونفذ التنظيم عملية إعدام لعناصر من "تحرير الشام"، فبدت حينها أشبه بمنطقة نفوذ له، وتقع تحت سيطرته بالكامل.

وعثر في سرمين على مبالغ مالية هائلة في حوزة الخلايا، بالإضافة لمواد أولية خاصة بصناعة المتفجرات والعبوات، ومقابر لضحايا قتلتهم خلايا التنظيم بعد اختطافهم. وبرغم المساعي التي يبذلها وجهاء المنطقة للتخفيف من حدة الحملة الأمنية في منطقتهم، والتي عطلت حركة الأهالي، إلا أن الحملة ما تزال مستمرة مع تزايد عدد الحواجز وفرض حظر تجوال بين حين وآخر ما يعني أن هناك المزيد من الخلايا طليقة وبإمكانها تنفيذ العمليات.

أحداث سرمين كانت بداية انتقال التنظيم في ادلب من العمليات الأمنية العشوائية إلى عمليات منظمة ذات أثر أكبر على الفصائل. فقد كان هدف خلايا التنظيم في البداية خلق الفوضى الأمنية في ادلب، وإثبات وجودها، من خلال تنفيذ عمليات اغتيال عشوائية، وقتل عناصر حواجز من مختلف الفصائل، وزرع عبوات ناسفة، ودراجات مفخخة، واستهداف مواقع لا على التعيين.

إلا أن عملية اغتيال كتيبة "جيش النخبة" شكّلت صدمة بالنسبة لشرعيي وقادة "تحرير الشام" الذين طالبوا بالتصعيد ضد خلايا التنظيم، وانتقد بعضهم إجراءات تنسيب العناصر في صفوف "الهئية" والتي لا تخضع لمعايير أمنية. وهناك العشرات أو ربما المئات من العناصر الذين ضمتهم "تحرير الشام" إلى صفوفها للاستفادة منهم في القتال ضد "تحرير سوريا"، تقول المعارضة إن قسماً كبيراً منهم مرتبط بالأصل بخلايا التنظيم من بقايا "لواء الأقصى" وأسرى "الدولة الإسلامية" في معارك ريف حماة الشمالي الشرقي وريف ادلب الجنوبي الشرقي، ممن أطلقت "الهيئة" سراحهم.

وقد ينتقل المشهد الحالي في ادلب من الفوضى الأمنية إلى حرب استنزاف مكلفة بين التنظيم و"تحرير الشام" التي بدت صفوفها مخترقة. حرب قد تُعدُّ لتغيير عام في المشهد، لصالح مليشيات النظام. إذ أن تكتيك التنظيم الجديد يتزامن مع بروز ظاهرة "الضفادع" من عملاء النظام ممن بدأوا يروجون للمعركة المفترضة المقبلة التي ستخوضها مليشيات النظام في إدلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها