الأربعاء 2018/06/06

آخر تحديث: 12:30 (بيروت)

ديرالزور: "داعش" يصل مناطق سيطرته على جانبي الفرات

الأربعاء 2018/06/06
ديرالزور: "داعش" يصل مناطق سيطرته على جانبي الفرات
Getty ©
increase حجم الخط decrease
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" من السيطرة على بلدة الباغوز، بالقرب من الحدود السورية العراقية، بعد معارك عنيفة مع "قوات سوريا الديموقراطية" والقوات العراقية المساندة لها من الجانب الآخر على الحدود.

وجاءت سيطرة التنظيم بعدما شّن مقاتلوه هجوماً على نقاط قوات "قسد"، بدأ مساء الأحد الماضي، ومهّد التنظيم لتقدمه بتفجير ثلاث سيارات مفخخة وقصف مدفعي وصاروخي.

وخسرت "قسد" أكثر من 15 عنصراً، وقام التنظيم بسحب عدد من الجثث و "صلبها" في مدينة هجين الخاضعة لسيطرته، في حين قُتل أكثر من 11 عنصراً من التنظيم بينهم مقاتلون أجانب، وأغتنم مجموعة من الأسلحة والذخائر بينها عربة "هامر" أميركية، ودمر سيارة دفع رباعي وقاعدة صواريخ مضادة للدروع.

وتشهد مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في مدينة هجين، وقريتي السوسة والباغوز، حملة قصف جوي مكثف من طيران التحالف الدولي، أضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي مصدره القوات الأميركية والفرنسية المتمركزة في حقل العمر النفطي، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من المدنيين.

هجوم التنظيم شمال الفرات، كان متزامناً مع هجوم مشابه شّنه مقاتلوه ضد نقاط قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في بلدتي الجلاء والرمادي في ريف مدينة البوكمال الغربي جنوبي الفرات. وجاء الهجوم من محورين، الأول من جهة البادية الجنوبية للمحافظة، والثاني انطلاقاً من مدينة هجين عبر نهر الفرات باتجاه الأطراف الشمالية للبلدتين.

وتمكن "داعش" من السيطرة على أجزاء من البلدتين، ما ساهم بوصل مناطق سيطرته شمال نهر الفرات في مدينة هجين والسوسة وقرية الباغوز، بمناطق سيطرته جنوب الفرات والممتدة بين بادية محافظة حمص الشمالية الشرقية وبادية محافظة ديرالزور الجنوبية.

تنظيم "الدولة" استثمر عملية وصل مناطق سيطرته بين ضفتي نهر الفرات، بنقل مجموعة من قياداته التي كانت محاصرة في مدينة هجين إلى مناطق سيطرته في البادية الجنوبية للمحافظة مع عدد من عوائلهم؛ وتشير المعلومات المتوفرة "أن الشخصيات التي تم نقلها معظمها من قيادات الصف الأول في التنظيم".

مدير شبكة "ديرالزور-24 الإعلامية" فارس، قال لـ"المدن"، إن التنظيم يستميت في محاولة الإبقاء على الطريق الواصل بين مناطق سيطرته جنوب وشمال نهر الفرات ولو بشكل مؤقت، في محاولة لنقل أكبر عدد ممكن من قيادات التنظيم وعوائلهم المحاصرة من قبل "قوات سوريا الديموقراطية"، في هجين والسوسة باتجاه البادية الجنوبية التي تعتبر أكثر أمناً.

وأضاف فارس، أنه "من بين ما تم نقله إلى مناطق سيطرة التنظيم جنوب الفرات، كميات كبيرة من الأموال والذهب وعدد من الأسرى المهمين كانوا موجودين في مدينة هجين، وتتم عمليات النقل عبر زوارق يملكها التنظيم، تنقل الحمولة إلى ضفة الفرات من جهة بلدتي الجلاء والرمادي، ثم تتكفل آليات التنظيم بعدها بالعملية حتى قواعده في البادية".

محاولات التنظيم للحفاظ على النقاط التي أكتسبها في هجومه على ريف مدينة البوكمال الغربي، دفعته إلى محاولة تشتيت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، عبر شّن هجمات على معظم نقاط سيطرتهم في ريف ديرالزور الشرقي، ومن النقاط التي هاجمها التنظيم، محيط حقل التيم وبادية بلدة البوليل والأطراف الجنوبية لمدينة الميادين، ومحطة "تي-2" جنوب غرب البوكمال.

وخسرت قوات النظام أكثر من 40 عنصراً على الأقل في تلك المعارك، بينهم ثلاث من عناصر مليشيا "حزب الله" اللبناني، كما تمكن التنظيم من أسر عدد من عناصر مليشيا الدفاع الوطني، وتدمير عدد من الآليات واغتنام أسلحة وذخائر متنوعة.

وتحاول قوات النظام، منذ ليل الثلاثاء، استعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها، بدعم جوي روسي وبمشاركة مليشيات إيرانية وعراقية، عبر محاولة تطويق النقاط التي تقدم لها التنظيم من ثلاثة محاور، الأول انطلاقاً من مدينة البوكمال، والثاني من جهة بلدة الصالحية، أما المحور الثالث عبر البادية من جهة معيزيلة غرباً ومحطة "تي-2" شمال شرق.

هدف تنظيم "الدولة الإسلامية" من عملية وصل مناطق سيطرته بين ضفتي الفرات بات واضحاً، فالتنظيم يعي استحالة بقائه في مناطق مناطق شمال/شرقي الفرات في ظل الإصرار الأميركي على القضاء عليه هناك، ولا يجد خياراً أفضل من بادية ديرالزور الجنوبية لجعلها قاعدة انطلاق مستقبلية له، بعد تجميع ما تبقى لديه من إمكانيات بشرية ومادية هناك.

ومن الأسباب التي دفعت التنظيم إلى التركيز على مناطق جنوب الفرات، كانت ضعف خصمه المتمثل بالنظام والروس، مقابل خصومه شمال الفرات، الولايات المتحدة الأميركية و"قوات سوريا الديموقراطية"، كما أن طبيعة المنطقة المسيطر عليها من قبل التنظيم جنوباً تساعده على الصمود لعدم قدرة القوى المناوئة له على فرض سيطرة أمنية على كل تلك المساحات الشاسعة من الصحاري، على عكس مناطق شمال الفرات والتي هي عبارة عن مدن وقرى، يمكن السيطرة عليها مهما بلغت تحصينات التنظيم وقوته الدفاعية فيها.

انتقال التنظيم من مناطق شمال الفرات إلى جنوبه، قد يتم بمساعدة أطراف دولية مشتركة بالصراع السوري مثل الولايات المتحدة الأميركية، والتي ستستفيد من أمور عديدة، أولها انتهاء وجود التنظيم في مناطق نفوذها شمال الفرات، أما الفائدة الثانية، فهي وجود التنظيم كعامل عدم استقرار في مناطق نفوذ النظام وحليفيه الروسي والإيراني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها