شهدت أعداد النازحين من ريف درعا الشرقي تصاعداً كبيراً خلال الأيام الماضية، مع توسيع قوات النظام وحليفها الروسي لدائرة المدن والبلدات المستهدفة بالغارات الجوية والقصف المدفعي، ليطال مؤخراً بلدات الصورة وعلما والمسيفرة، بحسب مراسل "المدن" قتيبة الحاج علي.
"مجلس محافظة درعا الحرة" أعلن قرى وبلدات ريف درعا الشرقي مناطق منكوبة "بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، وأضاف في بيان: "نهيب بالمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وإيقاف هذه المحرقة، كما أننا نهيب بالمنظمات الإنسانية والإغاثية التدخل السريع لإغاثة هؤلاء المنكوبين والوقوف على احتياجاتهم وتلبية خدماتهم". ويعمل المجلس برفقة الدفاع المدني السوري وعدد من المنظمات على تأمين النازحين في مراكز إيواء ومخيمات تم إعدادها بشكل مستعجل.
الجهود المبذولة لتأمين العائلات النازحة داخل مناطق سيطرة فصائل المعارضة في درعا، تقابلها تحركات من قبل الهيئات المدنية التابعة للنظام ضمن مناطق سيطرته. وعلمت "المدن" من مصادر أهلية أن قوات النظام تعمل على إنشاء ثلاثة مخيمات للنازحين في المنطقة الممتدة بين بلدتي جباب وتبنة في ريف درعا، كما باشرت عمليات تنظيف وتجهيز المدارس في مدينتي الصنمين وازرع وأحياء درعا المحطة، لاستقبال العائلات النازحة، لكنها لم تفتح أبوابها بعد.
انتقال النازحين من مناطق سيطرة فصائل المعارضة إلى مناطق قوات النظام لا يبدو أمراً ممكناً في المرحلة الحالية، فالمساحة الواسعة للمناطق "الأكثر أمناً" الخاضعة للمعارضة في درعا ما زالت قادرة على احتواء النازحين رغم غياب كثير من الخدمات الإغاثية والإنسانية فيها.
تحرك النظام لإنشاء المخيمات ومراكز الإيواء يُذكّرُ بما حصل في الغوطة الشرقية إبان الحملة العسكرية عليها، إذ أقام النظام مراكز إيواء ما زال معظم النازحين يقيمون فيها إذ يرفض النظام السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
وتعطي هذه التحركات في المرحلة الحالية مؤشرات على استعداد قوات النظام لإعادة تطبيق التجربة نفسها في المنطقة الجنوبية، رغم أن أهالي الجنوب غير مضطرين للنزوح نحو مناطق سيطرة النظام.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها