الجمعة 2018/06/22

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

القصف على درعا يتسبب بأول موجة نزوح

الجمعة 2018/06/22
القصف على درعا يتسبب بأول موجة نزوح
يزيد عدد سكان هذه المناطق على مائة ألف نسمة (Getty)
increase حجم الخط decrease
مع استمرار قوات النظام ومليشياته باستهداف المدنيين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والغارات والبراميل المتفجرة في ريف درعا الشرقي، اضطر أهالي المنطقة للنزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً في العمق المحرر القريب من الحدود السورية-اﻷردنية، بحسب مراسل "المدن" سمير السعدي.

وطال القصف قرى وبلدات بصر الحرير، ناحتة، الحراك، المليحة الغربية والشرقية في الريف الشرقي من درعا، باﻹضافة لقرى وبلدات اللجاة. وشملت موجة النزوح مناطق من الريف الشمالي الغربي من محافظة درعا، والتي تعرضت لقصف مشابه، فاضطر أهالي كفرشمس وعقربا والحارة للتوجه إلى المخيمات القريبة من الحدود مع الجولان المحتل.

ويزيد عدد سكان هذه المناطق على مائة ألف نسمة، غادر أكثر من نصفهم منازلهم خلال اﻷيام القليلة الماضية.

اﻷزمة اﻹنسانية الخانقة التي يعيشيها الجنوب من الممكن أن تتحول إلى كارثة إنسانية تعصف بالمنطقة مع استمرار النظام بالقصف والتصعيد العسكري، وسط إغلاق الحدود في وجه الفارين من الحرب.

ويزداد الوضع اﻹنساني سوءاً مع انعدام القدرة على استيعاب المزيد من النازحين في العمق المحرر. مصادر محلية في القنيطرة ودرعا قالت إن المدارس والمساجد امتلأت بالنازحين، في حين أمضت عشرات العائلات ساعات طويلة بحثاً عن مأوى ولم تتمكن من ذلك ما دفعها ﻹفتراش السهول البعيدة عن مناطق القصف.

المخيمات القريبة من الجولان المحتل ليست بأحسن حال مع استمرار تدفق المزيد من العائلات من منطقة "مثلث الموت". مخيمات اﻷمل وبريقة والكرامة وأهل الشام، تعاني في اﻷصل من أوضاع إنسانية سيئة، وانعدام شبه تام للخدمات، وعدم القدرة على استيعاب المزيد من العائلات.

رحلة النزوح بدأت من قرى بصر الحرير وناحتة والمليحة الغربية، وكانت الوجهة مدينة الحراك القريبة التي سرعان ما تعرضت للقصف المكثف، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين بينهم نازحون، اﻷمر الذي دفع أهالي الحراك والكرك الشرقي للإنضمام إلى قافلة النازحين.

مصدر من المجلس المحلي في بلدة بصر الحرير، قال لـ"المدن"، إن البلدة خالية من السكان بشكل كامل والوجهة هي بلدات المسيفرة والجيزة والمتاعية. وأضاف أن الوضع اﻷنساني يزداد صعوبة مع استمرار القصف وقلة اﻹمكانات لا سيما المنازل وعدم وجود مخيمات مخصصة ﻹيواء النازحين.

رئيس المجلس المحلي في بلدة المليحة الغربية، قال لـ"المدن"، إن نسبة الدمار التي لحقت بالبلدة تجاوزت 70% نتيجة القصف المكثف الذي تعرضت له والذي دفع اﻷهالي للتوجه نحو بصرى الشام وغصم وكحيل. وأضاف إن قرى المليحة الغربية والمليحة الشرقية وقرى اللجاة هي قرى منكوبة بشكل كامل.

ومن شأن الوضع اﻹنساني الذي يعاني منه المدنيون في المنطقة أن يغيّر المعادلة خاصة إذا بدأ توافد المدنيين نحو الحدود مع دول الجوار هرباً من القصف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها