الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 10:50 (بيروت)

اشتباكات متفرقة تفتتح معركة الجنوب..بضوء أخضر إسرائيلي

الأربعاء 2018/06/20
اشتباكات متفرقة تفتتح معركة الجنوب..بضوء أخضر إسرائيلي
فصائل المعارضة بدورها رفعت جاهزيتها القتالية ( Anna News/Youtube)
increase حجم الخط decrease
استهدفت قوات النظام براجمات الصواريخ، فجر الأربعاء، قرى وبلدات الحارة ونمر وكفرشمس في منطقة مثلث الموت شمالي درعا، ما تسبب بسقوط قتيل مدني وعدد من الجرحى، وردت المعارضة بإستهداف نقاط النظام في ديرالعدس والتلال المحيطة بها.

وكانت فصائل المعارضة قد أعلنت عن تمكنها، ليل الثلاثاء/الأربعاء، من تدمير رتل عسكري لقوات النظام بالقرب من بلدة خربة غزالة على أوتوستراد دمشق-درعا، وأجبرته على الإنسحاب والعودة. وأعلنت مليشيات النظام عن مقتل الملازم الأول مناف أيوب، خلال استهداف الرتل، وهو قائد مجموعات الاقتحام في "فوج السحابات" التابع لـ"قوات النمر".

وقالت غرفة عمليات "رص الصفوف" في معرض تبنيها تدمير الرتل، في بيان لها إن "إلتزامنا في الشهور الماضية باتفاقية خفض التصعيد لم يكن التزام الجبناء الخانعين أو المؤتمر للخارج وإنما إلتزام تقتضيه مصلحة أهلنا وأمنهم وأمانهم في المقام الأول ثم لإعادة ترتيب صفوفنا ومراجعة الأولويات وتنظيم خريطة العمل المستقبلي في أركان الثورة". وأضاف البيان: "على مرآى ومسمع العالم نشهد على خرق النظام للاتفاق، حيث حشد جنده باتجاه المناطق المحررة، وكانت مدفعيته تقصف وتقتل وتدمر، وإذا ما ظن النظام أن حديدنا قد لان وأن حمانا قد هان فإن ظنه قد خان".

وسُجّلت حركة نزوح للمدنيين من بلدات ناحتة وبصر الحرير شرقي درعا، ويتوقع أن تفرغ البلدتان من سكانهما مع حلول ليل الأربعاء/الخميس.

مقاتلات النظام الحربية كانت قد شنّت، ظهر الثلاثاء، 3 غارات جوية بالقنابل العنقودية على بلدة مسيكة في منطقة اللجاة. وطال قصف مكثف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ قرى وبلدات الغارية الغربية وناحتة وبصرالحرير في ريف درعا الشرقي، ما تسبب بسقوط قتيلين أحدهما متطوع في الدفاع المدني.

وما تزال اﻹشتباكات مستمرة في محيط بلدة المسكية في منطقة اللجاة، وتمكنت فصائل المعارضة من تدمير سيارة دفع رباعي مزودة برشاش عبر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع من نوع "تاو". وفي الريف الغربي من المحافظة، جددت قوات النظام والمليشيات المساندة لها قصف مدينة الحارة وتل المال بالمدفعية الثقيلة.

وأغلقت قوات النظام جميع الطرق الواصلة بين مناطق النظام ومناطق المعارضة ضمن درعا وبين درعا والسويداء، وسمّحت فقط للموظفين وطلاب الجامعات بالخروج من مناطق المعارضة، ومنعت العائلات من المغادرة، وسط تشديد أمني مكثف على الحواجز.

وتنذر هذه التحركات بإقتراب المعركة التي أعد لها النظام عشرات اﻵليات ومئات العناصر من المليشيات متعددة الجنسيات، للسيطرة على مناطق المعارضة في الجنوب السوري. إذ عملت المليشيات على الرصد المكثف لمناطق المعارضة وسط محاولات تسلل متواصلة للسيطرة على بعض النقاط في منطقة مثلث الموت وبالقرب من بصر الحرير شرقي درعا. ورفعت المليشيات جاهزية عناصرها المتواجدين في مطار خلخلة إلى الدرجة القصوى، مع تفعيل أبراج المراقبة المتواجدة داخل المطار وفي كتائب الردار القريبة.

فصائل المعارضة بدورها رفعت جاهزيتها القتالية تحسباً ﻷي طارئ، كما بدأت بملاحقة فلول عناصر "داعش" بالقرب من منطقة اللجاة، وأعلن "جيش أحرار العشائر" عن تمكنه من قتل القيادي في التنظيم عماد السبتي، في منطقة بئر القصب ومجموعة من عناصره.

أهداف النظام في الجنوب المُحرر لم تعد خافية، حيث يسعى للسيطرة على 3 مواقع استراتيجية؛ تل الحارة غرباً، وتعني السيطرة عليه سقوط ريف القنيطرة اﻷوسط وباقي مناطق الريف الشمالي من درعا من خلال استهدافها بشكل مباشر من التل، والهدف الثاني هو بصر الحرير شرقاً والتي يسعي النظام للسيطرة عليها بهدف فتح الطريق الواصل بين مدينة ازرع في درعا إلى السويداء وعزل منطقة اللجاة الوعرة التي يصعب على النظام التقدم والسيطرة عليها، إلا عبر محاصرتها وقطع كل طرق اﻹمداد. والهدف الثالث هو منطقة غرز القريبة من مدينة درعا، والتي يحاول النظام من خلالها التقدم بإتجاه معبر نصيب الحدودي مع اﻷردن، بعدما فشلت المفاوضات لفتح المعبر وإدارته من قبل النظام.

وعلى غير العادة، تقف إسرائيل على الحياد من كل ما يجري، وللمرة اﻷولى تكتفي بمراقبة تحركات النظام عن كثب من خلال طائرات اﻹستطلاع التي أسقطت المليشيات واحدة منها الثلاثاء بالقرب من بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي. ولم يسجل أي استهداف اسرائيلي للأرتال والتعزيزات التي استقدمها النظام، بالرغم من تواجد المليشيات الإيرانية معها. وهو ما دفع البعض ﻹعتبار ذلك بمثابة ضوء أخضر إسرائيلي، للنظام، للتوغل في المنطقة وصولاً إلى حدود العام 1974، ربما بعد الحصول على ضمانة روسية بإبعاد تلك المليشيات عند نهاية المعركة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها