الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 19:23 (بيروت)

لجنة تحقيق الأمم المتحدة: الغوطة الشرقية شهدت جرائم حرب

الأربعاء 2018/06/20
لجنة تحقيق الأمم المتحدة: الغوطة الشرقية شهدت جرائم حرب
لجنة التحقيق:بعض الأشخاص تُركوا للموت رغم توفر إمكانية إنقاذهم (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت لجنة التحقيق المستقلة الخاصة بالشأن السوري، الأربعاء، إنّ حصار قوات النظام لمنطقة الغوطة الشرقية والسيطرة عليها "يدخل ضمن نطاق جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأوضحت اللجنة التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها حول أحداث الغوطة الشرقية قبل شهور، أن النظام السوري مارس "أساليب بربرية" ضدّ المدنيين في الغوطة الشرقية. وأضاف التقرير أن سكان الغوطة الشرقية تعرضوا لأطول حصار خانق في العصر الحديث، وأنهم عانوا آلاماً نفسية وجسدية كبيرة، بسبب هجمات النظام.

وذكر التقرير أنّ النظام السوري كثّف هجماته الجوية والبرية على الغوطة الشرقية خلال الفترة الممتدة من شباط/فبراير وأبريل/نيسان 2018، وأنّ بعض الأشخاص تُركوا للموت، رغم توفر إمكانية إنقاذهم. ولفت إلى أن مئات المدنيين لقوا حتفهم نتيجة الهجمات الجوية والبرية التي نفذها النظام السوري.

ووصف التقرير نموذج الحرب الذي لجأت إليه القوات الحكومية في الغوطة بأنه يعود إلى القرون الوسطى، قائلاً إن تصرفات الجيش كانت في أغلبيتها غير مشروعة في طبعها، إذ كانت تهدف إلى إجبار سكان الغوطة إما على تسليم أنفسهم إلى القوات الحكومية أو الموت جوعاً. واتهم سلاح الجو السوري بالاستهداف الممنهج للمستشفيات والطواقم الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين.

من جهة ثانية، اتهمت اللجنة فصائل المعارضة مثل "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام"، بارتكاب "جرائم حرب" عبر "شن هجمات عشوائية" على دمشق أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، كما قالت اللجنة في التقرير إن تلك الفصائل مارست التعذيب بحق مدنيين. وقال إن الفصائل المسلحة شنت حملات اعتقالات بحق ممثلي الأقليات الدينية في مناطق سيطرتهم وتعذيب المحتجزين.

كما تطرق التقرير إلى مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، مشيراً إلى أن اللجنة لا تزال تدرس صحة التقارير التي تتحدث عن استخدام غاز الكلور في الغوطة أربع مرات خلال الفترة المذكورة. لكنه أشار إلى أن "الأدلة المتوفرة تتفق إلى حد كبير مع استخدام الكلور" في دوما في 7 نيسان/أبريل، مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 49 قتيلاً و650 مصاباً.

وفي السياق، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو، أن التقرير بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما قد يتم نشره الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن أوزومجو قوله: "نتوقع أن يكون التقرير جاهزاً قريباً.. عندما أقول قريباً، فإن ذلك قد يحدث في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك".

ورد أوزومجو على انتقادات وزارة الخارجية الروسية بشأن أساليب جمع العينات الكيماوية في سوريا، قائلاً: "نحن واثقون جدا في العمل الفني الذي تقوم به بعثة تقصي الحقائق، لقد أعدوا عدة تقارير، هذه أدلة علمية.. لذلك، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يشكك بنتائج مهمة البعثة".

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، أن هناك مؤشرات على تحضيرات لإمكانية القيام باستفزاز جديد في سوريا من خلال استخدام أسلحة كيماوية واتهام دمشق. وقالت: "بعد هذه الجولة الجديدة ننتظر مرة أخرى إطلاق مزاعم حول استخدام السلطات السورية لأسلحة كيماوية ضد المدنيين".

وأضافت زاخاروفا أن "هذا ببساطة عمل مدفوع الأجر وتحت الطلب، وبالطبع، نتلقى إشارات مفادها أن مثل هذه الاستفزازات يجري الإعداد لها، وسنحاول الإعلان عنها مسبقا لتفادي أعمال مشابهة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها