الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 12:00 (بيروت)

المرج والقطاع الجنوبي: السماح بالعودة..إلى الخرائب

الأربعاء 2018/06/20
المرج والقطاع الجنوبي: السماح بالعودة..إلى الخرائب
مليشيات النظام جرّفت البحارية وحران العواميد (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بدأت عائلات من أهالي المرج والقطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، صباح الثلاثاء، العودة بشكل رسمي إلى منازلها التي نزحت عنها منذ خمس سنوات، بعدما سمحت لها "الجهات الأمنية" بذلك وسهّلت لها إجراءات العودة، بحسب مراسل "المدن" منتصر أبو زيد.

ودخلت عشرات العائلات مقبلة من مدينة دمشق ومحيطها إلى بلدات المليحة ودير العصافير وزبدين وحتيتة التركمان والبياض والعبادة والجربا وحران العواميد والعتيبة وغيرها، بعدما تلقت رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من رؤساء بلدياتهم المقيمين في دمشق تبلغوا فيها بإمكانية العودة عقب انتهاء عطلة عيد الفطر مباشرةً. ونشرت وسائل إعلام موالية للنظام أخبار العودة، ودعت المواطنين إلى ذلك، بعدما تم تأمين دمشق وريفها من "الإرهاب" وفق رواياتها.

وسمحت مليشيات النظام للعائدين بعبور الحواجز المنتشرة على الطرقات من دون إبراز أي أوراق ثبوتية واكتفى مسؤولو الحواجز بسؤال العائدين عن وجهتهم.

وباشرت العائلات بعمليات التنظيف وإعادة تأهيل منازلها المُعفّشة بإتقان من قبل مليشيات النظام، منذ سنوات. وعادت معظم العائلات أدراجها مستاءة من الوضع الحالي لاستحالة السكن في ظل انعدام الماء والكهرباء وبقية البنى التحتية، بالإضافة إلى لزوم إعادة تأهيل المنازل قبل سكنها إذ تفتقر إلى الأبواب والنوافذ وخزانات الماء، بعد تعفيشها. هذا بالإضافة لنمو الأعشاب والأشواك في الطرقات وتصحر الأراضي وفقدان الأشجار.

وكان محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم، قد أعلن قبل يومين لصحيفة "الوطن"، عن اجتماع مع بلديات البلدات المهجورة، وإنه سيتم بعد عطلة العيد اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للعودة وفتح الطرقات وإعادة ترميم المدارس والبنى التحتية الأخرى. وكشف إبراهيم أن منظمات دولية ستعمل وفق عقود مع المحافظة لإعادة تأهيل تلك البلدات وستعمل على إزالة الأنقاض، وستقوم تلك المنظمات بجولات ميدانية ترفع بعدها تقارير تثبت فيها حجم الدمار الموجود في تلك البلدات.

وقال إبراهيم إن 20 ألف مواطن عادوا من "مراكز الإيواء" إلى مناطقهم في الغوطة الشرقية وكشف عن تشكيل لجان أمنية لدراسة أوضاع الحواجز ودمج بعضها وإبقاء الحواجز فقط على مداخل مدينة دمشق.

وكانت مليشيات النظام قد سمحت أواخر أيار/حزيران لوفود من أهالي المرج بالدخول لأول مرة إلى بلداتهم وطلبت منهم رفع العلم السوري فيها تمهيداً لعودة الأهالي وإعادة تأهيل المؤسسات الحكومية والبنى التحتية، لكن لم يتم تنفيذ أي خطوات مشجعة على العودة بعدها.

وسيطرت مليشيات النظام والمليشيات الإيرانية و"حزب الله"، مطلع العام 2013، على معظم تلك البلدات بهدف إطباق الحصار على الغوطة، وعفّشت المليشيات كامل البلدات عدا جدرانها الإسمنتية. وسخر الأهالي من قرار العودة بعدما عاينوا منازلهم التي أصبحت جرداء أشبه بالأشجار الخريفية.

واستنكر أهالي حران العواميد والبحارية ذلك القرار وتضمينه لهم، إذ أن مليشيات النظام جرّفت بلداتهم في العام 2013، حيث مُسحت البحارية بالكامل عن وجه الأرض، وجعلتها المليشيات منطقة عازلة عن قوات المعارضة المرابطة خلفها لدرء خطر فك الحصار آنذاك. وجرّفت مليشيات النظام 90 في المائة من الأحياء السكنية في حران العواميد المحاذية لمطار دمشق الدولي، كي لا تصبح جيباً تتسلل إليه قوات المعارضة ويشكل خطراً على أمن المطار.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها