الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 10:56 (بيروت)

العد التنازلي لتمرير "صفقة القرن" انطلق.. والبوابة غزة؟

الأربعاء 2018/06/20
العد التنازلي لتمرير "صفقة القرن" انطلق.. والبوابة غزة؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease

كشف قيادي مقرب من دائرة الرئاسة الفلسطينية لـ"المدن"، عن رفض الأخيرة طلباً من الوفد الأميركي، الذي يضم مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ومبعوثه إلى المنطقة جيسون غرينبلانت، القيام بزيارة شخصية الى رئيس السلطة محمود عباس للإطمئنان على صحته.

وأضاف المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن "المسؤولين الأميركيين قالوا لنا ان الزيارة شخصية وليست سياسية، لكننا رفضنا وقلنا إن الرئيس بخير، ولا داعي للزيارة". وشدد المصدر على أن الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن"، التي يقول إنها تتمحور أساساً حول غزة، هو كفيل بإفشال كل المحاولات الأميركية لإحداث اختراق بصفقة ومشروع ترامب اتجاه القضية الفلسطينية والمنطقة عموماً.

وحول متابعة السلطة في رام الله للقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، قال القيادي الفلسطيني إن نتنياهو حاول أن يهدئ عمّان بالقول إن ما يجري في القدس لن يمسّ بالوصاية الهاشمية على المقدسات.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني الأسبق محمد أبوهديب، قال لـ"المدن"، إن ضغوطاً متزايدة في هذه الأثناء تُمارس على الأردن والسلطة الفلسطينية، في محاولة لتحريك صفقة القرن من بوابة غزة.

وأضاف أبوهديب أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة لما يجري الإعداد له أميركياً، إذ سيتضح كل شيء بشكل أكبر، وستكون هذه الفترة مقياس التطور الذي تحاول الإدارة الأميركية أن تفرضه على المنطقة.

ويرى أبوهديب أن الإدارة الأميركية تقوم بتغيير التكتيك الخاص بتمرير صفقة القرن، إذ سيتم الحديث أولاً عن غزة تمهيداً للتوافق على صيغة معينة للصفقة، من دون التخلي عن أهدافها الأساسية، من حيث الحديث عن سلام مقابل إدارة ذاتية فلسطينية.

ويعتقد أبوهديب أن الفترة القليلة القادمة هي التي ستحدد مدى قدرة القيادتين الأردنية والفلسطينية على استيعاب الضغط وعدم الرضوخ، واصفاً الوضع بـ"الصعب"، لاسيما وأن الحالة الإقليمية ميالة للصفقة والتصالح مع اسرائيل، كما يقول.

وكشف أبوهديب عن رسائل وصلت إلى الأردن من دول اقليمية، وصفها بـ"المتواطئة" مع صفقة القرن، بسبب رفض عمّان للصفقة التي تعني حلاً منقوصاً سيكون على حسابها، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن منطق القوة يفرض نفسه على الساحة الإقليمية.

مصدر سياسي مطلع أكد لـ"المدن"، أن الفريق الأميركي خلال زيارته إلى المنطقة سيأتي بتعهد مالي من أجل غزة، بهدف اختبار الموقف الرسمي، ويوضح أن "الأميركيين لم يحددوا حتى اللحظة ماذا يريدون من غزة؟ فقط، ينوون جلب المال ومقايضة رئيس السلطة محمود عباس، والقول إنه إذا تعاون معهم، سيتم فتح كل الصفقة.. وأما إذا رفض وبقي متمسكا بموقفه فستعمل أميركا مع أطراف اخرى".

ويُجمع سياسيون ومراقبون على أن كوشنر وغرينبلات سيعرضان صفقة القرن على قادة الدول التي سيلتقونها، لكنهم يقرون أيضاً أن توقيت اعلانها لا يزال غير واضح حتى اللحظة.

والمؤكد أن جولة الفريق المذكور هي جزء من عمل المشروع الأميركي، ويبدو أن غزة هي المفتاح لكل هذا المشروع في المنطقة، لأن جوهره بالمحصلة يهدف لبناء علاقة سلام بين اسرائيل والخليج العربي، على رأسه السعودية، في مواجهة إيران، والعمل على حل المسألة الفلسطينية.

وتقول مصادر لـ"المدن"، إن الإدارة الأميركية تريد أن تكون غزة المفتاح والمدخل لصفقة القرن، في محاولة للإلتفاف على الموقف الرافض الذي تبديه قيادة السلطة الفلسطينية اتجاه الصفقة،على أمل اضعاف جبهة الموقف الفلسطيني وتشتيته. وجولة الفريق الأميركي ستركز على غزة بصفتها المرحلة الأولى لـ"صفقة القرن". وستستغل واشنطن الحالة الانسانية في غزة، إذ ستطلب من دول خليجية تجنيد دعم محلي لحل المشكلات الانسانية والبنى التحتية، بغية تخفيف الضغط عن اسرائيل وخفض التوتر على الحدود.

وتقول المصادر، إن الولايات المتحدة وجدت أن الامم المتحدة هي آلية التطبيق لمشاريع غزة المأمولة، وقد رصدت مبلغ 600 مليون دولار للمرحلة الأولى التي ستمتد لخمسة أشهر من جيب دول خليجية، لحل المشكلات الانسانية والكهرباء والماء وغيرها. وتبين المصادر أن فريق ترامب يريد خلق قاعدة لمشروع "صفقة القرن" تبدأ من غزة، ومن ثم تتدحرج وتشكل ضغطاً على القيادة الفلسطينية وتتحول لمشروع اقليمي.

وكشفت المصادر أن السعودية قدمت نسخة معدلة لـ"صفقة القرن" إلى الولايات المتحدة، لكن الأخيرة رفضتها، وقالت "لا تعديلات جوهرية"، ما يعني أن أي تعديل سيكون شكلياً وسطحياً فقط، على الرغم من أن بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية تقول إن هناك بنوداً لن تعجب حكومة نتنياهو، فالحد الأدنى هو السقف الأعلى بالنسبة للحكومة اليمينية في إسرائيل.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد نقلت عما وصفته بمصدر كبير في السلطة الفلسطينية قوله، إن الإدارة الأميركية تريد فعلياً دولة في غزة يكون مطارها في شبه جزيرة سيناء. وقال المصدر للصحيفة: "من الواضح لنا أن الإدارة الأميركية تسعى إلى خطة تتماشى مع ما تم اقتراحه بالفعل، بأن تكون الدولة الفلسطينية هي قطاع غزة وأن يقام المطار في سيناء، بينما ستصبح الضفة الغربية نوعاً من الإدارة المدنية الموسعة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها