الإثنين 2018/06/11

آخر تحديث: 15:03 (بيروت)

الضفة تتضامن مع غزة.. و"آلية معقدة" لتخفيف الحصار

الإثنين 2018/06/11
الضفة تتضامن مع غزة.. و"آلية معقدة" لتخفيف الحصار
Getty ©
increase حجم الخط decrease

يبدو أن الضفة الغربية قد خرجت عن صمتها، وبدأت تُعلي صوتها رفضاً للإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة، بما فيها عدم صرف كامل رواتب الموظفين في القطاع منذ أشهر، بحجة الضغط على "حماس" لإنهاء الإنقسام.

وخرج المئات من الفلسطينيين في تحركات احتجاجية وسط رام الله، جابت شوارع المدينة الرئيسية، وردد المشاركون هتافات رافضة للاجراءات العقابية التي تمارسها السلطة ضد غزة.

يأتي ذلك بالتوازي مع تواصل الجهود الدولية لتخفيف الحصار عن غزة، على وقع تباين وجهات النظر داخل المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل، وتحديداً بين وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، وقادة عسكريين في ما يخص تقديم تسهيلات عاجلة لغزة. وقد كشف اجتماع "الكابينيت"، الأحد، عن الفجوة بينهما.

ويؤيد الجيش الإسرائيلي مقترح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين في غزة لتجنب الانهيار، لكن ليبرمان، وفق ما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يعارض ذلك الأمر بشدة.

وكانت وسائل اعلام إسرائيلية قد قالت إن "الكابينيت" ناقش مقترحات بلور بعضها منسق الأمم المتحدة الخاص في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وهي تلقى ترحيباً خجولاً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "الشاباك" ودعماً من الجيش.

وبحسب المصادر فإن من بين الأمور المطروحة للنقاش، السماح بإدخال 6 آلاف عامل من غزة للعمل في إسرائيل، وتحويل حاجز بيت حانون/"إيرز" إلى معبر تجاري وربطه مع ميناء "أسدود" وتسهيلات أخرى لسكان غزة.

مصدر سياسي مطلع قال، لـ"المدن"، إن اسرائيل تحاول تطويع الأفكار الدولية لصالحها ولتفصيلها على مقاسها، بغية فرض رؤيتها الخاصة نحو غزة ومقايضة بعض التسهيلات على المدى المتوسط والبعيد بسلاح المقاومة والمسيرات السلمية وإعادة الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى كتائب "القسام".

بدوره، كشف قيادي من "حماس"، لـ"المدن"، جانباً مما يدور في الحراك الدولي الذي يقوده مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، لإنهاء حصار غزة أو تخفيفه، موضحاً أن معظم الأطراف الدولية متفقة على أن "حماس" يجب الا تكون عنواناً رئيسياً لأي مشاريع ستُنفذ في القطاع لتخفيف الحصار، حتى لا تُمنح الحركة ورقة انتصار وكأنها استطاعت أن تكسر الحصار.

لكن القيادي يعتبر ذلك معضلة، كون السلطة الفلسطينية وحكومتها في الجانب الآخر لا تعطي موقفاً واضحاً اتجاه غزة لتكون مسؤولة عن ذلك، كما أن "حماس" هي التي تسيطر على القطاع من الناحية الواقعية. ولذلك، فهناك طروحات دولية حول مَن يتولى مسؤولية الإشراف وتنفيذ المشاريع التنموية والإقتصادية في غزة، لجنة من التكنوقراط؟ أم السلطة؟ أم الأمم المتحدة؟ لكن، في المحصلة فإن هذه المقترحات مبنية على أن تكون "حماس" في الخلف لا في الأمام.

في المقابل، يؤكد القيادي في "حماس" أن الحركة أبلغت الأطراف الدولية "تفضّلوا واختاروا من شئتم لإدارة مرحلة رفع الحصار عن غزة، ولكن من دون اشتراطات خاصة بالمقاومة". ووفق القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن المطروح بشأن تخفيف الحصار عن غزة وإقامة مشاريع تنموية وإقتصادية نابع من "خطة مارشال" التنموية، لكن اسرائيل هي الطرف الحاسم لتنفيذ الخطة، فهي لا تزال تناور وتتحكم بكل شيء.

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو أن يعطي الأوروربيين مجالا للتدخل ودفع المال، لكن القيادي من حماس يؤكد أن الأوروبيين غير مرتاحين للحراك الذي يجعلهم تابعين وليسوا في المقدمة.

اللافت أن المصدر أكد رصد أميركا مبلغ نصف مليار دولار لصالح مشاريع تنموية وبنى تحتية في غزة، في إطار أي خطة يمكن بلورتها بشأن غزة، بالرغم من أنها لم تنضج بعد، ولا تزال مجرد أفكار غير محسومة.

ولعل النقاش الذي يدور دولياً بشأن غزة يتمحور حول خطين؛ الأول اجراءات آنية وعاجلة لمنع انفجار غزة، والثاني تغيير جوهري في الأوضاع بقطاع غزة عبر مشاريع على المدى المتوسط والبعيد.

مصدر أوروبي كشف، لـ"المدن"، عن نقاش مستمر يدور حالياً بين السلطة الفلسطينية ومصر واسرائيل بشأن غزة، موضحاً أن الإتحاد ينتظر تفاصيل ما سيتوصلوا إليه قبل التدخل. وأكد المصدر ان هناك افكاراً معينة بشأن غزة، غير أن الإتحاد الأوروبي قال للجهات ذات العلاقة إنه سيساعد ولكن حينما يتضح المشهد الضبابي والمواقف المتناقضة، مشيراً إلى أن "السلطة الفلسطينية مضطربة ومتخبطة هي الأخرى اتجاه غزة، وخاصة في ما يتعلق بإجراءاتها العقابية. ونحن نريد من السلطة أن تكون أكثر وضوحاً".

ويشدد المصدر أن السلطة هي ستكون العنوان الفلسطيني للمشاريع الرامية لتخفيف معاناة غزة، ولكن عبر آلية وصفها بـ"المعقدة قليلاً"، من دون أن يوضح المقصود بها. ويضيف أن هناك اتفاقاً وتقاطعاً بين الجهات الإقليمية والدولية حول كل الأفكار من مُنطلق أن "قطاع غزة يجب أن لا يبقى على هذا الحال".



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها