الجمعة 2018/05/04

آخر تحديث: 12:27 (بيروت)

"الدفاع المحلي" في حلب تخسر مؤسسها.. ونفوذها؟

الجمعة 2018/05/04
"الدفاع المحلي" في حلب تخسر مؤسسها.. ونفوذها؟
ينحدر من قرية الفوعة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
قُتل قائد "الدفاع المحلي" في حلب العميد الركن هيثم النايف، الخميس، بعد تعرضه لحادث سير على طريق أثريا-خناصر الذي يمر من باديتي حلب وحماة. النايف كان في طريقه إلى حلب، قادماً من حماة، لتفقد أفواج "الدفاع المحلي" في حلب والتي يتزعمها منذ أواخر العام 2012، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وقتل النايف متأثراً بإصابته بعد إسعافه إلى مستشفى السلمية، كما قتل أيضاً مرافقه الملازم علاء الحسن، في حين قتل وأصيب مدنيون كانوا يستقلون حافلة نقل ركاب تابعة لشركة "فرح" والتي اصطدمت بسيارة النايف.

العميد النايف حصل على رتبة لواء شرف، بعد مقتله، مقابل "خدماته" التي قدمها للنظام في حلب منذ البدايات الأولى للثورة السورية. وهو ينحدر من قرية الفوعة الشيعية في ريف ادلب، وكان مسؤولاً عن تجنيد المئات من العناصر خلال العامين 2012-2013 إلى صفوف مليشيا "الدفاع المحلي" في حلب.

ويبلغ تعداد عناصر "الدفاع المحلي" 12126، معظمهم كانوا من مجموعات "الشبيحة" الأولى لقمع المظاهرات، وجرى تنظيمهم لاحقاً تحت مسمى "إدارة الدفاع المحلي"، النواة الأولى لمليشيا "الدفاع المحلي" التي جرى تشكيلها من أبناء بلدتي نبل والزهراء، والتحق بهم في ما بعد المئات من أبناء بلدتي كفريا والفوعة، ومن أبناء العشائر في حلب؛ البكارة والعساسنة وغيرها من العشائر الموالية للنظام. وتمتلك مليشيا "الدفاع المحلي" معتقلات خاصة بها في حلب.

وشاركت المليشيا بقيادة النايف، في معظم معارك حلب وريفها ضد المعارضة المسلحة، وكان له دور كبير في معارك ريف حلب الجنوبي الى جانب المليشيات الإيرانية. وكان العميد النايف أحد قياديي غرفة العمليات أواخر العام 2015 التي أحرزت تقدماً كبيراً على حساب المعارضة بدعم روسي وبدعم من المليشيات الإيرانية ومليشيا "حزب الله" اللبنانية. كما شغل النايف منصب قائد غرفة عمليات نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، وكان له دور بارز في فك الحصار عنهما.

وجذبت مليشيا "الدفاع المحلي" في حلب إلى صفوفها، كما في بقية المحافظات، آلاف المُجندين والضباط في قوات النظام، خاصة الشيعة منهم، ممن تركوا قطعهم العسكرية والتحقوا بها. وبلغ عدد الضباط العاملين الذين تركوا قوات النظام والتحقوا بالمليشيا في حلب، 69 ضابطاً وصف ضابط، وتتولى إيران دفع رواتبهم في عموم المناطق السورية. ويبلغ عدد عناصر المليشيا في عموم سوريا 52 ألف عنصر، بحسب وثائق مسربة من وزارة الدفاع في الربع الأول من العام 2017.

جرت صدامات بين العميد النايف، مع قيادات الفروع الأمنية في حلب، ومع قيادة فرع "حزب البعث"، ومع مليشيا "لواء الباقر" العشائرية المدعومة من إيران. الصراع كان على النفوذ، في الفترة التي تلت سيطرة النظام على الأحياء الشرقية في حلب وخروج المعارضة منها في أواخر العام 2016.

وتُتهمُ مليشيا "الدفاع المحلي" بعمليات سرقة ونهب وخطف وقتل ومصادرة أملاك خاصة وعامة في حلب، وجرت مواجهات بين عناصرها وعناصر أجهزة أمنية على تقاسم الغنائم ومناطق النفوذ. وبقيت "الدفاع المحلي" القوة البارزة في حلب بسبب النفوذ الذي يتمتع به العميد النايف. فهل سيبقى الأمر كذلك بعد مقتله؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها