الأحد 2018/05/27

آخر تحديث: 12:36 (بيروت)

حصار غزة: تطور "غير عميق" في الموقف الإسرائيلي؟

الأحد 2018/05/27
حصار غزة: تطور "غير عميق" في الموقف الإسرائيلي؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease

يتواصل الحديث عن استمرار الجهود التي تبذلها أطراف عربية ودولية لتخفيف الحصار عن غزة، إلى حد مريح للسكان، مقابل التزامات أمنية وسياسية من حركة "حماس".

لكن القيادي في "حماس" خليل الحية، يبدو أنه حسم موقف الحركة قبل أن تنضج الأمور، عندما قال إنهم جاهزون لدراسة أي مقترح أو خطة من شأنها أن تؤدي إلى رفع الحصار عن غزة، مؤكداً في تصريحات نقلتها صحيفة "الرسالة" التابعة لـ"حماس"، وجود تحركات عديدة في هذا الاتجاه تدور خلف الكواليس.

ويبدو أن "مسيرات العودة" نجحت في تحريك المياه الراكدة، إذا بينما كانت الأطراف الإقليمية والدولية مرتاحة للحالة في غزة في ظل هدنة مجانية قبيل المسيرات، أدركت هذه الأطراف بعدها أن سكان غزة لم يعودوا قادرين على تحمل استمرار الحصار، ما خلق معادلة جديدة.

مصدر سياسي مطلع قال، لـ"المدن"، إن هنالك حراكاً تقوده أطراف معديدة، مثل سويسرا والنرويج، بالإضافة إلى دورين أساسيين لقطر ومصر، في الوقت الذي تبدو فيه إسرائيل معنية بإخماد أي موجة تصعيد مع غزة، ارتباطاً بتفاقم الأوضاع الإقتصادية والإنسانية الصعبة لسكان القطاع.

ويقول المصدر، إن ما يجري صياغته هو معادلة جديدة في غزة وأن معلوماته تشير إلى أن إسرائيل وافقت على فصل الشق الإنساني عن السياسي، حيث إنها كانت تصر دائماً على تجريد "حماس" من السلاح مقابل رفع الحصار، لكن هذه المرة قبلت تل أبيب ومعها الولايات المتحدة أن يتم الفصل بين الأمرين ولو مرحلياً.

ويكشف المصدر عن ملامح ما ينتظر غزة، بالرغم من أن "صفقة غزة" لا تزال قيد الحديث والنقاشات، في ظل جهود تقوم بها هيئة الأمم المتحدة، والتي ستقر مجموعة من المشاريع الإقتصادية في غزة في المرحلة القادمة. ويقول،  إن المطروح أميركياً في الأمم المتحدة هو مبلغ 600 مليون دولار لمدة خمسة أشهر لغزة، في مقابل أن تلتزم "حماس" بهدنة مفتوحة وتواصل منع أية هجمات ضد أهداف إسرائيلية وتسيطر على الأوضاع الميدانية.

ويؤكد المصدر، أن الدافع الأميركي من الإهتمام بتخفيف الحصار عن غزة هو أمل الإدارة الأميركية أن يكون أساس "صفقة القرن"، ولذلك تريد واشنطن أن تخوض تمريناً وتجربة في مسألة غزة، ما جعل مراقبين يعتقدون أن وضع القطاع سيختلف في الفترة المقبلة.

في المقابل، يقول المصدر إن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لم يعد العمل العسكري مطروحاً لديهما في هذه المرحلة على الإطلاق، فالحرب الرابعة إن وقعت ستكون مدمرة وإلكترونية بإمتياز، وستقوم إسرائيل بتصفية قيادات المقاومة بمساعدة الطائرات المسيرة عن بعد (درونز).

والواقع، فإن "حماس" ملتزمة أصلاً بهدنة طويلة، ولكنها تسعى أن لا تكون مجانية بل مقابل ثمن، ولهذا فهي تمتلك القابلية للموافقة على هدنة مفتوحة، انطلاقاً من التغيرات والواقع المفروض عليها.

ووسط ذلك، يُطرح السؤال المُلح: "أين السلطة الفلسطينية من الحراك الدولي لتخفيف الحصار عن غزة؟". يقول المصدر "إن السلطة في الخلفية والأطراف تجاوزتها، لكن مصر على اتصال معها لإبلاغها بالتطورات".

وتعبر السلطة عن انزعاجها من هذا الحراك الإقليمي والدولي، بيدَ أن الواضح هو أن أي ترتيبات بخصوص غزة ستجري بعيداً عنها، إذا بقيت منسحبة من تحمل مسؤولياتها اتجاه القطاع.

مصدر في الإتحاد الأوروبي قال، لـ"المدن"، إنه لا يوجد أي مبادرة أوروبية بخصوص غزة كما أن الإتحاد لا يشارك في الحراك الإقليمي والدولي الحاصل، ذلك أنه يرى أن الحل يجب أن يكون من بوابة السلطة الفلسطينية التي بدورها عليها أن تكون واضحة بخصوص استراتيجيتها القادمة اتجاه غزة.

من جهته، نفى قيادي مقرب من "حماس"، لـ"المدن"، وجود أي تطور في الموقف الإسرائيلي بخصوص غزة، موضحاً أن الأفكار والخطوات الإسرائيلية لا تزال ذات أثر غير عميق حتى الآن، ما يُعطي انطباعاً أنه لن يكون هناك تحول في التعامل الإسرائيلي مع غزة.

ويؤكد القيادي أن إسرائيل تنوي زيادة أعداد الشاحنات المحملة بالبضائع والمساعدات التي يتم إدخالها إلى غزة، فضلاً عن فتح الباب أمام منح تصاريح لمزيد من التجار. وأما مسألة فتح مطار وإقامة ميناء، علاوة على فتح ابواب معبر "بيت حانون" لـ20 ألف شخص في غزة للعمل داخل الخط الأخضر، فهي مطروحة فقط من المؤسسة العسكرية في إسرائيل، لكنها مرفوضة من القيادة السياسية التي تصر على تحرير بعض البنود الشكلية التي ليس لها اي اثر عميق لإنهاء معاناة غزة. ووفق المصدر فإن "حماس" تضع شروطاً تُضاهي تلك التي وُضعت لصفقة "شاليط".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها