الأربعاء 2018/05/23

آخر تحديث: 11:29 (بيروت)

الأكراد يعودون إلى عفرين

الأربعاء 2018/05/23
الأكراد يعودون إلى عفرين
تمكّن المدنيون من اجتياز حاجز "الوحدات" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
وصلت إلى عفرين في ريف حلب الشمالي، الثلاثاء، قافلة مكونة من أكثر من 200 سيارة، تقل نازحين أكراد عادوا من مناطق سيطرة النظام وحزب "العمال الكردستاني"، بعدما كانوا قد فرّوا إليها عند انطلاق معركة "غصن الزيتون" في كانون الثاني/يناير، بحسب مراسل "المدن" منتصر أبو زيد.

ودخلت القافلة من معبر ترندة، وتوزعت على مدن وبلدات عفرين وجنديرس والباسوطة وراجو وشيخ الحديد وغيرها، بعدما أنهى الجيش التركي وفصائل المعارضة تنظيفها من الألغام ومخلفات الحرب.

القافلة التي دخلت إلى عفرين، الثلاثاء، كانت الأكبر منذ سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة على المنطقة. وكان النازحون الأكراد يدخلون بسياراتهم أو سيراً على الأقدام من الجبال المحيطة قادمين من بلدات نبّل والزهراء وتل رفعت، بسبب منع "وحدات الحماية" لهم من العودة.

وتغلق "وحدات حماية الشعب" الكردية، ذراع "العمال الكردستاني" المُسلحة في الشمال السوري، حاجز بينه غربي تل رفعت، وتمنع المدنيين من العودة إلى منازلهم وتتهمهم بالخيانة إذا ما فعلوا. وقد تمكن المدنيون، الإثنين، من اجتياز الحاجز بعدما أطلقت "الوحدات" النار عليهم، وقتلت مدنيّاً. وأثار ذلك نوعاً من الاحتجاجات والفوضى، انتهت بفتح الحاجز، وعبور القافلة.

ورافقت فصائل المعارضة السورية قافلة المدنيين الأكراد، منذ دخولها وحتى وصولها إلى وجهتها، لحمايتها. وتألفت القافلة بشكل رئيس من الرجال والنساء والأطفال، في حين غاب عنها الشباب الذين يخشون من العودة نظراً لانتسابهم لصفوف "العمال الكردستاني" سواء بشكل تطوعي أو بالتجنيد الإجباري.

وتنفي عودة الأكراد إلى عفرين، بشكل قاطع، الاتهامات الموجهة إلى تركيا وفصائل المعارضة في "غصن الزيتون"، بإجراء عملية تغيير ديموغرافي في المنطقة وتوطين مهجري الغوطة الشرقية في مناطق الأكراد.

وكانت القوات التركية قد سمحت بدخول مهجري الغوطة الشرقية إلى عفرين، بعد وصولهم إلى الشمال السوري، من دون أن تفرض إقامتهم في ممتلكات الأكراد المهجورة. وقد أقام بعض مهجري الغوطة، بشكل مؤقت، في منازل مهجورة، ولجأ بعضهم إلى استئجار المنازل من أصحابها الأصليين، تلافياً للتنقل أو إخراجهم منها لاحقاً.

ومنذ وصول القافلة، بدأت عشرات العائلات من مُهجّري الغوطة الشرقية بإفراغ المنازل التي سكنتها بسبب عودة أصحابها الأصليين، في حين تستعد مئات العائلات الأخرى لمواجهة الأمر ذاته، عند وصول دفعات جديدة من الأكراد النازحين.

رئيس مجلس عفرين المحلي، كان قد طلب سابقاً بكتاب رسمي، تسمية أربعة أعضاء ليكونوا ممثلين عن أهالي الغوطة المقيمين في المدينة. كما افتتح مجلس محافظة ريف دمشق مكتباً مؤقتاً في عفرين لتسيير الأمور الإدارية للمُهجّرين قسرياً. كما تم تعيين أطباء من الغوطة في مشافي عفرين، إلى جانب الكوادر الطبية الموجودة. وافتتح مُهجّرو الغوطة محالاً تجارية في أسواق عفرين تمت تسميتها بأسماء توحي بالشام والغوطة.

وتقدم مئات الشبان من مُهجّري الغوطة بطلبات انتساب إلى الشرطة المدنية، التي يُفترضُ أن تتسلم الأمور الأمنية في عفرين بعد تأمينها بشكل نهائي، وانسحاب الفصائل العسكرية منها. وقد إلتحق العشرات منهم بدورات متخصصة، تمهيداً لإلتحاقهم بالسلك الأمني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها