الأحد 2018/05/20

آخر تحديث: 13:39 (بيروت)

عروض"شفهية" لـ"حماس": تخفيف الحصار لا رفعه؟

الأحد 2018/05/20
عروض"شفهية" لـ"حماس": تخفيف الحصار لا رفعه؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease

لم تتوقف مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، لكن المراقبين يُجمعون على أنها تراجعت من حيث الزخم وحدة المواجهة واقتراب المتظاهرين من السياج الفاصل، منذ المجزرة الإسرائيلية التي وقعت الإثنين الماضي.

وترافق هذا التراجع مع بعض التسهيلات الإسرائيلية للقطاع، من ناحية فتح معبر كرم ابو سالم (إيرز) لإدخال البضائع وبعض المساعدات، فضلاً عن السماح بخروج عدد من جرحى مسيرات العودة للعلاج في الضفة والقدس والأردن، الأمر الذي دفع إلى طرح أسئلة مُلحّة من قبيل: هل ثمة علاقة بين هذه التسهيلات وتراجع حدة المواجهات في مسيرات العودة؟ هل التسهيلات المصرية تجاه غزة والتي بُدئت بفتح معبر رفح البري طيلة شهر رمضان، مُنسّقة مع إسرائيل لمنع الإنفجار؟

رئيس "شبكة الأقصى" الإعلامية التابعة لـ"حماس" وسام عفيفة، قال لـ"المدن"، إن ما يجري من حراك إقليمي ودولي تقوده مصر لمنع تصعيد الوضع الميداني مع وعود بتخفيف الحصار عن القطاع، ألقى بظلاله على حدة المواجهة. واعتبر أن الاتصالات المصرية "ربما تكون قد أثرت بشكل عام".

وكشف عفيفة لـ"المدن" عن تلقي "حماس" عروضاً شفهية حول تخفيف الحصار عن غزة ومنع تفجر الأوضاع، نقلتها مصر وقطر ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وأطراف أخرى، لكن إلى الآن لم يتم بلورة شكل عام لكيفية إنهاء أو تخفيف أزمة غزة.

وأشار عفيفة إلى أن مجرد تخفيف الأعباء الإنسانية وإدخال بعض المساعدات والأموال لن يُنهيَ خطر المواجهة العسكرية، لأن سُكان غزة يصابون بالإحباط نتيجة عدم لمسهم اي حل لمعاناتهم.

وأكد عفيفة استمرار اللقاءات والإتصالات بين القاهرة وقيادة "حماس"، ممثلة باسماعيل هنية ويحيى السنوار، انطلاقاً من اهتمام الجانبين بهذا التواصل والتنسيق الدائمين في ظل الظروف التي تعيشها غزة، موضحاً أن أي لقاء وجاهي سيجمع الطرفين غير مستبعد سواء عُقد في غزة أو القاهرة. وأشارإلى أن مصر وعدت بتسهيلات إضافية لغزة ستتبع فتح معبر رفح البري طيلة شهر رمضان، وهي المرة الأولى منذ عشرة سنوات يُفتح المعبر بهذه المدة.

في المقابل، تحاول إسرائيل أن ربط أي انفتاح على غزة بشروط، من بينها إعادة الجنود الأسرى وسلاح المقاومة، لكن عفيفة قال إن "هذا لن يتم ولن تقبله حماس، كما أن خطر تدحرج الأحداث الى صدام جدي لا يزال قائماً طالما ازمات غزة في تصاعد".

مصدر آخر من "حماس" قال لـ"المدن"، إن هناك دوراً مصرياً لتخفيف الحصار عن غزة، بالتوافق مع إسرائيل وأطراف إقليمية، وسط محاولات لامتصاص الغضب في غزة وعدم تطور الأمور إلى "المواجهة الأصعب" بين إسرائيل و"حماس"، على ضوء ما حصل يوم الإثنين الدامي. ويؤكد المصدر أنه تم ايكال دور للمصريين لتخفيف الحصار عن غزة.

من جهتها، تحاول إسرائيل أن تقدم بعض التسهيلات لغزة مع الإبقاء على لهجتها التصعيدية ضد "حماس". وتنقل وسائل اعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إنه لا تغيير جوهرياً حتى الآن في سياسة إسرائيل اتجاه غزة. إلا أن هذه المصادر تؤكد على منح تسهيلات في الفترة القادمة لتخفيف الإحتقان في غزة، والحيلولة دون وقوع الإنفجار الذي لا ترغبه مصر ولا إسرائيل ولا الإقليم والعالَم.

وتشدد المصادر على أن التسهيلات المصرية مُنسقة مع إسرائيل، معتبرة أن هناك توافقاً ومصلحة مشتركة بين تل ابيب والقاهرة لتقديم هذه التسهيلات. وثمة مقترح من بعض الأوساط الإسرائيلية باتباع نهج اتجاه غزة، مفاده "ما دام أي حل سياسي لا يزال بعيد المدى، فلنحاول حل القضايا والأزمات الملحّة لقطاع غزة"، ما يعني أن الرؤية الإسرائيلية تتحدث عن تسهيلات وتخفيف للحصار لا رفع له.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها