الأربعاء 2018/05/02

آخر تحديث: 12:49 (بيروت)

"عاصفة الجزيرة" تجمع "قسد" و"الحشد الشعبي"

الأربعاء 2018/05/02
"عاصفة الجزيرة" تجمع "قسد" و"الحشد الشعبي"
تنظيم "الدولة" يعيش أسوأ حالاته (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية"، الثلاثاء، عبر مؤتمر صحافي عقدته داخل حقل التنك النفطي في ريف ديرالزور الشرقي، انطلاق المرحلة الأخيرة من معركة "عاصفة الجزيرة"، بهدف تأمين الحدود السورية العراقية، والقضاء على جيوب تنظيم "الدولة الإسلامية" المتبقية شمال/شرقي نهر الفرات، في ريفي ديرالزور الشرقي والحسكة الجنوبي.

إعلان قوات "قسد" عن المرحلة الأخيرة من المعركة، جاء بعد هدوء شهدته جبهاتها مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ اطلاق تركيا وفصائل المعارضة معركة "غصن الزيتون" لابعاد "وحدات حماية الشعب" من عفرين، أواخر كانون الثاني/يناير 2018. الهدوء كان هُدنة شبه معلنة عقدتها "قسد" و"داعش"، تبادلا فيها الأسرى، وافتتحا ممرات تجارية بين مناطقهما.

تنظيم "الدولة" الذي يعيش أسوأ حالاته هذه الأيام، لا يزال يسيطر على بلدات في ريف ديرالزور الشرقي وريف الحسكة الجنوبي الشرقي، منها السوسة والشعفة وبلدة الجاير وأبو حامضة والدشيشة، وقسم كبير من البادية المجاورة للشريط الحدودي السوري-العراقي.

المعركة التي من المفترض أن تبدأ في أي لحظة، ستكون بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي"، وبمشاركة وحدات مدفعية تابعة للقوات الفرنسية المتواجدة في سوريا، بالإضافة لمشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية التي ستخوض المعركة انطلاقاً من داخل الأراضي العراقية.

الناشط الإعلامي من ديرالزور إبراهيم الخليل، قال لـ"المدن"، إن بطاريات مدفعية فرنسية وصلت مؤخراً إلى ديرالزور مع وحدات من القوات الخاصة الفرنسية، للمشاركة في المعارك ضد تنظيم "الدولة"، واستقرت تلك القوات داخل حقل العمر النفطي شرقي ديرالزور، أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المحافظة.

وأضاف الخليل أن "الحشد الشعبي" المشارك في المعركة من جهة الحدود السورية العراقية، بدأ منذ ليل الإثنين/الثلاثاء قصف مواقع التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي والبادية المجاورة للحدود، بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية، ومن المحتمل أن تشمل المشاركة العراقية سلاح الجو، خاصة طائرات الأباتشي.

وتهدف قوات "قسد" في المرحلة الأولى من عملياتها العسكرية، إلى فصل مناطق سيطرة التنظيم إلى قسمين؛ الأول يشمل جيوب التنظيم في ريف ديرالزور الشرقي، والثاني يشمل مناطق سيطرته  في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، وذلك عبر التقدم من جهة حقل التنك إلى البادية الشمالية الشرقية باتجاه الحدود العراقية، والالتقاء مع مليشيات "الحشد الشعبي" العراقي.

تقسيم مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" إلى قسمين، سيعطي قوات "قسد" نقاط قوة في المعركة؛ قطع طرق الأمداد بين مناطق التنظيم، والاستفراد بكل جزء منها على حدة خاصة القسم المتواجد في ريف الحسكة الجنوبي والذي يعتبر الأضعف من حيث التسليح وعدد المقاتلين وعدم وجود تضاريس وتكتلات عمرانية تساعد عناصر التنظيم على الصمود.

تنظيم "الدولة" الذي يعتبر الطرف الأضعف في المعركة، سيحاول الدفاع عن مناطق سيطرته بنوعين من التكتيكات العسكرية؛ الأول، خاص بريف الحسكة والبادية المجاورة للحدود العراقية، وقوامه الاعتماد على حقول الألغام والسيارات المفخخة لإعاقة تقدم القوات المهاجمة، وشّن عمليات هجوم عسكرية خاطفة بمجموعات قتالية صغيرة هدفها إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية في القوى المعادية. التكتيك الثاني يخُص مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في ريف ديرالزور الشرقي، والتي من المتوقع أن تكون نقطة التجمع الأخيرة لمقاتلي التنظيم شمالي الفرات، وسيعتمد فيها التنظيم على حرب الشوارع المفتوحة وعمليات التسلل إلى الخطوط الخلفية للقوات المهاجمة، مستفيداً من وجود العنصر البشري الكافي والكتل العمرانية التي قد تساعده في تجنب ضربات "التحالف الدولي" الجوية، بالإضافة لمئات المدنيين الذين يتخذهم  التنظيم كدروع بشرية، الأمر الذي يربك القوات المهاجمة ويجعلها مطالبة بدقة عالية أثناء العملية.

معركة "قسد" للقضاء على التنظيم لن تكون سهلة، خاصة أن مقاتلي التنظيم لا يملكون خياراً سوى القتال حتى آخر رجل، بعد حصار مناطقهم من جميع الجهات؛ من الجهتين الغربية والشمالية توجد قوات "قسد"، أما من الجنوب نهر الفرات وقوات النظام، وفي الشرق القوات العراقية و"الحشد الشعبي".

الإعلان عن انطلاق المعركة، تزامن مع ارتكاب طيران التحالف الدولي لمجزرة راح ضحيتها أكثر من 30 قتيلاً مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال في بلدة الجاير بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، والتي تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة".

مدير "شبكة الخابور" الإعلامية إبراهيم الحبش، قال لـ"المدن"، إن قصف التحالف الدولي، استهدف تجمعاً للمدنيين داخل محطة وقود وسط قرية القصر التابعة لبلدة الجاير، وهي منطقة تضم تجمعات مدنية لا وجود لمقرات التنظيم داخلها. وأضاف الحبش أن "جهاز الاستخبارات التابع لحزب PYD هو المسؤول عن المجزرة، بصفته الجهة التي تقوم بتقديم المعلومات واحداثيات المواقع للتحالف الدولي الذي يقوم باستهدافها عبر طائراته، وهذا الأمر تكرر عشرات المرات منذ بدء الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا".

حصيلة مجزرة المحطة غير نهائية، بسبب وجود عدد من الجرحى بينهم حالات حرجة، ومن المرجح ارتفاع عدد الضحايا لعدم وجود مشافٍ ومراكز صحية قادرة على التعامل مع تلك الحالات، ومنع تنظيم "الدولة" الأهالي من نقل المصابين إلى مشافٍ في الحسكة.

وتشهد مناطق تل الجاير وأبو حامض والدشيشة جنوب شرقي الحسكة حالة نزوح للمدنيين باتجاه مناطق البادية، بسبب القصف الذي تتعرض له تلك المناطق بصواريخ الغراد من مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية. كما يتخوف المدنيون من قصف لـ"التحالف" يستهدف مناطقهم على غرار ما حصل في منطقة تل الجاير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها