السبت 2018/05/19

آخر تحديث: 02:33 (بيروت)

قمة اسطنبول: تدابير ضد من اعترفوا بالقدس عاصمة لإسرائيل

السبت 2018/05/19
قمة اسطنبول: تدابير ضد من اعترفوا بالقدس عاصمة لإسرائيل
Anadolu ©
increase حجم الخط decrease
نددت قمة منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في اسطنبول، الجمعة، بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والمجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المتظاهرين الفلسطينيين.

وطالبت قمة منظمة التعاون الإسلامي، في بيانها الختامي، المؤسسات الدولية "باتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على حدود غزة"، وأكدت "العزم على اتخاذ تدابير سياسية واقتصادية تجاه الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وشدد البيان على أن "قمة إسطنبول الإسلامية تؤكّد أن إسرائيل ارتكبت أعمالاً تشكّل جرائم وحشية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية". وأضاف "قمة إسطنبول الإسلامية تطالب المؤسسات الدولية باتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على حدود غزة".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها في افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي، إن الولايات المتحدة مسؤولة عن سفك دماء الشعب الفلسطيني، لأنها تدعم أفعال إسرائيل الوحشية والإرهابية.


وأضاف "كما كان 14 مايو (المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة)، يوما أسود في تاريخ الإنسانية، سنسجل في 18 مايو، يوما تاريخيا للإنسانية، بتكافل جهودنا". وتابع "أقولها بوضوح، ما تقوم به إسرائيل هو قطع للطرق، ووحشية، وإرهاب دولة".

وأردف أردوغان "نقول لأولئك الذين يريدون خنق منطقتنا بالدم والدموع.. قفوا. ونرفع صوتنا من اجتماعنا هذا بأن أشقاءنا الفلسطينيين ليسوا وحدهم في كفاحهم (..) لا بد من محاسبة إسرائيل أمام القوانين الدولية على ما اقترفته من قتل للمدنيين".

ولفت إلى أن "التحرك اليوم من أجل الفلسطينيين الذين يقتلون من قبل قُطاع طرق إسرائيليين، يظهر للعالم بأن الإنسانية لم تمت بعد". مشيراً إلى أن أنقرة أرسلت تحذيراتها إلى واشنطن بشأن خطوة نقل السفارة، وما ستؤدي إليه من صراعات وتوترات جديدة في المنطقة، لكنها فضّلت السير على طريق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولم تأخذ بعين الاعتبار كل التحذيرات، وخصوصاً تلك التي صدرت عن منظمة التعاون الإسلامي.

وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، قال في الكلمة الافتتاحية "سنركز على وضع القضية الفلسطينية بالنسبة لمجتمعنا وعلى أننا لن نسمح بتغيير وضع المدينة التاريخية". وأضاف "يجب ألا نسمح لدول أخرى بأن تحذو حذو الولايات المتحدة".

من جهته، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن قضية فلسطين يجب ألا تتأثر بالخلافات بين الدول. وأوضح "مركزية القضية الفلسطينية، كأولوية عربية، يجب أن تظل محل إجماع عربي ولا يجوز أن تكون رهينة للخلافات السياسية بين دولنا. لا يمكن للسلام أن يتحقق في منطقتنا دون حل عادل ولا حل عادلا دون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".

وفي موازاة انعقاد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، شهدت اسطنبول حشداً ضخماً حمل شعار "اللعنة على الظلم والدعم للقدس" تضامناً مع الفلسطينيين، وتنديداً بالمجازر الإسرائيلية المتركبة بحقهم في غزة، في أعقاب مسيرة العودة.

ودعا الرئيس التركي، الذي شارك في التجمع الجماهيري، الشعبين الإسرائيلي والأميركي للاحتجاج على أخطاء إدارتيهما. وقال أردوغان "أدعو الشعب الإسرائيلي إلى التصدي لحكومته، التي تقوده نحو الكارثة، والأميركي إلى رفع صوته ضد أخطاء إدارته".

ووصف أردوغان إسرائيل بأنها "دولة الإرهاب"، وشدد أن "الصراع الحقيقي هو مع الصهاينة الذين لا يمكن التسامح مع عدائهم للمسلمين"، وليس مع اليهود.

وحشد التجمع في أسطنبول نحو نصف مليون شخص، كما شارك به زعيم حزب "الحركة القومية" دولت باهجه لي. وقال "في غزة ارتكبت جرائم إنسانية، ألعن إسرائيل وظلمها، وأدين السياسات الأميركية الهمجية".

وأضاف باهجة لي في كلمته أنه "يجب أن يحاكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصابته في المحكمة الجنائية الدولية، لما ارتكبوه من سفك لدماء الفلسطينيين". وتابع "إننا في حداد بسبب صرخات الحواضر التركية والاسلامية، فنحن قلعة الكرامة حيال كل ألم واعتداء ومكيدة في تلك المناطق، من كركوك إلى القدس، ومن تلعفر إلى قبرص، وقشقار إلى قره باغ".

وشدد على أن "القدس مسلمة وتحمل أثراً تركياً عميقاً، وهي فخر وهيبة إيماننا، لذا عندما يقال أن القدس ذهبت فلا تذهب، وعندما يقال أنها سقطت فلا تسقط، ولن تكون عاصمة إسرائيل".

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، دعا في كلمته، إلى تشكيل "لجنة خبراء مستقلة "للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على حدود غزة.  وقال "تؤكد المنظمة على أهمية العمل على تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم إسرائيل بغزة لإدانة المسؤولين الإسرائيليين". 

وأضاف "التحقيق الدولي في الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في 14 مايو (الجاري) هو مطلب ملح وعادل، إذ أن نتائجه ستؤدي إلى مساءلة المعتدي". وتابع "ظهرت ازدواجية المعاير الدولية في الوقت الذي كانت إسرائيل تحتفل فيه بافتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، كانت الدماء في غزة تسيل".

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: "فلسطين لستِ وحيدة، 81 مليون مواطن تركي إلى جانبكِ، القضية الفلسطينية قضيتنا، ستبقى إسرائيل وحيدة هي وحاميها، الضمير الإنساني لن يخضع للظلم". ودعا "العالم بأسره للوقوف إلى جانب صاحب الحق والمظلوم ونصرة أشقائنا الفلسطينيين (...) ونصرخ من هنا لا يمكن لقطاع الطرق أن يحكموا العالم".

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية "التي تقتدي بهتلر وموسوليني أثبتت مرة أخرى أنها دولة محتلة، وأثبتت للعالم أنها لا تعترف بالحق ولا تأبه بحياة أحد".

وأضاف يلدريم "باسم الأمة التركية ألعن بشدة إسرائيل التي أطلقت الرصاص على الإنسان والإنسانية". كما أشارإلى أن الحكومة الإسرائيلية "تمنع مساعدة الجرحى وكأن قتلها للأناس الأبرياء لا يكفيها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها