الجمعة 2018/05/18

آخر تحديث: 12:33 (بيروت)

واشنطن تبني"تحالفاً"ضد طهران..والاوروبيون يتقربون من موسكو

الجمعة 2018/05/18
واشنطن تبني"تحالفاً"ضد طهران..والاوروبيون يتقربون من موسكو
الكرملين: "سيكون تبادلاً مهماً للاراء" (Getty)
increase حجم الخط decrease
في الوقت الذي يسعى فيه الأوروبيون وروسيا إلى انقاذ الاتفاق النووي الايراني، يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، في منتجع سوتشي، في اللقاء الأول بينهما على انفراد منذ أيار/مايو 2017 في سوتشي.

وقال مستشار الكرملين يوري اوشاكوف: "سيكون تبادلاً مهماً للاراء، بما انه لم يحصل اتصال مباشر منذ زمن طويل"، بين الزعيمين.

وسيناقش بوتين وميركل، بحسب "فرانس برس"، النزاع في سوريا وفي شرق أوكرانيا. وبرلين وموسكو وباريس هي الدول الراعية لاتفاقات مينسك للسلام الموقعة في 2015 والتي تهدف الى وضع حد للنزاع هناك. وقال الكرملين إن ميركل وبوتين، سيحاولان تنظيم اجتماع مع ماكرون، ونظيرهم الأوكراني بترو بوروشنكو، لإحراز تقدم حول ارسال بعثة سلام محتملة من الأمم المتحدة.

كما من المفترض ان يناقش بوتين وميركل ملف بناء أنبوب غاز جديد تحت البحر "السيل الشمالي"، يربط بين البلدين عبر بحر البلطيق.

وتأتي زيارة ميركل قبل أسبوع من قدوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المرتقب في 24 أيار/مايو الى سان بطرسبورغ.

وكان بوتين قد التقى، الخميس، بشار الأسد، وتباحثا "في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا خصوصا مع الانتصارات العسكرية التي حققها النظام بفضل الدعم العسكري الروسي وايضا في التسوية السياسية واعادة الاعمار وعودة اللاجئين".

ويشكل ملف النووي الإيراني، أحد مواضيع التقارب النادرة بين الاوروبيين وموسكو، بعد العلاقات المتوترة الناجمة عن سنوات من الخلافات حول النزاع السوري وضم شبه جزيرة القرم والحرب في شرق أوكرانيا. وتدهورت العلاقات بشكل كبير في الشهور الأخيرة، بعد تعرض العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال، للتسميم مع ابنته في انكلترا، بغاز كيماوي، وما تلاه من سلسلة عمليات طرد لسفراء.

ويريد الاوروبيون ان يتفادوا بأي ثمن أن تتخلى إيران عن الاتفاق وتستأنف برنامجها النووي، كما يريدون حماية استثماراتهم في البلد الذي بات مهدداً من جديد بالعقوبات الاقتصادية الأميركية.

وكثفت موسكو، حليفة طهران، المساعي الديبلوماسية في الأيام الاخيرة على أمل انقاذ الاتفاق الذي تقول روسيا أنه "أساسي لاستقرار المنطقة والعالم أجمع". وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، كان قد زار روسيا الاثنين، قبل ان يشارك في محادثات في بروكسل الثلاثاء للمطالبة بضمانات للبقاء في الاتفاق.

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة الى بناء "تحالف دولي" ضد النظام الإيراني و"أنشطته المزعزعة للاستقرار"، حسبما قالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس. وسيقوم وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، بتفصيل هذه الفكرة، الإثنين، في اول خطاب له حول السياسة الخارجية منذ توليه منصبه، وسيتحدث بشكل خاص عن ايران و"كيفية المضي قدماً".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت: "سنجمع بلدانا كثيرة من حول العالم لهدف محدد هو مراقبة النظام الايراني من خلال منظور اكثر واقعية، ليس من خلال منظور الاتفاق النووي فقط، بل من خلال كل انشطته المزعزعة للاستقرار التي لا تشكل تهديدا للمنطقة فحسب بل للعالم اجمع".

وتابعت "هذا ليس ائتلافاً معادياً لايران. نحن نميز بوضوح بين الشعب الايراني" و"النظام الايراني"، موضحة ان "الامر يتعلق بالنظام الايراني وبأفعاله السيئة".

وأعطت ناورت مثال التحالف الدولي ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا الذي اطلق في عام 2014 ويضم حاليا 75 دولة او مؤسسة. وهذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة يتدخل عسكريا لمحاربة التنظيم الجهادي الذي هُزم تقريبا على الارض. ولم تحدد ناورت ما اذا كان الائتلاف المستقبلي ضد النظام الايراني سيكون له ايضا شق عسكري.

وقالت إن وزارة الخارجية استقبلت زهاء 200 سفير أجنبي، الإثنين، لكي تشرح لهم قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ومناقشة الخطوات المقبلة.

ورداً على سؤال في شأن استعداد الاوروبيين للمشاركة في هذا التحالف الجديد على الرغم من خيبة املهم حيال سياسة واشنطن، أكدت المتحدثة أن العديد من شركاء الولايات المتحدة "يتفهمون تماما" المخاوف الاميركية و"لا يغضون النظر" عن الموقف الايراني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها