الجمعة 2018/05/11

آخر تحديث: 15:49 (بيروت)

حمص الشمالي:المفاوضات وعمليات التهجير في حالة فوضى

الجمعة 2018/05/11
حمص الشمالي:المفاوضات وعمليات التهجير في حالة فوضى
(المدن)
increase حجم الخط decrease
يعكس تأخر دخول قوافل مهجري ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى مناطق "درع الفرات" شمالي حلب، حالة من عدم التنسيق والفوضى التي شهدتها المفاوضات بين المعارضة وروسيا في الريف الشمالي، بالإضافة إلى الانزعاج التركي من إتمام هذا الاتفاق بعيداً عنها في منطقة تخضع لـ"خفض التصعيد".

ونتيجة عرقلة دخول القوافل إلى شمالي حلب، توقفت عملية إخراج قوافل جديدة من المُهجّرين. وبلغ عدد الخارجين، حتى اللحظة، أكثر من 6000 شخص بين مدني وعسكري، تمّ خروجهم على دفعتين؛ الأولى في 8 أيار/مايو، وبالتزامن مع دخولها إلى منطقة الباب بعد طول مماطلة، خرجت قافلة ثانية من المُهجّرين سالكة ذات مسار القافلة الأولى، وضمّت 2800 شخص في 63 حافلة. ولاقت القافلة الثانية مصيراً مشابهاً للقافلة الأولى، قبل أن تغير طريقها إلى إدلب وتدخل من معبر قلعة المضيق.

ويخشى من تبقى من مقاتلين ومدنيين في الريف، ممن سيتم نقلهم لاحقاً إلى الشمال، من مصير مشابه لمصير القافلتين الأولى والثانية. ونتيجة لذلك قامت لجنة المفاوضات بعقد أكثر من اجتماع مع الجانب الروسي، في معبر الرستن بالقرب من كتيبة الهندسة العسكرية. وبحسب مصادر "المدن" المقربة من لجنة المفاوضات، فقد تقرر أن يتم إيقاف القوافل إلى الشمال السوري حتى يتم تأمين القافلتين الأولى والثانية، ويتم إخراج الفصائل العسكرية وعائلاتهم على دفعات، وتشكيل لجنة مدنية وعسكرية للتنسيق بين المجالس المحلية والفصائل العسكرية لترتيب قوافل الخروج، على أن يتم تسجيل المدنيين الراغبين بالخروج مجدداً في المجالس المحلية التابعة لكل منطقة بمنطقتها.

وتأتي هذه الإجراءات لضبط عملية الخروج العشوائية. ففي القافلتين، الأولى والثانية، كان مفترضاً خروج المقاتلين والأهالي من مدينة الرستن فقط، ولكن تبين أن القوافل تضم خليطاً من كافة المناطق. وبحسب الاتفاق الأول مع الجانب الروسي، كان مفترضاً خروج قافلتين من كل قطاع، بعد تقسيم الريف إلى ثلاثة قطاعات؛ الرستن وتلبيسة والحولة. وتم أيضاً تخصيص القوافل من كل قطاع، واحدة إلى إدلب وقافلة إلى جرابلس. الاتفاق لم يسر كما كان متوقعاً، ما اضطر الروس ولجنة التفاوض إلى إعادة ترتيب الأوراق. وطُلب بناء على تلك الاجتماعات، إعادة تسجيل كافة المدنيين في المجالس المحلية لكل قطاع على حدة، حتى يتم إحصاء الأعداد المتبقية في كل منطقة. وما زال في الريف ما يقارب 20000 ألف مقاتل ومدني، بانتظار نقلهم إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

الاجتماعات خلصت أيضاً، إلى أنه عند تسجيل المدنيين في المجالس المحلية، سيعطون أرقاماً يلتزمون بها أثناء خروج القافلات المخصصة لهم. وتقرر في اجتماع هيئة التفاوض مع الجانب الروسي، تسيير قافلة إلى إدلب، الجمعة، خاصة بقطاع تلبيسة وما حولها، ويتوقع خروج ما يقارب 3000 آلاف شخص، بين عسكري ومدني، فيها.

وفي إطار تطبيق الاتفاق، قامت مجموعة روسية باستطلاع طريق خروج قطاع الحولة الخميس. وطريق خروج القوافل من الحولة، منفصل عن طرق قطاعي تلبيسة والرستن، إذ لا توجد طرق معبدة بين تلك المناطق.

المدنيون في الريف ما زالوا في حالة تخبط، بين قرار الخروج و"التسوية"، بينما حسمت الفصائل العسكرية أمرها بالخروج، مع من يرغب من مقاتليها، وسمحت بعض الفصائل العسكرية لعناصرها المتبقين الاحتفاظ بسلاحهم الفردي.

ويحاول من تبقى من عسكريين غير راغبين في الخروج من الريف الانضمام إلى "جيش التوحيد"، الحليف العسكري لروسيا. ويعوّل الروس على "جيش التوحيد" لمرافقة الشرطة الروسية أثناء دخولها إلى المنطقة بعد خروج كافة الفصائل العسكرية منها. وكسائر المناطق التي خضعت لـ"التسوية" يتوقع تحويل "جيش التوحيد" في المستقبل إلى فصيل مقاتل حليف لروسيا، قد ينضم إلى قوات سهيل الحسن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها