الإثنين 2018/04/09

آخر تحديث: 11:18 (بيروت)

"التهجير القسري" لدوما بدأ..بعد التركيع بالكيماوي

الإثنين 2018/04/09
"التهجير القسري" لدوما بدأ..بعد التركيع بالكيماوي
استخدام الكيماوي في ضرب دوما دفع "جيش الإسلام" لقبول التهجير القسري (Getty)
increase حجم الخط decrease
بدأ تنفيذ الاتفاق المبرم بين "جيش الإسلام" والجانب الروسي، في مدينة دوما، ليل الأحد/الإثنين، بعد ساعات من توقيعه، بإطلاق دفعة أولى من أسرى للنظام لدى المعارضة، وانطلاق أولى الحافلات التي تقل مقاتلي "جيش الإسلام" إلى الشمال السوري.

وعرضت وسائل إعلامية موالية للنظام، صوراً تظهر وصول الدفعة الأولى من أسرى للنظام كانوا في سجون "جيش الإسلام" إلى صالة الفيحاء في العاصمة دمشق، وقالت إن الحافلات الأولى لنقل المسلحين بدأت بالوصول إلى معبر مخيم الوافدين تجهيزاً لانتقالها إلى الشمال السوري. وهذه القافلة هي الأولى بعد توقيع الاتفاق.

وكان "جيش الإسلام" قد توصل إلى اتفاق، الأحد، بعد يومين داميين شهدتهما مدينة دوما، قتل خلالهما عشرات المدنيين، وأصيب المئات، نتيجة قصف النظام للأحياء السكنية بمئات الغارات الجوية والقذائف، وأتبعها بثلاث ضربات كيماوية. الاتفاق المبرم بين "جيش الإسلام" والروس لم يحدد عدد الدفعات أو مدة خروجها، ولكن بحسب إعلام النظام فإن 8 آلاف مقاتل من "جيش الإسلام"، ونحو 40 ألف مدني، سيتم نقلهم من دوما، إلى الشمال السوري.

ونصّ الاتفاق على خروج مقاتلي "جيش الإسلام" مع عائلاتهم ومن يرغب من المدنيين، و"تسوية أوضاع" الراغبين بالبقاء في دوما، وضمان عدم ملاحقتهم أو سوقهم للخدمة الإلزامية والاحتياطية قبل 6 شهور، بحسب ما ذكرته اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات مع الروس.

وتضمن الاتفاق، بحسب بيان اللجنة المدنية، دخول الشرطة العسكرية الروسية كـ"ضامن" لعدم دخول قوات النظام إلى دوما، وضمان عودة الطلاب المنقطعين عن الجامعات إلى مقاعدهم الدراسية بعد "تسوية أوضاعهم"، كما يُفتح معبر مخيم الوافدين أمام الحركة التجارية بمجرد دخول الشرطة الروسية، وتقوم لجنة من محافظة ريف دمشق بتسوية القضايا المدنية بالتنسيق مع اللجنة المدنية المشكلة في مدينة دوما.

مصدر محلي قال لـ"المدن" إن الاتفاق قضى بخروج عناصر "جيش الإسلام" إلى جبل الزاوية في محافظة إدلب الذي يسيطر عليه "صقور الشام"، فيما يخرج المدنيون إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة "درع الفرات" كمنطقة نفوذ تركي، ومنع دخول السلاح. ولكن تم تغيير وجهة مقاتلي "جيش الإسلام" من جبل الزاوية، إلى جرابلس أيضاً.

مصدر مقرب من "جيش الإسلام"، قال لـ"المدن"، إن "خروج جيش الإسلام من الغوطة الشرقية سيكون على شكل كتلة منظمة: الكتائب على شكل كتائب، والألوية على شكل ألوية، والهيئات على شكل هيئات، ويسمح للمسلحين بحمل بندقية ومخزنين وقطعة سلاح واحدة".

تغيير وجهة "جيش الإسلام" إلى جرابلس تعني أنه قد يصل إلى الشمال السوري منزوع السلاح. وتتضارب الأنباء حول مصير سلاحه. مصدر محلي، قال لـ"المدن"، إن "تركيا اشترطت عدم دخول جيش الإسلام إلى جرابلس حتى يسلم السلاح الفردي"، ولكن مصدراً آخر قال إن ذلك مجرد إشاعة، وسيدخل "الجيش" بسلاحه إلى جرابلس.

وكانت القوافل الأولى لمهجري مدينة دوما، قبل ضربة الكيماوي الأخيرة، قد أُوقفت لساعات على حواجز "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي، وذكرت تقارير إعلامية أن السبب وجود سلاح على متن الحافلات.

تأخر التفاوض بين الروس و"جيش الإسلام" الذي سعى لتحسين شروط الاتفاق، وعدم استنساخ اتفاق "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" في حرستا والقطاع الأوسط، خاصة بند "التهجير القسري". وأصرّ "جيش الإسلام" على التفاوض من أجل البقاء. ولكن استخدام الكيماوي في ضرب دوما، جعل من الاتفاق المبرم بين الطرفين، نسخة عن اتفاق "الفيلق" و"الأحرار" مع روسيا، مع اختلاف في بعض حيثياته.

مصدر مقرب من "جيش الإسلام"، قال لـ"المدن"، في تعليق على بنود الاتفاق إن "النظام سيخرج أيضاً من الغوطة الشرقية، وستدخل الشرطة الروسية لمدة ستة شهور، وبعدها سيتم تشكيل كتيبة من جيش الإسلام تحمل اسمه، وقوامها من الشباب الراغبين بالبقاء في مدينة دوما والرافضين للتهجير القسري". ولكن مهمة الكتيبة محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق السورية، بحسب المصدر.

يبدو أن التزام روسيا بتطبيق بنود الاتفاق مثار شكّ أهالي مدينة دوما، فاتفاق "فيلق الرحمن" في القطاع الأوسط بالغوطة الشرقية مع الروس نصّ على نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات والمدن التي كانت تحت سيطرة "الفيلق"؛ كعربين وزملكا وعين ترما وجوبر، و"ضمان" عدم ملاحقة النظام للراغبين في البقاء. ولكن مليشيات النظام دخلت إلى تلك المدن، وارتكبت انتهاكات بحق تلك المدن وأهلها، من "تعفيش" لممتلكات المدنيين والاعتداء عليها، وسوق عشرات الشبان للتجنيد، والإعدام الميداني، وحملات الاعتقالات.

آخر إحصائية للمدنيين في مدينة دوما، قدرت عددهم بـ130 ألف، من أهالي المدينة ونازحين إليها من مدن أخرى تقدم النظام إليها في وقت سابق، فضلاً عن 8 آلاف مقاتل لـ"جيش الإسلام".

ومنذ الإعلان عن التوصل لاتفاق بين "جيش الإسلام" والروس، سارع المدنيون، الإثنين، في دوما إلى مراجعة المراكز الخاصة بتسجيل أسمائهم للخروج، وسط فوضى تعمّ المدينة. مصدر محلي قال لـ"المدن" إن المئات ممن كانوا يرفضون الخروج من المدينة، قبل مجزرة الكيماوي، باتوا في عداد الراغبين بالتهجير، خشية انتهاكات مرتقبة ضدهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها