السبت 2018/04/07

آخر تحديث: 13:21 (بيروت)

هل راهن"جيش الإسلام"على "ورقة تفاوضية" خاسرة؟

السبت 2018/04/07
هل راهن"جيش الإسلام"على "ورقة تفاوضية" خاسرة؟
جلسات التفاوض تجري بوجود ألمانيا كدولة ضامنة (Getty)
increase حجم الخط decrease
استهدفت مليشيات النظام مدينة دوما في الغوطة الشرقية، السبت، بأكثر من 50 غارة جوية كحصيلة أولية، بعد جمعة دامية قُتل فيها نحو 40 شخصاً، معلنة بذلك انتهاء العمل بوقف إطلاق النار المتفق عليه مع المعارضة.

ووثق الدفاع المدني السوري في ريف دمشق مقتل 40 مدنياً، الجمعة، وإصابة نحو 250 مدنياً بجروح، جراء استهداف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، بأسلحة تقليدية وغير تقليدية، وفق ما قال الناطق باسم الدفاع المدني سراج محمود، لـ"المدن". وقال محمود "بلغ عدد الغارات الجوية التي تعرضت لها مدينة دوما ليوم الجمعة فقط أكثر من 100 غارة جوية، و50 برميلاً متفجراً، و40 قذيفة مدفعية، و700 صاروخ من الراجمات"، مشيراً إلى أن القصف استمر منذ بعد ظهر الجمعة وحتى ساعات متأخرة من الليل من دون توقف.

وقال متطوع في الدفاع المدني، لـ"المدن": "لا يزال 12 قتيلاً مجهولي الهوية، فيما تم التعرف على باقي الضحايا بعد ساعات من القصف"، وعزا ذلك لكثافة القصف على المدينة، وعدم قدرة المدنيين على مغادرة أقبيتهم للتعرف على الضحايا، فضلاً عن وجود عالقين تحت الأنقاض.

وجاء قصف المدينة بعد توقف شبه تام دام أسبوعاً كاملاً، جرت خلاله مفاوضات بين الجانب الروسي و"جيش الإسلام" الذي عمل على تحسين شروط "التسوية"، رافضاً إستنساخ الاتفاقيات التي وُقعت مع أقرانه في الغوطة "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن"، وتحديداً في ما يخص خروج المقاتلين إلى الشمال السوري. وتمسك "جيش الإسلام" خلال الأيام الماضية بشرط "المفاوضات للبقاء لا للتهجير" بحسب ما كانت قد ذكرته مصادره العسكرية لـ"المدن".

واتهم إعلام النظام "جيش الإسلام" بقصف مناطق سيطرته في ضاحية حرستا، وعش الورور، وحي المزة 86. مصدر في "جيش الإسلام" نفى لـ"المدن" استهداف "الجيش" لمناطق النظام، مشيراً إلى أنهم التزموا وقف إطلاق النار طيلة أيام المفاوضات.

واعتبر "جيش الإسلام" أن قصف مدينة دوما هو خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات الجارية، وقام لواء المدفعية والصواريخ التابع له باستهداف مصادر نيران النظام رداً على القصف، بحسب ما صرّح به الناطق الرسمي باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" حمزة بيرقدار.

وكان النظام قد منع، الخميس، قافلة مُهجّرين قسرياً من مغادرة دوما إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي، بسبب قلة عدد المغادرين على متنها، وأعلن عن تعثر المفاوضات مع "جيش الإسلام" بسبب ما قال إنه "وجود خلاف بين الجناحين السياسي والعسكري"، وبدأ يلوّح بالخيار العسكري مسيراً الطيران الحربي فوق سماء المدينة.

وبعد القصف الأخير مدينة دوما، انتقد مدنيون وناشطون إعلاميون "جيش الإسلام"، وحمّلوه مسؤولية القصف على دوما. مصدر مدني قال لـ"المدن" "كان جيش الإسلام يطمئن المدنيين خلال الأيام الماضية بأن المفاوضات تجري نحو الأفضل، وهو ما دفع الناس إلى الخروج من الأقبية إلى بيوتها والعودة إلى ممارسة الحياة اليومية فجاءت ضربة النظام على عكس ما كان متوقعاً وحصدت أرواح العشرات".

ويبدو أن المدنيين كانوا الورقة الخاسرة في المفاوضات الجارية بين الطرفين، فالنظام بدأ بالتصعيد عسكرياً مستهدفاً الأحياء السكنية للضغط على "جيش الإسلام" لقبول التهجير القسري والخروج من محيط العاصمة، و"جيش الإسلام" يعمل على كسب وقت إضافي في التفاوض لتحسين شروط الاتفاق مع النظام مطمئناً المدنيين، وهم حاضنته الشعبية، بسير المفاوضات نحو الأفضل.

مصدر مدني قال لـ"المدن": "آلاف المدنيين رفضوا الخروج إلى مراكز إيواء النظام أو الشمال السوري بناء على النتائج التي نقلها جيش الإسلام للمدنيين في المدينة".

وكانت تصريحات جيش الإسلام "حازمة" حيال رفض "التهجير القسري"، ورغم إعلان النظام وروسيا التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج "جيش الإسلام"، إلا أن الأخير نفى تلك التصريحات معتبر أنها في إطار "الحرب النفسية" ضد ثوار المدينة وساكنيها، ويبدو أن موقف "جيش الإسلام" في المفاوضات يستند على "ورقة تفاوضية" لم يفصح عنها.

وأعلن قياديون في "الجيش" خلال المفاوضات الماضية عن وجود دول ضامنة تضغط على النظام وروسيا للخروج بحلّ سياسي يرضي الأطراف، فيما ذكر مصدر مفاوض من مدينة دوما، لـ"المدن"، عقب بدء الإعلان عن المفاوضات، أن جلسات التفاوض تجري بوجود ألمانيا كدولة ضامنة، ومندوبة المبعوث الدولي إلى سوريا.

والتزم "جيش الإسلام" السرية في مفاوضاته، ولم تفصح أي دولة عن دور رسمي لها في إطار مفاوضات دوما. قصف النظام على دوما وخرقه لوقف إطلاق النار، قد يشير إلى أن ورقة "جيش الإسلام" التفاوضية قد تكون وعوداً دولية، لا تلتزم بها تلك الدول.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها